هشام ادخيسي: طالب باحث – المغرب
يعتبر اللباس من المظاهر الخارجية التي قد تسمح بتصنيف الناس الى فئات ومراتب اجتماعية حسب ما يكن عليه الفرد من حال النعمة أو سوئها،لان اللباس كلما كان حسنا ورفيعا الا وجل قدر صاحبه وعلت مكانته في نظر غيره،وكلما كان متواضعا وبسيطا أو باليا أورديئا تواضعت مرتبة مرتديه ونزلت.
والواقع أن الاختلافات المسجلة في أنواع الألبسة إنما تلاحظ على مستوى المناطق والقبائل وينطبق هذا على لباس الرجال والنساء على حد سواء تقريبا.
وتميزت القبائل في اقاليم عدة بلباس محلي يعد من تقاليدها ويعبر عن شخصيتها،فاللباس العادي لعامة الناس وفقراء سكان حاحا الى تادلا كساء من صوف خشن يلف حول الاجسام جيدا،وعمائم من صوف يتعممون بها تلف خمس أو ست مرات على الرأس.
ويتميز الفقهاء بقلنسوات مثل القلانس التي يحملها بعض الأطباء في ايطاليا.
ويتألف اللباس العادي في اقليم جزولة من معاطف قصيرة أوقمصان من صوف ضيقة جدا وقصيرة تصل ألى الركبتين ،ولا أكمام لها ولا أطواق،يضعون فوقها سترة من قماش خشن،ويتقلدون سيوفا طويلة على شكل مناجل.
وكان لباس الفقراء في العديد من الجهات رديئا وحقيرا كما في جبال بني كرير وبني أحمد،وفي جبل بني بوشيبت الذي كان سكانه يرتدون عباءة قصيرة من الصوف المخطط بالأبيض والأسود،من نوع الأغطية التي يلف بها التجار الأقمشة في إيطاليا،ويضعون على رؤسهم قلنسوات فيكونون في أعين من يراهم،أشبه بالبهائم منهم بالناس.
وعلى العموم يبدو أن الفقراء،في المدن وفي البوادي،لم يكن بوسعهم ارتداء إلا الملابس الخشنة كسكان وجدة الذين كانوا يرتدون لباسا قصيرا خشنا شبيها بلباس الفلاحين،نظرا لفقرهم،لأنهم يؤدون الخراج ألى ملك تلمسان وإلى الأعراب المجاورين لهم بمفازة أنكاد.
وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان أن الفقراء المعدمين،في المناطق الجبلية الفقيرة خاصة كان لباسهم رديئا وسيئا للغاية.فكان منهم شبه عراة كسكان جبل دادس الذين كان لباسهم رديئا لدرجة أن معظم أجسامهم عار،أو حفاة بالرغم من قساوة البرد،كأهل جبل سكيسوة الذين كانوا لاينتعلون وإنما يضعون تحت أقدامهم شبه نعال تقيهم من الحجارة،ويلفون سيقانهم بخرق مشدودة بخيوط من الثلج.أوعراة وحفاة، بالرغم من صعوبة التضاريس،كسكان جبل بني يستيتن الذين كانوا يسكنون في أكواخ مغطاة بحصرصغير من الأسل،ومنه يصنعون حتى الأحذية التي يربطونها بأغصان الصفصاف اللينة.
ويعزى سبب رداءة اللباس لعدم توفر الكتان في أقليم حاحا،أو الجهل بالخياطة كما في جبل إداوعاقل الذي كان سكانه لايرتدون أي لباس مخيط لأنه ليس بينهم رجل ولا امراءة يحسن الخياطة..
اترك رد