الإدارة المدرسية في مفهوم الشراكة التفاعلية .. راويه خليل الشبول

د. راويه خليل حسن الشبول: محاضر في جامعة حائل في المملكة العربية السعودية

كان الإنسان يمارس عمليات الإدارة منذ القدم، وحسب الموقف الذي كان يتعرض له أو الطريقة التي سيستخدمها فكان يوزع أمور حياته اليومية بناءً على تخطيط مسبق، وكان أيضاً يوزع أمور بيته فالمرأة تجمع الحطب وتذهب لجلب الماء وتصنع الخبز وتهتم بالأعمال المنزلية والرجل يبني البيت ويصطاد الحيوانات ويحرث الأرض…الخ، فمهام الحياه كانت تُوزع فيما بينهم بناءً على الخصائص الجسمية للشخص فالرجل يمتلك القوة وهو أقدر على تحمل المشقة ويمتاز جسمه بكتل عضلية تساعده على تحمل مشاق يومه أكثر من المرأة، فكانت عمليات الإدارة تستخدم بالماضي ولكن كان استخدامها حسب الفطرة والمتطلبات الحياتية، وفي الوقت الحاضر أصبح علم الإدارة له مكانته المرموقة كباقي العلوم الأخرى.
فالإدارة تحظى بأهمية خاصة في حياة الأفراد والجماعات والمنظمات، لكونها عملية إنسانية واجتماعية تهدف إلى خَلق التعاون والتناسق في جهود العاملين داخل المؤسسة، للوصول إلى الأهداف التي أُنشئت من أجلها، بحيث تحاول ضمان الاستخدام الأمثل للإمكانات المادية والبشرية المتاحة (حسونه،2009).
فالإدارة تعد نوعاً من الخدمة بمعناها العام ويقوم بتبنيها المسؤولين عنها من خلال تقديمها لأفراد المجتمع، فخدمة المجتمع عن طريق الإدارة تحتاج لنشاط منظم تقوم به الجهات التي لها القدرة على عملية التنظيم، لكونها تمتلك الإجراءات والقوانين والأنظمة والوسائل الإرشادية المختلفة التي يتخذها القائمون على الإدارة كدليل للعمل. وعرف البعض من المفكرين والمهتمين الإدارة بأنها المؤسسة المنظمة التي تضم الأفراد القادرين على إتخاذ القرارات الصائبة لتحقيق الأهداف المنشودة (Dean, 1995).
والإدارة عبارة عن هيكل تنظيمي بقمته المدير ومن ثم مساعديه وفي قاعدته العاملين، فالأدوار تكون محددة في تلك المؤسسات التنظيمية، وصولاً للإستخدام الأمثل للإمكانيات البشرية والمادية المتاحة واستثمارها بشكل أفضل بغية تحقيق الأهداف (Busher, 1995).
فمدخل النجاح والفشل بكل زمان ومكان هي الإدارة، فالقائمين على عمليات الإدارة بالمؤسسات والذين يُجيدون عملهم من خلال السعي نحو تحقيق المطلوب منهم من تخطيط ومتابعة وتنظيم وجدية ونشاط وتقويم مبني على أسس وقواعد علمية مدروسة، يَصلون إلى تحقق النجاح المطلوب بكل ثقة وطمأنينة (خالد، 2006).
وتسعى المؤسسات التربوية للوصول إلى بناء إداري سليم من خلال السياسة التربوية المرتبطة بهدف تقديم الخدمات التعليمية كماً وكيفاً، لتحقيق الأهداف المرجوة منها على أحسن وجه وذلك برسم الطرق المناسبة للسير عليها والقيام بوظائفها، بأقل التكاليف ووقت وجهد ممكن (كشاكش،1997).
وبناءً على ما سبق فإن نجاح عمل المؤسسات يتمثل بالإدارة الفعالة كإحدى العناصر المهمة والضرورية للإستمرارها، فتزداد الحاجة بوقتنا الحاضر إلى القائد المؤهل والمدرب والفعال أكثر من أي وقت مضى، خاصة في الوقت التي يعيشة العالم اليوم بإزدياد المنافسات الإقليمية والدولية، وتحتاج هذه المنافسات إلى تحديات كبيرة تُلقى على عاتق الإدارة ويتطلب منها تبديل رؤيتها بأساليبها ومدخلاتها وممارساتها من أجل تحقيق الأهداف المطموحة (محمد، 2001).

قائمة المصادر
حسونة، أسامه عادل (2009). درجة تطبيق الإدارة اللامركزية في مديريات التربية والتعليم في محافظة العاصمة من وجهة نظر مديري المدارس الأساسية الحكومية والخاصة.رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا، عمان، الأردن.
خالد، نزيه (2006)، الجودة في الإدارة التربوية والمدرسية والإشراف التربوي. ط1، عمان: دار أسامـة للنشر و التوزيع.
كشاكش، كريم (1997). التنظيم الإداري المحلي. ط1، اربد: دائرة المكتبة الوطنية.
محمد، موفق حديد (2001)، الإدارة. ط1، عمان: الحامد للنشر والتوزيع.
Busher, Hugh (1995). Managing Teachers as Professionals in School. London: Kogan Page.
Dean, jon.(1995).managing the primary school.(2ed.).New york.Routledge.


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد