د. رقية بوسنان: جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة – الجزائر
يعد السبق الصحفي قيمة إعلامية للمؤسسات الإعلامية التي تسعى إلى كسب الجماهير العريضة وتوجيها وتشكيل مواقفها تجاه الاحداث والقضايا غير المتناهية، المحلية والاقليمية والدولية، وقد تطور السبق الإعلامي بتطور وسائل الإعلام وزادت أهميته في ظل شبكات التواصل الاجتماعية حيث تحول الفرد إلى مرسل للمعلومة سواء كانت صادقة أو كاذبة، ومكنته من توجيه بعض أجندة وسائل الإعلام التقليدية كالصحافة والقنوات الفضائية، باعتباره مصدرا هاما للمعلومات المختلفة وخاصة مايتعلق منها بالامن والسياسة.
لقد زاد اعتماد الوسائل التقليدية على المعلومات التي يبثها الفرد، او مايسمى بالإعلامي المواطن بشكل كبير، في شبكات التواصل،الفيسبوك، وتويتر، واليوتويب والانستغرام، لتحقيق مايسمى بالسبق الصحفي وهو مايضع هذه القيمة في مأزق الشائعة والدعاية والكذب، ويجعلها تبتعد عن المصداقية والموضوعية والحياد، خاصة على مستوى المواطن الإعلامي التي تغذيه مصالح شخصية ومنافع مادية وجهات نافدة، لكسب الدعم.
لقد أضحى السبق الصحفي أسيرا لتوجهات عامة غير متخصصة في نقل المعلومة ، وبعيدة عن الاحتراف ضمن هذه الشبكات التي باتت مرجعا وفضاءا أساسيا للتواصل والتخطيط والتوجيه وعليه فإن هذا الانزلاق يحتم على وسائل الإعلام الأخرى التحري فيما يبث والابتعاد عن التهويل والإثارة، كما يحتم على القائمين على مثل هذه الشبكات المباردة في تقنينها وتشريع ما يحمي الخصوصية الفردية والجماعية والمجتمعية، واستخدام نظم الفلترة لكل محتوى إعلامي مسيئ لقيمة السبق الإعلامي.
اترك رد