منتدى تحديات التقانة الحيوية الصحية والبيئية والزراعية

أكد أكاديميون خليجيون وعرب على أهمية توفر الإرادة لدى صناع القرار في دول الخليج العربي من أجل تطوير الأبحاث والتطبيقات في مجال التقانة الحيوية لما لها من أثر كبير على تطور قطاعات الصحة، والبيئة، والزراعة. وإنعاش الاقتصاد الوطني في دول المنطقة، وطالبوا بتشجيع رواد الأعمال على المجازفة في الاستثمار العلمي والصناعي في هذا المجال.
جاء ذلك في ختام سلسلة منتديات كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي للعام الأكاديمي 2016 و2017 بعنوان تحديات التقانة الحيوية الصحية والبيئية والزراعية، والتي نظمها قسم علوم الحياة في كلية الدراسات العليا.
وقال مدير المنتدى، استاذ وقاية النبات المشارك ورئيس قسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم ان برامج علوم الحياة تعتمد على استخدام التقانة الحيوية الحديثة في توظيف الكائنات الحية الدقيقة والخلايا الحية ومكوناتها في أكثار الخلايا الحية ومكوناتها للأغراض الطبية، والهندسة الوراثية، وتحسين الصفات الوراثية النباتية انتاجاً وتحملاً للظروف الجوية الجافة و ملوحة التربة، وكذلك حماية البيئة المائية والتربة والهواء من التلوث.
مشيراً إلى ان هذا المنتدى أقيم لتقييم وضع التقانة الحيوية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجالاتها الصحية والبيئية والزراعية وتطبيقاتها. وكذلك لتسليط الضوء على الأنشطة البحثية القائمة والمستقبلية وسبل تطوير الكوادر الوطنية في القطاعات الحكومية والخاصة في مجالات التقانة الحيوية، لتحسين جودة الخدمات الحكومية، وتفعيل أمثل للتشريعات، وتسهيل الإجراءات بما يضمن المحافظة على صحة الانسان وحماية البيئة، وكذلك السلامة الاحيائية والغذائية.
إلى ذلك قال الأستاذ المشارك ببرنامج التقانة الحيوية الصحية بقسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي الدكتور سعيد شاور ان الدول العربية والإسلامية تتربع على قائمة أكثر 10 دول في العالم من حيث انتشار الامراض الوراثية والمكتسبة، والتي منها أمراض السكر، والقلب والشرايين وهذا نل يؤكد الحاجة الماسة لتطبيقات التقانة الحيوية الصحية لبحث الجذور الجينية لهذه الامراض ومن ثم تحويرها للحد من هذه الامراض وتحسين صحة الانسان، مشدداً أن علاج هذه الامراض وفق الأساليب التقليدية يكلف خزينة الدول العربية والإسلامية ملايين الدولارات، ومن الاجدى الاستثمار في القطاعات العلمية التي يساهم تطويرها في الحد من هذا الهدر.
هذا وتعد التقانة الحيوية البيئية أحد الوسائل المهمة في علاج العديد من الكوارث البيئية والتي من أبرزها تسربات الزيت في بحر الخليج العربي التي انتشرت بشكل واسع خلال الحروب السابقة مما أدى إلى كوارث بيئية.
عن هذا الموضوع تحدث أستاذ التقانة الحيوية البيئية في قسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وائل المسلماني حيث قال إن التقنية الحيوية البيئية تعمل على تنظيف وإعادة تهيئة البيئة المتضررة باستخدام البكتيريا التي لا ترى بالعين المجردة لكنها عبارة عن مصنع متحرك للكيماويات الحيوية.
ونوه الدكتور المسلماني إلى أنه عادة ما تتبادر إلى الاذهان عند الحديث عن البكتيريا والميكروبات، الاوساخ والامراض المعدية الا ان الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون هي ان نسبة الميكروبات التي تسبب الامراض المعدية لا تتعدى 1 %.
وأوضح الدكتور المسلماني ان للبكتيريا العديد من الوظائف حيث تتغذى البكتيريا على الملوثات بوصفها كائن حي يأكل ويشرب ويتحرك ويحتاج الى الطاقة ومنها النفط الخام، والكبريت والديزل، إذ توظف التقانة الحيوية البكتيريا للقضاء على مثل هذه المواد حيوياً عبر التهامها أو تحليلها، كما تستخدم البكتيريا في انتاج البتروكيماويات، وتحسين خصائص الزيت، ولتحويل مواد صناعية مضرة بالبيئة الى مواد ذات قيمة صناعية عالية.
بدوره قال أستاذ أمراض النبات المشارك في قسم زراعة الأراضي القاحلة، كلية علوم الأغذية والزراعة، جامعة الملك فيصل بالإحساء المملكة العربية السعودية، الدكتور خالد الهديب إن استخدامات التقانة الحيوية الزراعية ما زالت متأخرة في المنطقة. مطالباً في الوقت الحالي بالاستفادة بما توفره التقانات الحيوية الزراعية لخدمة القطاع الزراعي في المنطقة كالمحافظة على الموارد الوراثية النباتية للزراعة والأغذية و حمايتها من الموارد المحورة وراثيا و التي قد تؤدي إلى انقراضها و تضر في دول الخليج العربي. كما أشار الدكتور الهديب الى أهمية إدخال التقانة الحيوية في مجالات الحجر الزراعي كأدوات لتشخيص الآفات الزراعية الدخيلة، وكذلك لفحص الأغذية والبذور بهدف تقييم جودة السلع الغذائية وتطوير طرق الكشف للموارد الزراعية المحورة وراثيا لتفعيل أمثل للأنظمة والتشريعات وحتى الاتفاقيات الدولية المعنية بالمحافظة على السلامة الاحيائية والتنوع الحيوي وصحة الانسان. وناشد أيضا الجهات الحكومية في دعم الانشطة ذات العلاقة بالتقانة الحيوية ضمن أجهزتها وتوفير المختبرات البحثية و تطوير الكوادر لما في ذلك خير في حماية القطاع الزراعي و سلامة الغذاء.
إلى ذلك، لفت المنتدون الى ان التقانة الحيوية تواجه الكثير من المحددات التي يعد من أبرزها شح الباحثين في هذا المجال، قلة التمويل، وغياب الاستراتيجيات الوطنية للنهوض بقطاع التقنية الحيوية.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ إيمان سمير
    إيمان سمير

    ليس تسربات الزيت وحسب التي تؤثر على البيئة!
    بل إن هناك العديد من الظواهرالأخرى والتسريبات مثل تسرب المياة، فمثل هذه المشكلة قد تؤثر على البيئة أيضاً وتفسد العديد من الأشياء
    لذا يجب الإهتمام أيضاً بعمليات التسرب الخاصة بالمياة
    وشكراً جزيلاً لكم على طرح مثل هذا الموضوع، إستفدت منه كثيراً مجهود أكثر من رائع.

  2. الصورة الرمزية لـ إيمان سمير
    إيمان سمير

    ليس تسربات الزيت وحسب التي تؤثر على البيئة!
    بل إن هناك العديد من الظواهرالأخرى والتسريبات مثل تسرب المياة، فمثل هذه المشكلة قد تؤثر على البيئة أيضاً وتفسد العديد من الأشياء
    لذا يجب الإهتمام أيضاً بعمليات التسرب الخاصة بالمياة
    وشكراً جزيلاً لكم على طرح مثل هذا الموضوع، إستفدت منه كثيراً مجهود أكثر من رائع.

اترك رد