سيكولوجيا السلوك الإرهابى بين تحليل المسارات ونموذج العقل الإرهابى … محمد إبراهيم محمد محمد

د.محمد إبراهيم محمد محمد: جامعة المنيا – مصر

يعد انتشار السلوك الارهابى فى المجتمعات من المشكلات القديمة والحديثة التى تؤرق المجتمعات والحكومات فهى تخلق مشكلات على المستوى الشخصى والمستوى الحكومى والدولى وعلى جميع المستويات السلوك الارهابى سلوك متطور يبدأ من علاقة الفرد بذاته وينتهى بتدمير الفرد لذاته والمجتمع معا لكن كيف نفسر السلوك الارهابى ؟ من هو الشخص المتوقع ان يصبح ارهابيا فى المستقبل ؟ كيف نستشعر الارهاب من خلال السلوكيات فى المجتمع والسلوكيات مع الذات والسلوكيات مع الاخرين اهتم المتخصصين فى سيكولوجيا الارهاب بتفسير ظاهرة الارهاب والسلوك الارهابى من خلال نموذج المسارات للارهاب اى الطرق المؤدية لنمو وتطور السلوك الارهابى الطرق التى تجعل الشخص يتحول من شخص عادى الى شخص ارهابى ولكن لاقى ذلك صعوبة كبيرة نظرا لان مسارات الارهاب ودوافعه متعددة ومتنوعه فانهم اناس مختلفون ذوى ايديولوجيات متعدده يتخذون العنف سلوكا لاسباب مختلفة فى اوقات مختلفة لذا فقد اهتم نموذج المسارات على مستوى العمليات بتحديد مراحل التطرف والانخراط فى السلوك الارهاب وفض الاشتباكات اما على مستوى المجموعة او المنظمة فالعمليات المنظمة تتضمن دراسة التوظيف والتعبئة والتسريح فهم هذه العمليات يدور حول كيف يتكون ويتشكل الارهابى؟ لكن وجدت صعوبة فى ذلك نظرا لان السلوك الارهابى ليس نتاج قرار واحد بل هو النتيجة النهائية لعمليات جدلية راديكالية تدفع الفرد تدريجا نحو الالتزام بالعنف مع مرور الوقت ويعتقد نموذج المسارات الارهابية انه لايوجد مسار واحد او نظرية واحدة تفسر بشكل مرضى كيف يتبنى الكثير من الناس او يعتقدون ايديولوجيات متطرفة عنيفة تؤدى بهم الى الانخراط فى سلوكيات عنيفه اهتم المتخصصون بدراسة الدافعية الارهابية لتفسير الدوافع المختلفة فى مراحل التطرف حيث بذلت جهود عدة لتفسير تسلسل مراحل التطرف لوضع نماذج مفسرة للسلوك الارهابى ادت الى ظهور نموذج ” العقل الارهابى ” الذى يفسر اربعة مراحل لتكوين الشخصية الارهابية حيث يبدأ السلوك الارهابى من خلال الشعور بالظلم والتظلم من الحومات والمجموعات ثم يتطور نحو الشعور بعدم العدالة فى المجتمع مما يبرر له تمسكه بالعنف والعدوان تجاه المجتمعات التى فى نظره ظالمه لذا فان المجموعات الارهابية تسعى الى شيطنة المجتمع المستهدفة ووصفها بالشر وبالتالى تصبح المجتمعات المستهدفة هى الشر نفسه الذى يجب على الشخص الارهابى القضاء عليه من خلال تحريك السلوك الاخلاقى لدى الارهابى وتحريك قوة العدوان داخله لذا يجب على المجتمعات مواجهة محاولات الشيطنة اعلاميا وثقافيا لمواجهة تلك الموجه من الاكاذيب التى تحاول ان تعظم وتنمى مفهوم عدم العدالة والشيطنة للمجتمعات.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد