د. منير عريوة: جامعة المسيلة – كلية اللغات والأدب العربي
تقديم:
يعد الأدب الشعبي معينا لا ينضب ولا يجف لكونه يضم ملاحمة التفكير الشعبي وتطلعاته المجسدة في شتى الابداعات التعبيرية الشعبية من قصة وشعر إلى الحكاية والخرافة والأمثال وكذا الألغاز والأغاني النابعة كلها من الإلهام الشعبي، وهذه الابداعات كلها ترنو إلى خلق جو تعبيري تواصلي بين، وإيمانا منّا بإثراء هذه الأشكال التعبيرية في الأدب الشعبي آليا على أنفسنا أن نسلط الضوء على أهم ونزيح اللثام على ثقافة شعبية لا نريدها أن تبقى في الهامش ولا أن تذهب أدراج الرياح بل لابد أن يكون لها محل من الإعراب ضمن الدراسات الأدبية والنقدية الخاضعة للمناهج العلمية الحديثة.
وفي هذا السياق سنحاول تسليط الضوء على قصيدة من آلاف القصائد لابن مدينة المسيلة الشاعر “على عريوة الميلود”، كما أن منطقة المسيلة تزخر بعدة شعراء فطاحلة من بينهم “محمد بن الزوالي” من منطقة الرتبة “العرقوب” والشاعر “البشير قذيفة” من جبل “مساعد و”فراحتية محمد” من مدينة المعاضيد وغيرهم…
وقبل الولوج في تحليل القصيدة جدير بنا أن ندقق في بعض المفاهيم والمصطلحات في القصيدة الشعبية مثل الشعر الملحون، الشعر العبي، الشعر العامي…الخ وعلى العموم نقول أن القصيدة الشعبية الجزائرية انتشرت انتشارا واسعا، ظهرت في معظم أنحاء الوطن، ونبغ فيها شعراء كبار من أمثال الشيخ “السماتي” و”بن كريو”، و”بن قيطون” وغيرهم، حيث بلغوا شأنا كبيرا في هذا المضمار وعلى الخصوص نقول أن الشعر الشعبي الجزائري وعلى اختلاف أغراضه قد ساهم ولا يزال في التعبير عن أحاسيس الطبقات المحرومة والتي انفصلت عن وسائل المعرفة، وكان موقفه شاملا لكل القضايا المتعلقة بالمجتمع والحياة، فهو مرآة عاكسة وصادقة لوجه آخر من ملامح الثقافة الشعبية وكذا حضارة الشعب الجزائري وتطلعات أبنائه فإذا علمنا أن الشعر الشعبي الجزائري كان له صدى كبير في الثورة الجزائرية فالمشكلة المطروحة:
كيف نقل الشعراء الشعبيين كل من المقاومة والثورة؟
1- الشعر الشعبي في منطقة المسيلة (الشاعر علي عريوة الميلود “أنموذجا”):
يرى الدكتور “عبد الحميد يونس” وهو أحد الباحثين والمهتمين بحقل الدراسات الشعبية موضحا لدور الأدب الشعبي وأهميته التي يكتسيها في التعبير عن حاجات وتطلعات يقول: «هذا أدل على بيئته من أدب الخواص وشواهد الأدب الشعبي نفس من غيرها وأدل على صاحبها خصوصا إن كان معروفا» .
ويقول العلامة “ابن خلدون” من خلال مقدمته الشهيرة أن البعد الفني والجمالي التي تزخر به الثقافة الشعبية على مختلف أشكالها وألوانها من شعر وقصة…وغيرها ولقد لعب الشعر الشعبي دورا بارزا في شتى المجالات ومن أبرزها ما تناوله الشاعر الشعبي القصة الوطنية حيث يرى الدكتور “عبد الحميد بورايو”: (أن الخطاب الأدبي الشفوي كذاكرة تاريخية، قدر له أن يكون الوسيلة الوحيدة التي تملكها الجماعة الشعبية من أجل إدراك العالم ونقل المعرفة وتحتوي القصيدة الشعبية على تسجيل لمختلف الوقائع وتحديد للأيام وللأماكن وتصوير للوقائع وللواقع النفسي الذي عاشه سكان الجزائر أيام الاستعمار .)
وإذا عدنا إلى أحد الشعراء البارزين في مدينة المسيلة الشاعر “الميلود علي عريوة” المولود سنة “1963” ببلدية أولاد منصور دائرة حمام الضلعة ولاية المسيلة وهذه البلدية تبعد عن مقر الولاية بـ 15 كم2 غرب الولاية، وهي ذات طابع فلاحي وتحتوي على آثار رومانية والتي أسسها الملك “تارمونا” في بلدية تارمونت، وكان يستغل حرث الأراضي المتواجدة في أولاد منصور والتي تسمى (فاقس) وتعني بالرومانية “الأرض الزراعية الخصبة” .
حيث يقول الشاعر في إحدى قصائده:
يا من جيت تسال تتعرف عنا***
لمسيلة بتاريخها من عهد طويل
من لفلاحة زهات بيها جهتنا***
أرضنا فاقس والوديان تسيل
المسيلة منهيه تظهر قبلتنا***
مسجل في التاريخ ضمنو دليل
أهل كرم ونيف هذي عادتنا***
وحليب المعزات يشفي لي عليل
والشاعر له عدة مطبوعات في الشعر الشعبي.
حيث نال المرتبة السادسة وطنيا وله عدة شهادات تبلغ حوالي 250 شهادة في هذا المجال.
2- الموضوعية في قصيدة “نوفمبر وثورة” للشاعر “الميلود على عريوة”:
أ- مناسبة القصيدة: كتب القصيدة للاحتفال بالذكرى نوفمبر الخالدة والمجيدة.
ب- نص القصيدة:
نوفمبر وثورة
نبــــــــــد بســــــــــــــــــــــــــــ ــــم الله والله أكبـــــــــــــــــــــــر وصلاة على حمد حبيب القــــــــــــــــــــــــوم
في ربعة وخمسين أول نوفمبـــــــــــــــــــــــــ ــــر والموجاهد كان على وطن ملـــــــــــــــزوم
قاموا هل نيف ورجــــــــــــــال ميمــــــــــــــــــــــر ويصبر في خوه ذا الوقت لا يـــــــــــــدوم
كنوا متفقيــــــــــن والقلب محيـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــر والخبيثة قايمــــــــــــــــــــــــة حرب محتــــــــــــــــوم
بنواع التخريب في الشعب دمــــــــــــــــــــــر ما تركت شيوخ حتــــــــى لي مفطـــــــــــــــوم
وتحزمت ابطال تخطط ودبـــــــــــــــــــــــــــ ـــــر جبل لوراس كان في الخطة مرســـــــــوم
قاموا بالجهاد دبـــــــــــــوس وخنجـــــــــــــــــــــــر ابطال الجهــــــــــاد عزلـــــــــــــــي مضيـــــــــــــوم
هاذوا هما ابطال لي بيهم نفخـــــــــــــــــــــــر كانوا متحدين والموقف مفهـــــــــــــــــــــــــــ ــــوم
ترحرير البلاد والعلـــــــــــــــــــم يظهــــــــــــــــــــــــر باتحاد يكون عدونــــــــــــــــــــــــــ ـــا مهـــــــــــــــــزوم
سبع سنين ونص والغيم مكــــــــــــــــــــــــــــ در بان لفجر ولاح نذكر ذاك اليـــــــــــــــــــــــــوم
في ثنين وسستين الوضع تغيـــــــــــــــــــــــــر خمسة جويلية كان الشعب ملمـــــــــــــــوم
بزغارد ونقول تحيــــــــــــــــــــا الجزائــــــــــــــــــــــــ ر تتحدث الناس بالشـــــــــيء المكتــــــــــــــــــــوم
وكلامي صحيح منيشي حاضـــــــــــــــــــــر ذاك الوقت صغيــــــــــــــــــــــــــر ومفطــــــــــــــوم
وجكالي بطل في الوجه مكشـــــــــــــــــــــــــــ ـر شاكي من اللهموم والقلب مقصـــــــــــــوم
سبقوه الدمعات قبل مـــــــــــــــــــا يهـــــــــــــــــــدر وتفكر كي كان من وطن محــــــــــــــــروم
وخبرني من كان لثورة فجــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــر ثنين وعشرين قامــــــــــــــــــــــوا بالملـــــــــــــــزوم
وتقسموا لفكارما تسيب تخيـــــــــــــــــــــــــــ ـر عهد كان متين حلفـــــــــــــــــــوا بالقيـــــــــــــــــــوم
حلفوا باللي نازلــــــــــة واللي تنحـــــــــــــــــــــــــر صف المجاهدين ميكونش مهضـــــــــوم
ضحينا برجـــــــــــــــــــال والشهيد الحـــــــــــــــــر كيمثل عميروش في تاريخ اليــــــــــــــــــــوم
كاين من الابطال عندي ما نذكـــــــــــــــر كي مثل الحواس نفاجي به همـــــــــــــوم
شعباني صغيـــــــــــــر في الضرب يـــدور الطيب الصحريواللفعة بسمـــــــــــــــــــــــوم
بن بولعيد كــــــــــــــان لســــــــــلاح يدبـــــــــــــــر وشراه من مالو من كلش مقيـــــــــــــــــــــــــــ ـم
والتاريـــــــــــــــــخ طويل والعـــــــــــدد ياســــــــــــــر وعذرني بلاك عنـــــــــــــــــــــي زيد تلـــــــــــــــــوم
كاين من شهيد ما عندوش خبــــــــــــــــــــــر وكاين من حرقوه لحمو سار حمـــــــــــوم
كايــــــن لــــــــــــــي مزال حقــــــــــــــــــــــــــــ ـوا مودر وكاين لي موجود في الخندق مـــــردوم
نختم قولي بيـــــــــــــــــــــه والله أكبـــــــــــــــــــــــــــ ــــر والشاعر ميلود صاحب المنظــــــــــــــــــــوم
نجد الشاعر عنونة قصيدة بـ”نوفمبر وثورة” حيث قدم نوفمبر عن الثورة وهذا دليل على قيمة شهر نوفمبر عند الشاعر والشعب الجزائري، وكذلك نستشف من خلال سيميائية العنوان الدليل الواضح على مكنونات القصيدة من خلاله نعرف ما يدور في ثنايا القصيدة وما يصبو إليه الشاعر، ثم استهل قصيدته بالبسملة والتكبير والصلاة على سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم حيث قال:
نبــــــــــد بســــــــــــــــــــــــــــ ــــم الله والله أكبـــــــــــــــــــــــر وصلاة على حمد حبيب القــــــــــــــــــــــــوم
ثم في البيت الثاني تناول السنة والشهر واليوم الذي قامت فيه الثورة الجزائرية حيث قال:
في ربعة وخمسين أول نوفمبـــــــــــــــــــــــــ ــــر
ثم جاء التأكيد الذي يؤكد به فرضية الجهاد والذود والدفاع عن الوطن والإلزامية المحتومة في الشطر الثاني من نفس البيت حيث يقول:
والموجاهد كان على وطن ملـــــــــــــــزوم
ثم راح يؤكد على الاستمرارية التي كانت بأهل الأنفة والرجولة التي أحبها الإسلام ودعا إليها وهذا ما كان من حيث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للشاعر “عنترة” لما كان منه من شجاعة وأنفة في شعره الذي جاء بمواصفات الإسلام والمسلمين حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما وصف لأعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة).
وفي هذا الصدد يقول شاعرنا:
قاموا هل نيف ورجــــــــــــــال ميمــــــــــــــــــــــر
ويقصد بكلمة رجال الميمر هم ناس أهل الحل والعقد والذين لهم كلمة صارمة دون الرجوع فيها ثم يذكرنا بالتضحية وبعدم دوام الوقت والاتفاق الجماعي رغم حيرته حيث أطلق الشاعر لفظة القلب ونسب الحيرة للقلب والمقصد هو المجاهدين:
ويصبر في خوه ذا الوقت لا يـــــــــــــدوم كنوا متفقيــــــــــن والقلب محيـــــــــــــــــــــــــــ ـر
وراح في الشطر الآخر يصف فرنسا دون ذكرها وأطلق عليها اسم (الخبيثة) التي جاءت بالحرب دون هوادة واستشارة حيث يقول:
والخبيثة قايمــــــــــــــــــــــــة حرب محتــــــــــــــــوم
ثم يذكرنا بالتخريب التي قامت به من قتل وتدمير لا تركت شيخا ولا صغير إلا وقتلته:
بنواع التخريب في الشعب دمــــــــــــــــــــــر ما تركت شيوخ حتــــــــى لي مفطـــــــــــــــوم
ثم في عجالة يذكرنا الشاعر بعزم الأبطال وتخطيطهم للثورة وتدبيرهم الحازم والقاطع ومن ضمن المخططات هو استعمال جبل الأوراس كملجأ، ثم راح يذكر بالوسائل التي كانت في أيدي مجاهدينا على الرغم من بساطتها كذكره للدبوس والخنجر ثم وصفهم بالأبطال العزل الأشم والأشاوس ثم راح يفتخر بوحدتهم وترابطهم في الموقف الواحد الذي يدعو إلى رفع راية الوطن والتحرير لكل البلاد ثم ينوه أن القوة تكمن في الاتحاد وبها العدو ينهزم مهما كان ينطوي على عدد وعدة، ويشير الشاعر إلى الوقت والتخطيط الذي تم في سبع سنوات والذي وصفه بالضيم والكدر والبؤس والحرمان وها هو الفجر يلوح هنا عن انطلاق أول رصاصة من نوفمبر 1954 وبعدها تتبدل الأيام، ثم يذكرنا بسنة 1962 و05 جويلية حيث الوحدة والالتمام وجمع الشمل وتعالي الهتافات بالزغاريد الآذنة بالاستقلال والهاتفة بتحيا الجزائر، وبعدها أصبح الشعب الجزائري يتحدث بكل حرية ودون خوف ثم ينوه الشاعر بصدق أنه لم يكن حاضرا ايام الثورة حيث كان صغير ومفطوم كما قال، حيث يقول:
وكلامي صحيح منيشي حاضـــــــــــــــــــــر ذاك الوقت صغيــــــــــــــــــــــــــر ومفطــــــــــــــوم
فالشاعر “الميلود علي عريوة” نهل من البيئة البدوية ومظاهرها التي نشأ فيها وترعرع، والقصيدة موضوعية بحتة تخلو من الجماليات حيث ان الموضوع فرض على الشاعر سرد أحداثها بأسلوب مباشر، وتحدث الشاعر عن من عايشوا الثورة وهم يسردون حكاياتهم ودموع العين تسبقهم وكيف حرموا من العيش في وطنهم بسلام، ثم ينوه ويذكر من حركوا الثورة وأوجدوا الثورة وضحوا بالنفس والنفيس وراح يذكرهم بأسمائهم أمثال شعباني وبن بولعيد وسي عميروش، والذين كانوا يحرضون الناس على الجهاد ثم يعتذر الشاعر ويتأسف على أنه لم يحص كل أسماء الشهداء حيث يقول:
والتاريـــــــــــــــــخ طويل والعـــــــــــدد ياســــــــــــــر وعذرني بلاك عنـــــــــــــــــــــي زيد تلـــــــــــــــــوم
كاين من شهيد ما عندوش خبــــــــــــــــــــــــــــ ـر وكاين من حرقوه لحمو ســـــــــار حمـــــــــــوم
ثم يخرج من هذه البوتقة إلى شيء آخر وهو ذكره لفئة لم يعرف عنها شيء إلى اليوم إلا الأوراق والدفاتر التي تثبت أنهم شهداء لكن منازلهم وقبورهم غير موجودة، ومن الطبيعي ألا ينسى الشاعر ذكر الله والتكبير فيقول:
نختم قولي بيـــــــــــــــــــــه والله أكبـــــــــــــــــــــــــــ ــــر
ولا يمكننا القول بأن ملاحظة وإنما إشارة فقط إلى أن الشاعر الشعبي يهتم كثيرا بذكر اسمه في أواخر قصيدته، وهذا بمثابة التوقيع، مثل الرسام الذي يترك بصمته على اللوحة المرسومة يقول الشاعر في الختام:
نختم قولي بيـــــــــــــــــــــه والله أكبـــــــــــــــــــــــــــ ــــر والشاعر ميلود صاحب المنظــــــــــــــــــــوم
أما بالنسبة للجانب الفني ذا مقدرة كبيرة على توظيف اللغة العادية بل نذهب للقول بأنه له الحضور والتأثير.
خلاصة:
وفي الأخير نجد أن الشعر الشعبي يعتبر امتداد للشعر الرسمي بحيث أن الشعر الشعبي استطاع أن يقلد ويسير على نمط القدماء من حيث الأغراض الشعرية من مدح ورثاء وغزل ووصف مع تباين وجهات النظر التي تناولها حسب الظروف الخارجية والداخلية كانت هاته الصفحات من الخيال الابداع الشعري الشعبي بالمنطقة، وقد سجلت مادتها أنها امتداد للنص الشعري العربي الذي ظل وفيا كما قلنا لكل قضايا الإنسان، ويبقى النص الشعري الشعبي نموذجا يصور كل الأبعاد، ويتناول كل المضامين التي من شأنها أن تعبر عن الشعب بكل صدق ووفاء، وكل ما ذكرناه ما يمثل إلا جزء قليل من إبداع شعري لا يزال بحاجة إلى الدراسة والنقد والتحليل لأنه يبقى ضميرا حيا لهذه الأمة.
قائمة المصادر والمراجع:
1- عبد الحميد يونس، الحكاية الشعبية، المكتبة الثقافية، القاهرة، العدد 200، ص198.
2- بولرباح عثماني، دراسات نقدية في الأدب الشعبي، الرابطة الوطنية، ط1، 2009، ص28.
3- د. كمال بيرم، تاريخ المسيلة.
القائمة البيليوغرافية:
4- الديوان العاتي، للشيخ سماتي، مع إمارة العشق من المسار إلى الانهيار: د. إبراهيم شعيب، خزانة التراث الشعبي، ط1، 2012.
5- مقالات في الأدب الجزائري، القديم والحديث، محمد الصديق باغورة، دار الكتاب العربي، 2007.
6- الهادي إلى أوزان الشعر الشعبي، د.مصطفى حركات، دار الآفاق، (د.ت)، (د.ط).
7- راهن الأصوات الشعرية الشعبية في الوطن العربي، د.نبيلة سنجاق، رابطة الأدب الشعبي الجزائري، ردمك، (د.ط)، 2007.
اترك رد