سناء الصمادي – الأردن
انطلقت يوم الأربعاء 22 مارس 2017 في رحاب الجامعة الأردنية أعمال المؤتمر العلمي الدولي المشترك “الحوكمة والتنمية الإدارية والاقتصادية في المؤسسات/الواقع والطموح” بتنظيم مشترك بين كلية الأعمال في الجامعة و جامعة القدس المفتوحة في فلسطين.
وأكد رئيس الجامعة الاردنية الدكتور عزمي محافظة أهمية المؤتمر الذي اختار موضوعا معاصرا في غاية الأهمية وهو الحوكمة الادارية والاقتصادية التي برزت اهميتها في الآونة الأخيرة عندما اطاحت الأزمة المالية العالمية باقتصاديات عدد كبير من الدول المتقدمة والنامية.
وأشار في كلمة ألقاها خلال رعايته أعمال المؤتمر إلى أن الحوكمة تهدف إلى الشفافية والمساواة والمساءلة والمسؤولية لتشجيع المؤسسات على الاستخدام الأمثل لمواردها وتحقيق النمو المستدام وتشجيع الانتاجية، مما يسهل عملية الرقابة والإشراف على أداء المؤسسات، واستقطاب الاستثمارات واستقرار أسواق المال.
وبين محافظة أن الحوكمة الرشيدة تعد جوهر أجندة التنمية وعنصرا بالغ الأهمية في تحقيقها وتعزيز الشفافية والرقابة والرفاهية الإقتصادية، ضمن الخطط الاستراتيجية والتشغيلية في إطار المسؤولية المجتمعية كالتعليم والصحة ومحاربة الفقر ودعم المؤسسات غير الربحية وتقديم الخدمات لذوي الإحتياجات الخاصة.
وقال رئيس جامعة القدس المفتوحة الدكتور يونس عمرو إن المؤتمر جاء انطلاقا من اهتمامنا ببحوث مشتركة تمثل صميم حياتنا بشكل عام في ظل الصعوبات والتحديات التي تعترض الحياة الاقتصادية للشعبين الفلسطيني والأردني.
وأضاف أن مشاركة نخبة من الباحثين العرب ما هو الا للتقارب والتآلف فيما بينهم لكسر الفجوة العلمية وتبادل المعلومات والأفكار مما يساهم في تطوير العلم والشراكة وبالتالي تحسين البحث العلمي.
وثمن عمرو الشراكة ما بين الجامعتين، داعيا أن تعقد المؤتمرات القادمة في رحاب القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين بإذن الله.
بدوره لفت عميد كلية الأعمال في الجامعة الأردنية الدكتور رفعت الشناق أن الكلية تسعى دوما إلى مواكبة المستجدات والتطورات في العملية التعليمية بمختلف أشكالها فجاء المؤتمر تلبية لطموحات الكلية في تحقيق مزيد من التفاعل والتواصل مع الباحثين والدارسين في الوطن العربي.
وبين أن المؤتمر تظاهرة علمية بمشاركة علماء يحملون علومهم وخبراتهم وتجاربهم حول مستجدات العصر وما يحمله من فرص وتحديات للمؤسسات والمنظمات العربية في المجالات الإدارية والاقتصادية والمعلوماتية وكيفية التعامل معها في حوار فكري وعصف ذهني تسوده أجواء من الديمقراطية.
واستعرض الشناق تطور الكلية وخططها وبرامجها لمواكبة المتطلبات والمستجدات المحلية والعالمية الحديثة، فدأبت بوضع خططها المستقبلية للحصول على الإعتمادية العالمية (AACSB)، لافتا إلى أن الكلية تمنح درجة الدكتوراه في اقتصاد الأعمال، ودرجة الماجستير في عشرة تخصصات، وتمنح درجة البكالوريوس في سبع تخصصات.
وأكد عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور يوسف أبو فارة أن المؤتمر ما هو الا ثمرة من الثمار الكثيرة التي تنجم عن التعاون المشترك بين المؤسسات الفلسطينية والأردنية العاملة في مجال التعليم العالي.
وأشار إلى أن الجامعات والقيادات الأردنية والفلسطينية تعمل على تفعيل التعاون وتطويره بين الجانبين الفلسطيني والأردني تمثله الجامعة الأردنية والقدس المفتوحة، وعبر عن شكره لرئيسي الجامعتين اللذين ذللا كل الصعوبات ووفرا كل الدعم المالي والمعنوي المطلوب لدعم كل المؤسسات الأكاديمية بكل السبل المتاحة.
وبين أن اختيار موضوعات المؤتمرات المشتركة التي ننظمها تأتي من دراسة عميقة للاحتياجات المؤسسية والمجتمعية، فالمؤسسات العربية تعاني من الكثير من المشكلات والأزمات الكثيرة التي شهدها العالم في المجال المالي والاقتصادي.
وعن محاور المؤتمر قال أبو فارة أنها “تركز على الجوانب التي تربط بين الحكومة من جهة والتنمية الاقتصادية والإدارية من الجهة الأخرى، فالكثير من المؤسسات الدولية تسعى لمواجهة الفساد وإقامة حكومة إدارية واقتصادية في المؤسسات المختلفة وهو ما يهدف إليه هذا المؤتمر”.
وسيناقش المؤتمر 40 ورقة علمية ستُعرض على مدار يومين للتوصل إلى نتائج وتوصيات سيكون لها الأثر الكبير على المؤسسات العاملة في هذا المجال.
وعقب جلسة الافتتاح تبادل رئيسا الجامعتين الدروع تكريما للقائمين على هذا المؤتمر .
وشهد اليوم الأول أربع جلسات علمية كانت الأولى عن “الحوكمة في الشركات العائلية الفلسطينية: الوضع الراهن ومتطلبات التحديث”، “دور منظمات المجتمع المدني في تنمية رأس المال الاجتماعي في فلسطين”، “دور حوكمة تكنولوجيا المعلومات في تعزيز أمن أنظمة المعلومات المحاسبية المحوسبة”، “أثر نظم المعلومات على تطبيق الحوكمة في المصارف الفلسطينية في محافظات جنوب الضفة الغربية”، “دور حوكمة تقانة المعلومات وفق إطار (COBIT) في تحقيق أبعاد نموذج (CIA) لأمن المعلومات: دراسة ميدانية في عدد من المصارف الأهلية/محافظة دهوك بالعراق”، “أثر أبعاد حوكمة تكنولوجيا المعلومات في تحسين التدريب الإلكتروني: دراسة حالة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”.
عرضت الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر خمسة أوراق عمل شملت “الافصاح عن حوكمة الشركات والقيمة الاقتصادية المضافة للمصارف التجارية الأردنية”، و”حوكمة الموازنة العامة في الجزائر”، و”الحوكمة الاقتصادية والنمو الاقتصادي في الجزائر”.
فيما تناولت الجلسة الثالثة مواضيع تتعلق ب”الحوكمة الجامعية: تجربة جامعة القدس المفتوحة”، و”الحوكمة الجامعية وإشكالية الرقابة والتقييم في قطاع التعليم الجامعي المغربي”، و”الحوكمة الجامعية وأثرها على الأداء المنظمي:دراسة تطبيقية في الجامعات العامة الفلسطينية”، و”حوكمة الجامعات كمدخل لتعزيز الشراكة مع منظمات المجتمع المحلي: دراسة مقارنة بين الجامعات العامة والخاصة”، و”نحو جامعات ذكية من خلال تبني معايير الحوكمة الجامعية”، و”إصلاح منظومة التعليم العالي في ظِلّ مفاهيم الحوْكمة”.
وركزت الجلسة الرابعة والأخيرة لليوم الأول على مواضيع “آثار الحوكمة على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية: دراسة تطبيقية للفترة (1996-2015)، و”أثر الفساد الاقتصادي على النمو الاقتصادي في الجزائر…دراسة قياسية من (2003 –2015)”، و”واقع الحوكمة في إطار اقتصاد المعرفة في فلسطين”، و” أثر تطبيق معايير الحوكمة في تحقيق الميزة التنافسية: دراسة حالة كلية فلسطين التقنية”، و”أثر تطبيق معايير حوكمة سلسلة التوريد على تدعيم الميزة التنافسية للمنظمة بالتطبيق على قطاع الأدوية في مصر”، و”واقع تطبيق الحوكمة وانعكاسها على الصورة الذهنية للجامعات الفلسطينية جنوب الضفة الغربية من وجهة نظر العاملين فيها”، و”تنمية المورد البشري كمتطلب لتطبيق حوكمة المؤسسات”.
وعقد المؤتمر بحضور نواب رئيس جامعة القدس المفتوحة الدكتور سمير النجدي، والدكتور عصام خليل، ونواب رئيس الجامعة الأردنية وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة الأردنية.
يشار إلى أن المؤتمر جاء ضمن سلسلة من المؤتمرات التي تركز على موضوعات ذات صلة جوهرية بالبيئة الإدارية والاقتصادية للمؤسسات، وضمن الشراكة البحثية بين الجامعتين الأردنية والقدس المفتوحة، وفي إطار التعاون العلمي بين الكوادر الأكاديمية في الجامعات العربية. ويتناول موضوعاً حيوياً له انعكاسات واضحة وبارزة وتأثيرات جوهرية على واقع المؤسسات وأدائها ونجاحها وبقائها واستدامتها.
اترك رد