د. محمد سعيد زكري: باحث في الفلسفة والتصوف – المغرب
1-بين يدي المقال
شرح صلاة القطب ابن مشيش هو تقيد يتضمن بطريقة الإشارة شرح صلاة العارف بالله سيدنا عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلم (ت622هـ) أو بعدها بقليل.
وهو شرح متوسط يقع في 30 صفحة طبع بدار الرشاد الحديثية بالبيضاء سنة 1999م ضمن مجموع مهم من شروحه نذكر منها:
1- معراج التشوف إلى حقائق التصوف
2- الفتوحات القدسية في شرح المقدمة الأجرومية
3- شرح خمرية ابن الفارض…الخ
وفي مجلد واحد موسوم ب” كتاب شرح صلاة القطب ابن مشيش سلسلات نورانية فريدة”جمع وتقديم العمراني الخالدي عبد السلام.
وقد اخترته من بين الكثير من شروح أحمد بن عجيبة ليكون موضوع هذه المقالة بالنظر للأهمية والمكانة المتميزة التي تحتلها الصلاة المشيشية في حلقات الدرس الصوفي، وحاولت أن أتناوله من خلال مطالب ثلاثة هي على الشكل الآتي:
2-: في ثنايا المقدمة
أولا: مفهوم المقدمة ودورها ومميزاتها
تتميز مقدمة شرح صلاة القطب ابن مشيش بوصفية أساسية وهما: الشمولية والمنهجية فهي مقدمات شمولية باعتبارها تتضمن مجموعة من العناصر التي تفيد في قراءة الشرح واستيعاب مضمونه وفهم أبعاده ومقاصده.
وهيمنهجية باعتبارها تقدم مجموعة من التوضيحات ترفع اللبس عن بعض الإشكالات في خطة الشرح، يقول المرحوم عبد الله المرابط الترغي:” فهي (أي المقدمة) تمهيد للتعرف على المؤلف ومنهجه ومواده ودوافع كتابته”[1]
فأحمد بن عجيبة وضع هذه المقدمة لخدمة شرحه والتمهيد لقراءته والاستفادة من مواده، لذلك جاءت لغتها تحفة فنية تتآلفها عناصرها في تناسق وانسجام، وكان مجال التعبير بها أرحب، وكانت طبيعتها الجمالية أوفر، إذ تفنن ابن عجيبة في تدبيج هذه المقدمة بكافة آفانين النثر الفني.
اترك رد