يوم اللغة العربية التاسع اللغة والتقنيات الحديثة

بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، كرمت جامعة قطر سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير دولة، في يوم اللغة العربية التاسع الذي نظمه قسم اللغة العربية في جامعة قطر، تحت شعار: “اللغة العربية والتقنيات الحديثة”، وذلك يوم الخميس، الموافق 14 ديسمبر 2017. حيث حضر الفعالية الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر والدكتورة حمدة حسن السليطي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم والدكتورة مريم النعيمي رئيس قسم اللغة العربية في جامعة قطر وأعضاء هيئة تدريس قسم اللغة العربية والطالبات. وذلك احتفالا باليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر، الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 قرارها في إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
وقد تضمنت الاحتفالية عددا من الفقرات المتنوعة التي شارك في تقديمها طالبات قسم اللغة العربية، وهي: عرض الأوبريت الافتتاحي بعنوان: “شموس العلا” من كلمات الدكتورة مريم النعيمي وألحان الدكتور محمود كحيل، قدمها كل من الطالب محمد الأبرش، والطالبة نسرين سلامة، والطالبة ريما ياسين. والأوبريت هو صرخة ضراعة مرسلة لله عز وجل لكشف الغمة والضر عن هذه الأمة، وتتشكل من خلاله عدة لوحات تجمع بين قديم الأمة وعصورها الذهبية وبين ما آلت إليه مستشرفا الأمل في قيادة قطر الراشدة كي تمارس دورها الريادي والتنويري في إصلاح العطب. كما ضمت الاحتفالية معرضا فنيا مصاحبا يضم بعض أعمال الطالبات تتعلق بصمود قطر وانتصارها. وقدم الدكتور محمد مصطفى سليم ندوة بعنوان: “مظاهر التعبير والتواصل المعتمدة في رفض حصار قطر: بين اللغوي والأيقوني”، شارك فيها الدكتور جمال الزرن والدكتور نورالدين ميلادي والدكتور رضوان منيسي عبد الله حيث تناولت هذه الندوة موضوع استخدام الأيقونة والرمز الدال والمدلول فيهما في رفض الحصار والتعبير عن رفض الحصار. كما قدم الطالب محمد الأبرش فاصلا إنشاديا بعنوان “في حب الوطن”، وقدمت الطالبة شيماء محمد فاصلا شعريا بعنوان: “حامي الحمى”.

وفي كلمته بالمناسبة، قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير دولة: “تتجلى أهمية اللغة العربية في حفظها للتراث الحضاري للأمة العربية والإسلامية كجزء أساسي من التراث الحضاري للبشرية جمعاء، حيث كتب بهذه اللغة مئات آلاف الكتب والمراجع في شتى مجالات العلوم والآداب والفنون، وظلت لغة حية ونابضة طوال عشرات القرون الماضية، وزادا حضاريا لأبنائها، وذخيرة لبقية الحضارات الأخرى التي ترجمت من العربية وأخذت منها الكثير، في طريق نهضتها وتقدمها”. وطالب الدكتور حمد الكواري بتقوية مكانة اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة والابتكار والابداع الفني والثقافي، من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتطوير. وقال: “يجب تسخير الوسائل الحديثة لتيسير تعليم اللغة العربية ونشرها، سواء كانت جهودنا موجهة للعرب أو للأجانب، لا سيما أن أعداد الأجانب الراغبين في تعليم العربية يزداد باطراد. وقبل أن أختتم هذه الكلمة لابد أن أشيد بالمشروع الرائع الذي أطلقته قطر منذ سنوات وهو يسير حاليا في الاتجاه الصحيح، وأعني “معجم الدوحة التاريخي للغة العربية” الذي يشرف عليه كبار أساتذة اللغة العربية في وطننا، والذي من شأنه أن يسد ثغرة معرفية كبيرة في المجال المعجمي، وهي القصور المعجمي مقارنة باللغات الحية الأخرى، إذ يعوز لغة الضاد معجم تاريخ الألفاظ العربية واستخداماتها على مر العصور”.

وفي كلمته بالمناسبة، قال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر: “إننا في حاجة ماسة للمضي نحو طريق التمكين للغة العربية بما يليق بها. وكي نؤكد أنها لم تضع ولن تضيعَ ما دمنا قادرين على الخروج بوعيٍ صحيح من خطاب الأزمة، وخطاب الضياع، وخطاب التآمر، إلى خطاب العمل الجاد، وسياسات التخطيط اللغوي الذي يعمل على المستقبل أكثـر من الانغلاق على الماضي، حين يأخذ من الماضي العريق مع الإلمام بالراهن ومستجداته وآفاق تقدمه … هنا فقط نخرج من حالة التباكي التي تنال من وقتنا وجهدنا فيما لا طائل منه إلا الوقوف في أماكننا. لعلكم ترون جميعًا ما تسعى إليه دولتنا من مشاريع عصرية سبّاقة في مجال النهوض باللغة العربية وربطها بالحوسبة وآفاق التكنولوجيا، وهو ما سيترجمه مؤتمرُكم القادمُ الذي نتطلع إليه تحت عنوان (اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية) الذي سيُقام في منتصف شهر مارس 2018. أشكر لكلّيّة الآداب والعلوم ممثّلةً في الدكتور العميد، ولقسم اللغة العربيّة ممثّلاً في الدكتورة رئيسة القسم، وللّجنة التّحضيريّة للاحتفال، وللحضور جميعًا، استماعَهم وحضورهم ومشاركتهم”.

وقال الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: “أود أن أغتنم الفرصة اليوم لأنقل إليكم تطلعاتنا المستقبلية للغتنا ولقسمنا؛ قسم اللغة العربية؛ كي يكون على الدرب دائمًا، فيقدم المزيد من آفاق التطوير الذاتي؛ أكاديميًّا ومهنيًّا، أو التطوير المنهجي التربوي التعليمي عن طريق النظر في استحداث برامج تخصصية جديدة تواكب حركة اللغة في اتصالها بالحياة والمجتمع والمعرفة العالمية على تنوعها، وتواكب طبيعة الدراسات البينية التي ننشدها؛ لكي يسهم قسم اللغة العربية في تقديم خريج مسلّح بمهارات متعددة يحتاجها سوق العمل. وإلى جانب ذلك، ثَمّة تطويرٌ بحثِيٌّ يعمّقُ طبيعة الدرسَ اللغوي والأدبي والثقافي والفكري في ارتباطه بالنظريات اللغوية والأدبية الحديثة منطلقًا من جامعة قطر، وها هي مجلة القسم (مجلة أنساق) تمضي بثبات وإنجاز نحو مستوى معرفي جدير ببغتنا. وكُلّي ثقة بأنّ قسمَ اللغةِ العربيةِ بما لديه من رؤية وبما يضم من أساتذة على مستوى عالٍ من الكفاية العلمية سيقوم بهذا الدور على أكمل وجه”.

قالت الدكتورة مريم النعيمي رئيس قسم اللغة العربية في جامعة قطر: “إننا في قسم اللغة العربية مقدمون على تطوير بنّاء في خطتنا سنراعي فيه أمرين: الدراسات البينية واستثمارها في اقتراح تخصصات بينية، وتطوير استراتيجيات تدريس اللغة العربية التي تستهدف طلبة الجامعة؛ لأننا ننظر إليهم على أنهم مع اللغة العربية يجب أن نستهدف تنمية ذواتهم وكياناتهم الإنسانية المنفتحة على الحياة المعاصرة”.

وقالت الدكتورة حمدة حسن السليطي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم: “إن دولة قطر لم تألو جهدا في الاهتمام باللغة العربية ونشرها وتعزيزها، إيمانا منها بأن اللغة تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها، وتجنبها الضياع والذوبان في الحضارات والأمم الأخرى، لذلك عملت دولة قطر على تبني العديد من المشاريع الداعمة للغة العربية داخل الدولة وخارجها، ولعل إنشاء المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية أحد النماذج الرائدة لذلك الاهتمام، وكذلك جائزة الشيخ فيصل بن قاسم للغة العربية”.

وتعليقا على أوبريت “شموس العلا”، قال الدكتور محمود كحيل عضو هيئة تدريس في قسم اللغة العربية بجامعة قطر: ” “شموس العلا” عمل يشتمل على كثير من عناصر فن الأوبريت ولكنه ليس كذلك بالمعنى الاصطلاحي، فهو أقرب إلى الصورة الغنائية منه إلى الأوبريت. وقد رغبت الدكتورة مريم النعيمي رئيس قسم اللغة العربية أن أضع لحنا لنص شعري كانت قد كتبته، يحكي هموم شعوبنا العربية والإسلامية الراهنة، فحفزني ذلك لتلحينه، وقد حاولت في هذا العمل أن يكون معبّرا عن مضمون النص وأن يكون منوّعا بين الأداء الغنائي والمسرحي وبين الإنشاد الفردي والجماعي”.


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد