توصيات المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة

أوصى مجمع اللغة العربية بالقاهرة في ختام أعمال دورته السابعة والسبعين -التي امتدت أسبوعين- بضرورة إعادة النظر في أوضاع تعليم اللغة العربية في البلاد العربية، والاهتمام بتطوير هذا التعليم على مستوى المضمون والأهداف والوسائل.

وناقش المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة على مدى أسبوعين 22 بحثا علميا في مجال اللغة في 19 جلسة، ضمن مؤتمره الذي أقيم تحت عنوان “اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني”، بمشاركة أكثر من 85 باحثا من 14 دولة عربية وأجنبية.

سيادة اللغة:

وحذر المؤتمر -في ختام أعماله- من ظاهرة اتساع التعليم باللغات الأجنبية في مرحلتي التعليم العام والجامعي، واعتبر انتشارها يمثل “خطرا كبيرا على الهوية والانتماء لدى المتعلم، الذي سيصبح مواطنا فاقدا لما يربطه بوطنه ثقافة وتاريخا ومعرفة”.

وشدد في توصياته على أهمية أن تكون “للعربية السيادة في العملية التعليمية، بدلا من الوضع القائم الذي يؤدي إلى انكماش هذه اللغة، وفقدانها لدورها الأصيل، وافتقادها بالتالي للتطوير والثراء المعرفي الذي يجعلها وافية بمطالب العصر”.

وثمن المؤتمر دور مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال اللغة، في مواجهة اللهجات والعاميات السائدة في مجتمعاتنا العربية، ونزعات التغريب المتمثلة في إطلاق الأسماء الأجنبية على المحال والمنشآت والمؤسسات، وتجنب التسميات العربية.

ودعا المسؤولين عن التعليم والإعلام والثقافة في الأقطار العربية إلى “الاهتمام بدعم مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالعربية، علميا وماديا ومعنويا، حتى يمكنها العمل المتصل والفعال، في كل ما تقوم به من خدمة تطوعية، وعمل وطني وقومي”.

إصلاح الأمة:

وفي حديث للجزيرة نت أكد حسني السيد نائب رئيس جمعية لسان العرب وأستاذ المناهج في المركز القومي أن اللغة هي المدخل لإصلاح الأمة، وشدد على أن النهوض بالعربية هو مسؤولية مجتمعية مشتركة بين كل المؤسسات الرسمية والأهلية.

وأكد أن إنقاذ اللغة العربية يستوجب تكاتف جهود كل الوزارات خاصة التعليم والثقافة والإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني وهي جمعيات: لسان العرب وتعريب العلوم وحماة اللغة العربية.

ونبه السيد إلى أن النهوض بالعربية يتطلب مراجعة قضية التدريس باللغات الأجنبية في مدارسنا وجامعاتنا، ومراجعة محتوى مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية في جميع المراحل، لأنها ضعيفة وسيئة وكذلك تدريب وإعداد معلم العربية.

واقع متدهور:

بدورها حذرت الأستاذة في المركز القومي للترجمة فتحية البجاوي من أن واقع اللغة العربية في بلادنا متدهور لأسباب، منها: تدريس اللغات الأجنبية للطفل في سن صغيرة قبل إتقانه للغته الأم، مما يضعف حصيلته اللغوية والمعرفية، مشيرة إلى أن حكومات مصر السابقة تتباهى بتعليمها الأجنبية في الصف الثاني الابتدائي بالمدارس الحكومية، بينما يحظر العالم كله ذلك.

ولفتت -في حديثها مع الجزيرة نت- إلى خطورة استمرار تهميش وإهمال التعليم في المرحلة الابتدائية، بالرغم من أهميتها القصوى في غرس وتشكيل وجدان النشء على حب اللغة والقراءة والعلم، بينما الواقع أن هذه المرحلة سقطت من بؤرة الاهتمام.

ودعت إلى عودة حصص القراءة الحرة والمكتبية لمناقشة مختلف العلوم والآداب والتاريخ في جميع المراحل، ودمجها في منهج اللغة العربية للثقافة العامة وليس للامتحان، بحيث تعود قيمة حب ثقافة القراءة في البيت والمدرسة، ويتمرن الطفل على القراءة والتلخيص.

واعتبرت البجاوي أن الجمعيات الأهلية ليست قادرة وحدها على النهوض بالعربية، فتوصياتها ترفع إلى الوزارة ولا يتم تبنيها، كما أن رأي علمائها استشاري وغير ملزم.

بدر محمد بدر- القاهرة- مايو 2011

المصدر

الآراء

اترك رد