عنوان الفعالية: المؤتمر الدولي الاتجاهات الغربية المعاصرة في الدراسات القرآنية إشكالية الموضوعية والتحيز: رؤية معرفية
تاريخها: 2-3 مايو 2018
نوعها: دولية
التصنيف: مؤتمر
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
يسعى هذا المؤتمر إلى تقديم دراسة نوعية تتجاوز استكشاف واقع الدراسات القرآنية في الغرب إلى تقييم نتائجها المعرفية وأدواتها المنهجية. وقد تم ترجيح هذا الاختيار لاعتبارات تفرضها ضرورات المرحلة الراهنة التي تتميز بتزايد حدة الصراع بين الشرق والغرب، وموقع الدراسات القرآنية الغربية من هذا الصراع. إن المتتبع لتاريخ تطور الدراسات القرآنية في الغرب يلاحظ أنها نشأت في غالبها ضمن سياق حضاري صراعي، ولم تنجح في القطيعة مع الأعمال الاستشراقية التقليدية المنحازة في معالجتها لقضايا الإسلام والمسلمين، دينا، وحضارة، وتاريخا. وهذا البعد الصراعي المحكوم في خطه العام، بوعي أو بغير وعي بخلفيات دينية وسياسية، يشكل مدخلا أساسيا لفهم طبيعة التحيزات التي حكمت جهود غالبية المستشرقين في مجال الدراسات القرآنية، وما تظهره من نزعة استعلائية إقصائية متشبعة بالمركزية الغربية، ونافية لقيم التعايش والحوار والتعددية. لم تنجح غالبية الدراسات القرآنية في فتح جسور التواصل بين العالمين الغربي والإسلامي، كما أخفقت في ترجمة قيم الحرية والتعددية والكونية والتعايش مع الآخر، وساهمت في انكفاء الغرب على ذاته.
هذه الفرضية التي تحكم خلفية هذا المؤتمر، تعني أن الدراسات القرآنية الغربية المتحيزة تتحمل إلى جانب عوامل أخرى جزءا من مسؤولية سوء التفاهم الحاصل اليوم بين العالمين الإسلامي والغربي، وهو ما يمثل بحد ذاته مبررا قويا لتبني رؤية معرفية نقدية تستكشف مواطن الخلل، وتجتهد في تجاوز المآزق المعرفية الراهنة. واستنادا إلى هذا الواقع، يفترض أن تتجه الجهود الأكاديمية إلى الإسهام في ترميم الشروخ الفكرية ومد جسور الحوار البناء، ومن ثم يأمل القائمون على هذا المؤتمر أن يتمخض عن أعمال علمية تمكن جمهور الباحثين والقراء الغربيين من التحرر من سلطة المصادر المعرفية الوسيطة المنحازة، فضلا عن تقريب أعمال الدراسات القرآنية في الغرب إلى عموم الباحثين المهتمين بهذا المجال العلمي في العالم العربي.
ومع التحول الذي عرفه مسار الاستشراق منذ بداية السبعينات حيث تم حل “منظمة الاتحاد الأكاديمي العالمي”، وهي المنظمة العتيدة التي مثلت على مدى قرن من الزمن إطارا دوليا لتنسيق الجهود الاستشراقية، سيتم التأسيس لمرحلة جديدة ليس فقط على المستويات التنظيمية والهيكلية، بل على المستوى المنهجي أيضا. على المستوى التنظيمي، نشأت في الغرب جمعيات وطنية ودولية حاولت إعادة تنظيم جهودها البحثية، وظهر في كل من الولايات المتحدة وأوروبا مراكز أبحاث متخصصة في دراسة الشرق الأوسط، استوعبت ضمن أروقتها الباحثين الغربيين المهتمين بقضايا الإسلام والمجتمعات الإسلامية، بما فيها الجوانب المتعلقة بالدراسات القرآنية. أما على مستوى منهجية البحث، فقد اتجه المستشرقون الجدد إلى استخدام مناهج العلوم الإنسانية الغربية في دراسة القضايا ذات الصلة بالإسلام والعالم الإسلامي، وهو المنهج الذي سيحكم أيضا نشاطهم البحثي في مجال الدراسات القرآنية. إن هذا التوجه الاستشراقي الجديد وجه كثيرا من النقد للاستشراق التقليدي، لكنه أيضا وبنفس الحدة، وجه سهامه النقدية نحو التشكيك في اعتقاد المسلمين بأصالة القرآن وقدسيته. وهذه السمة الغالبة يمكن ملاحظتها لدى العديد من الاتجاهات الاستشراقية الجديدة، سواء منها تلك التي عملت ضمن المراكز البحثية الموجهة لدراسة الشرق الأوسط، أو التي حافظت على النمط الاستشراقي التقليدي كما هو الحال مع الاستشراق الألماني. ففي الحالين معا، انخرط كثير من الباحثين الغربيين في مجال الدراسات القرآنية في خدمة المصالح الغربية من منظور مركزي متحيز، وهو ما يمكن رصده من خلال جملة من الموجهات المنهجية التي ركزت على التشكيك في ثبوت أصالة النص القرآني، ومصداقية المناهج التي أقرها العلماء المسلمون في جمع القرآن وتدوينه، فضلا عن إهمال المصادر الأصلية التي حظيت بإجماع العلماء المسلمين، مقابل الاحتفاء بالنصوص والروايات الشاذة. وبموازاة ذلك، راهنت الدراسات القرآنية في الغرب على التأويل المتحرر من قواعد اللغة بهدف إفراغ النص القرآني من مضامينه الدلالية المنزلة، وإسقاط مناهج النقد التاريخي في تحليل النصوص اليهودية والمسيحية على النص القرآني.
هذه الموجهات المنهجية المتحيزة، إضافة إلى المآزق المعرفية التي انتهت إليها غالبية الدراسات القرآنية المعاصرة في الغرب، تستوجب مساءلة المشاريع الاستشراقية وما بعد الاستشراقية حول مصداقيتها العلمية، وانتهاكها لمبادئ الأمانة العلمية، والنزاهة الأكاديمية، والحدود الفاصلة بين العلمي والأيديولوجي، والمعرفي والسياسي، وهذا ما يحاول هذا المؤتمر إثارته لإعادة الاعتبار لمبادئ المسؤولية والمهنية والالتزام، والحق في التعددية وحسن الجوار، وقيم التعارف. ومن جهة أخرى، تسعى هذا المؤتمر إلى تجاوز كثير من الكتابات التقليدية التي تصدر من الباحثين المسلمين، والتي تركز على كشف الأخطاء العلمية التي تقع فيها الدراسات الاستشراقية للاهتمام أكثر بالدراسات المنهجية التي تركز على الأخطاء المنهجية التي تحكم تلك الأعمال، باعتبارها المسؤول الأول عما انتهت إليه من أخطاء علمية.
والواقع أن العمل النقدي الذي يقترحه هذا المؤتمر لا يعكس هواجس المجتمعات الشرقية فحسب، بل أصبح يشغل الأكاديميين الغربيين أنفسهم ممن باتوا على قناعة بضرورة تجاوز المركزية الغربية في فهم النص القرآني، وجذوره الأصلية، وهو توجه من شأنه أن يؤسس لدراسات مستقبلية تتصالح فيها الدراسات القرآنية الغربية مع نظرة المسلمين لمرجعيتهم الدينية وتفسيرهم لتراثهم الديني. ومما لا شك فيه أن الاتجاه المتحيز، وإن بقيت له الهيمنة، إلا أنه لم يعد بإمكانه التحكم في المسارات المستقبلية للدراسات القرآنية المتحمسة للرؤية الإسلامية الرسمية، كما أنه لم يعد بإمكانه أن يحجب أنظار المجتمعات الغربية عن الجدل المتصاعد بين الاتجاهين، التقليدي والتجديدي، وما يعنيه ذلك من تصدع للصورة النمطية المشوهة المتوارثة.
خامسا. محاور المؤتمر
المحور الأول: حصيلة الدراسات القرآنية الغربية: مقاربة نقدية.
1. تقييم نتائج الدراسات القرآنية في الموسوعات الغربية: موسوعة القرآن الكريم، دوائر المعارف الإسلامية…
2. تقييم نتائج الدراسات القرآنية الصادرة عن مراكز الدراسات الغربية.
نماذج: (المدرسة الألمانية، الإنجليزية، الأمريكية، الفرنسية…)
3. تقييم أعمال رواد الدراسات القرآنية في الغرب:
نماذج: (تيودور نولدكه، أبراهام جايجر، برجشتراسر، أنجيليكا نويفرث: مشروع كوربوس كورانكوم، جينتر لولينج).
4. تقييم نتائج الدراسات القرآنية المتعلقة بدراسة مخطوطات المصحف.
المحور الثاني: الدراسات القرآنية في الغرب وأسئلة الرؤية والمنهج
1. توظيف مناهج العلوم الإنسانية في الدراسات القرآنية.
2. تطبيق منهج النقد التاريخي على القرآن.
3. تطبيق منهج نقد النص الديني في الدراسات القرآنية.
4. المعجم القرآني وتداخل المفردات اللغوية السامية.
المحور الثالث: مستقبل الدراسات القرآنية: الواقع والمأمول.
1. الدراسات القرآنية الموضوعية: إنجازات الحاضر ورهانات المستقبل.
2. الدراسات القرآنية وعلم مقارنة الأديان: نحو مقاربة تكاملية.
3. الدراسات القرآنية والسيمائيات المعاصرة.
4. التجديد في الدراسات القرآنية بين الشرق والغرب: آفاق منهجية.
5. مجالات التعاون في الدراسات القرآنية: الفرص والتحديات.
قواعد المشاركة
اللغات المعتمدة في المؤتمر: العربية والإنجليزية.
ملخص البحث بحد أقصى 500 كلمة يتضمن مشكلة البحث ومباحثه الأساسية.
متوسط الورقة النهائية للبحث: ما بين 6000 إلى 8000 كلمة.
تخضع الأبحاث للتحكيم، ويعتبر قبول البحث بعد التحكيم شرطا للمشاركة في المؤتمر.
يشترط في الباحث أن يكون متخصصا في الدراسات القرآنية في الغرب أو دارسا لها، وبلغاتها الأصلية.
إرسال نسخة من السيرة الذاتية.
تعتبر الأبحاث المقبولة ملكا لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وستنشر باللغتين العربية والإنجليزية ضمن أعمال المؤتمر.
تمنح الكلية للمشاركين مكافأة رمزية قدرها 1000 دولار أمريكي، وتتكفل بإقامتهم وضيافتهم.
رسوم الفعالية؟: لا
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام):
مواعيد مهمة:
آخر موعد لإرسال الملخصات: 31/أكتوبر/2017.
آخر موعد لتلقي الرد بقبول الملخصات 30 نوفبر 2017.
آخر موعد لإرسال النسخة النهائية للبحث: 28/فبراير 2018.
آخر موعد للإعلان عن الأبحاث التي فازت في التحكيم: 31/مارس 2018.
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة قطر
التسجيل في المؤتمر
[contact-form-7 id=”55138″ title=”المؤتمر الدولي الاتجاهات الغربية المعاصرة في الدراسات القرآنية”]
اترك رد