أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاباً جديداً بعنوان “الأوقاف الإسلامية في فلسطين ودورها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”، للدكتور سامي محمد الصلاحات، الباحث المتخصص في شؤون الأوقاف.
يقع الكتاب في 230 صفحة من القطع المتوسط، وهو يتناول واقع الأوقاف الإسلامية في فلسطين، وكيف شكّلت ذراعاً اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً داعماً لأهل فلسطين، كما خدمت الحركة الوطنية الفلسطينية خصوصاً في أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين. ويرى أنه بسبب هذا الدور، فإنه لم يكن من الغريب أن تكون هذه الأوقاف موضع استهداف الحركة الصهيونية والكيان الإسرائيلي.
كما يوضح الكتاب آليات الاستهداف الصهيوني الإسرائيلي للأوقاف الإسلامية في فلسطين بشقيها سنة 1948 وسنة 1967، وكيف تمّ تجيير القوانين واستخدام القرارات العسكرية، مثل قانون أملاك الغائبين وغيره، للاستيلاء على هذه الأوقاف، ونزع ملكيتها، وتحويلها لمنفعة المهاجرين والمستوطنين الصهاينة.
وهو يخلص إلى أن الصهاينة اعتمدوا على جملة سياسات وأهداف استراتيجية للقضاء على الأوقاف الإسلامية، إلى جانب تلك القوانين والقرارات، من أهمها التدمير الجماعي للقرى العربية، والتي كانت تضم الكثير من الأوقاف العقارية، والاستيلاء بالقوة أو التحايل بالشراء اللاشرعي.
ويشير إلى أن الاعتداءات على المسجد الأقصى وبيت المقدس شكّلت نموذجاً واضحاً للقضاء على الأوقاف الإسلامية، فمن اعتداء على المسجد بالحفر في أسفله، وانتهاك صارخ لقيمه الدينية والأخلاقية، إلى مصادرة أوقافه كما في حارة المغاربة، إلى مواصلة تهويد المدينة ثقافياً وتراثياً، وغير ذلك.
ويدعو الكتاب إلى العمل على وضع الاستراتيجيات والخطط التشغيلية لتفعيل مشاريع الأوقاف، والتركيز على الجانب الخدماتي والتنموي، كالخدمات والتعليم والصحة، لا سيّما وأن سكان فلسطين في عوز وحاجة إلى هذه المجالات.
كما يدعو إلى إبراز ما تتعرض له أوقاف مدينة القدس من تهديد وأخطار من قبل الصهاينة، في المحافل الدولية ووسائل الإعلام المختلفة.
اترك رد