د. عمر حوتيـة: جامعة أدرار، الجزائر
تعتبر اللغة القومية أداةً من أدوات الاستثمار الاقتصادي ورأسَ مالٍ تملكهُ الأُممُ والشعوبُ ، وبلا شك إن الاستثمار في تعليم العلوم باللغات القومية ، يجعلها سلعة تنافس مثيلاتها في سوق اللغات الدولية.
ويعدّ استعمال اللغة القومية بمردود جيد وكفاءة عالية أساسياً لتحقيق التنمية، حيث أن تعميم استعمال اللغات القومية باعتبارها لغة التواصل الملائمة لدى أفراد المجتمع، ستمكنهم من الزيادة في سرعة التنفيذ والإنتاج ، بل إن تعزيزها في الإدارة والاقتصاد والاتصال والتكنولوجيا شرط ضروري للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ، وإن استعمالها بصورة ملائمة في تقنيات الإعلام الجديدة ستمكن من اتساع مجالها ودمقرطتها.
وأمام تعاظم أهمية اللغة في عملية النمو الاقتصادي والاجتماعي، تزداد التساؤلات حول طبيعة العائد الاقتصادي للاستثمار في تعليم العلوم باللغات القومية ، وأثره في تنمية اقتصاديات الدول؟.
و سنحاول في هذا البحث إبراز مفهوم ومكانة اللغة القومية في اقتصاديات الدول ومكاسب الاستثمار في تعليم العلوم باللغات القومية، ومدى الارتباط القوي بين اللغة القومية وصناعة التحرر والاستقلال وتنمية اقتصاديات الدول. مع تبيان أثر تمكين المواطن من إتقان لغته واستعمالها في تعزيز فرص الابداع والمشاركة في بناء وإثراء اقتصاد بلده.
اترك رد