ليليا بوعام : جامعة مولود معمري -تيزي وزو (الجزائر)
اللغة والرياضيات: كيف يتأثّر تكوين المفاهيم بلغة التدريس؟ مقارنة بين المصطلحات الرياضية العربية وما يقابلها بالفرنسية
من بين أهداف التعليم، الانتقال من اللغة العامة Langage commun إلى اللغة العلميةLangage scientifique بشكل عام؛ لكن هذا الانتقال لا يحدث ببساطة فيتأثر بشدّة باللغة العامة والتي يُقصد بها المفاهيم أو المعاني التي يكتسبها أفراد المجتمع حول المواضيع المحيطة دون أن تكون دقيقة تماما. صعوبة تعديل لغة الفرد إلى لغة علمية دقيقة يزداد تعقيدا إذا تعلّق الأمر بوسط متعدّد اللغات و/أو الثقافات، أو أن يعتمد التعليم على لغة غير اللغة الأم؛ كما أنّ اللغة العلمية ليست ببسيطة خاصة إذا تعلّق الأمر بمعرفة تتّصف بقدر كبير من التجريد، كما هو الحال بالنسبة للمعرفة الرياضية ولغتها المميزة ( رموز رياضية ومفاهيم). نعرض في هذه المداخلة كيفية الانتقال من المعرفة أو اللغة العامة إلى العلمية، وكيف أنّ هذا الانتقال مهمّ جدّا لإنجاح عملية تعلّم الرياضيات؛ بالإضافة إلى الصعوبات التي تحدث أثناء ذلك ما يُسبّب أخطاء في الفهم وتعيق تكوين لغة رياضيات –مفاهيم رياضية- سليمة. هذه الصعوبات موجودة في كلّ دول العالم بغضّ النظر عن سياساتها التعليمية والبعد اللغوي لها، وتكاد هذه الصعوبات تتشابه في طبيعتها خاصة المُتعلقة بالمتعلّم وطرق التدريس والرياضيات نفسها؛ ومع ذلك يمكن ملاحظة تأثيرات اللغة المستخدمة أو بالأحرى المصطلحات الرياضية بلغة ما على تصوّر المفاهيم الرياضية، كما هو الحال أيضا بالنسبة لقراءة نفس الرموز كالأعداد بمعاني كامنة واتجاهات مختلفة في اللغتين العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية . سنقوم بعرض بعض الأمثلة عن المصطلحات الرياضية بالعربية وما يقابلها بالفرنسية وما يمكن أن يُحدث في ذهن التلميذ أثناء اكتسابه للمفاهيم بلغة أو لغة أخرى، وذلك من خلال أمثلة واقعية أثناء دراستنا لتصوٍّر المفاهيم الرياضية والقراءات النظرية حول الموضوع.
اترك رد