الندوة الدوليّة :”محمد الباردي مبدعا وناقدا”

تنظّم جمعيّة مركز الرواية العربيّة ندوة دوليّة بعنوان “محمد الباردي مبدعا وناقدا” وذلك أيام 27- 28 -29 أفريل 2018.
الورقة العلميّة للندوة
يرحل الأفذاذ ويتركون أثرا أو آثارا تؤّكّد ديمومة حضورهم بيننا على مرّ الأزمان وتتالي الحقب، وتعاند فعل الموت فيهم فتشهد بأنّهم ماتوا وما ماتوا. كذلك هو محمد رجب الباردي فقيد الجامعة التونسيّة وفقيد الرواية العربيّة. رحل وكنّا نودّ أن يكون من الحاضرين.
ولد محمد رجب الباردي سنة 1947 في مدينة قابس بالجنوب التونسي وحصل على الإجازة في اللغة والآداب العربية سنة 1970 ثم شهادة الكفاءة في البحث سنة 1972 وبعدها شهادة التعمق في البحث سنة 1983 ثم ختم مسيرته العلميّة بحصوله على دكتوراه الدولة في اللغة والآداب والحضارة العربيّة.
لم يتوقف هدير محمد الباردي الثقافيّ إلاّ بتوقف نبض الحياة في جسده. فإضافة إلى أنّه كان منخرطا بقوّة في الشأن العام وكان فاعلا رئيسيّا في الحياة الثقافيّة في قابس وفي تونس والعالم العربيّ عامّة، كان ناقدا ومبدعا.
وإنّه ليخيّل لمتتبّع مسيرة محمد الباردي أنّ الرجل ما فارقه قرطاس ولا قلم. وإن كانت تجربته في الكتابة قد قامت على محور واحد هو الرواية وما يدور في فلكها، فإنّه قد خاضها على وجهين يبدوان في الوقت نفسه مختلفين مؤتلفين قلّما استكانا لكاتب مفرد واستجابا له. فقد كان “الباردي” من جهة ناقدا عالما بنظريّات السرد، ومن جهة أخرى كاتبا مبدعا. وهذا لعمري أصل الإشكال الذي تثيره آثار الرجل وجوهره. فأين يمكن أن نؤصّل لهذه الذات المبدعة في عوالم النقد أم في عوالم الإبداع؟ أين يمكن أن نجد “محمد رجب الباردي” وأن نتمثّله؟ وهل يمكن أن نفاضل بين الوجهين؟ وهل صرّح الباردي فحدّد على أيّ الجنبين يمكن أن يستريح، ناقدا منظرا أم فنانا مبدعا؟
لئن استهلّ محمد الباردي مسيرته الإبداعيّة بكتابة القصّة القصيرة فإنّه سرعان ما تحوّل عنها إلى كتابة الرواية فاختصّ فيها وما فارقها إلى غيرها من أنماط الكتابة الفنيّة الأخرى إلاّ لماما. وكانت في جلّها كتابات طبعها الثراء والطرافة والتميّز. فحقّ القول بأنّ تجربته عامّة والروائيّة خاصّة كانت محكومة بجماليّة التنوّع والاختلاف وكان التجريب هاجسها وهو العارف بمسارب الرواية وبفنونها الكلف بمتابعة كلّ تليد وطارف مستجدّ منها في تونس وخارجها.
بدأ تجربته في كتابة الرواية بـ “مدينة الشموس الدافئة” سنة 1980. أعقبها بسلسلة من الروايات. فكتب “الملاح والسفينة” و”قمح إفريقا” و”حوش خريف” و”على نار هادئة” و”الكرنفال” و”ديوان المواجع”2015 و”مريم” و2016كانت آخرها رواية ” شارع مرسيليا”2017.
والتفت إلى جانب من سيرة حياته يؤثّث بها مشاريع جديدة في الكتابة والإبداع فألّف سيرته في جزأين ” حنة” و”تقرير إلى عزيز”.
وكان لِمَا أبدعه الرجل صدى في تونس وفي العالم العربيّ. تناوله العديد من النقاد والكتاب والباحثين واشتغلت به – ومازالت- كثير من الرسائل الجامعيّة والأطاريح. وكان له حظّ غير قليل من الجوائز. فقد فازت رواياته بأفضل ما خصّت به الرواية في تونس من جوائز من قبيل جائزة “الكومار الذهبي” للرواية العربية في مناسبتين الأولى عن رواية “الكرنفال” سنة 2005 والثانية عن روايته “ديوان المواجع” سنة 2014.
مقابل ذلك ما كفّ محمد رجب الباردي عن النظر في الرواية بعين النقاد المتفحّص والباحث الأكاديميّ. وكان له في هذا المجال مجموعة من الأعمال منها ” حنا مينه كاتب الكفاح والفرح ” و” شخص المثقف في الرواية العربية المعاصرة ” و”الرواية العربيّة والحداثة” في جزأين و”في نظرية الرواية ” و”إنشائيّة الخطاب الروائيّ الواقعيّ في الرواية العربيّة” و”سحر الحكاية” و”عندما تتكلم الذات ” و ” تأملات في الرواية التونسية” وغير ذلك من المقالات والمداخلات الكثير ممّا دبّجه عن الرواية وعوالمها.
يثير ما كتبه الباردي على مستوى الإبداع كثيرا من القضايا والإشكاليّات هي من راهن ما تثيره الرواية اليوم وأشكال مقارباتها. كان ذلك من مدخل التشكيل والبناء، أو التخييليّ في علاقته بالمرجعيّ، أو الذات في علاقتها بما تبدع. أو كان ذلك من مدخل دياكروني يبحث في تحوّلات تجربة الباردي وتطوّرها بدءا ومنتهى. أو كان من مدخل موصول بالبحث في الخصوصيّ في هذه التجربة إن على مستوى التجارب الروائيّة في تونس أو في العالم العربيّ. أو كان من مدخل تلقّي القارئ لما أنجزه محمد الباردي من نصوص إبداعيّة. وغير هذا من المداخل شتّى فنيّ ومضمونيّ يمكن أن يستثيره ما أبدع الباردي في الرواية والسيرة الذاتيّة والقصّة القصيرة .
وكذلك فإنّ ما أنجزه محمد الباردي على مستوى النقد والمعارف النظريّة، يفتح على قضايا وإشكاليّات تستحقّ بحقّ أن نتوقّف عندها بحثا وتقويما. فما هي خصوصيّة هذه التجربة النقديّة وما هي المناهج التي توخّاها الباردي في مقارباته أشكال فنون السرد، هل هي ثابتة أم متحوّلة؟ وما هي المراجع المؤثّرة في هذه التجربة؟ وما هو الوجه الذي أمكن لهذا الناقد أن يتمثّل به المنجز الغربيّ منهجا ومعرفة؟ وما هو مدى تأثير مؤلّفاته النقديّة في البحوث والدراسات العربيّة خاصّة وما هو صداها فيها؟ وما هي طبيعة العلاقة بين الإبداع والنقد وحدود التنافذ بينهما في ما كتبه الباردي؟
وقد رأت اللجنة العلميّة المنظمة لهذه الندوة أن تنزّل هذه الإشكاليّات والقضايا في محاور كبرى أهمّها:
1- الباردي مبدعا.
2- الباردي ناقدا.
3- كتابات محمد الباردي في المنجز النقديّ.
4- علاقة الإبداعيّ بالنقديّ في مؤلفات محمد الباردي.
محمد صالح مجيّد أحمد الناوي البدري
رئيس جمعيّة مركز الرواية العربيّة مدير الندوة
*****مواعيد مهمة مه15م 15ج15جانفي 2018 قبول الملخّصات
15فيفري 2018 قبول المداخلات كاملة
15مارس إعلام المتقدمين بقبول الأبحاث
***تتكفّل جمعية مركز الرواية العربيّة بمعاليم الإقامة التنقل والإقامة داخل تونس
التسجيل في الندوة
[contact-form-7 id=”57046″ title=”الندوة الدوليّة :”محمد الباردي مبدعا وناقدا””]

نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ باحث وجامعي من الجزائر
    باحث وجامعي من الجزائر

    تحية طيبة للقائمين على الندوة…وسؤالي هل ممكن المشاركة بالحضور مع منح شهادة بذلك؟ أم يمكنني ان أشارك وأرسل لكم البحث عن الباردي قبل 15 فبراير؟أرجو الرد أنا مهتم بالموضوع…باحث جامعي من الجزائر

  2. الصورة الرمزية لـ باحث وجامعي من الجزائر
    باحث وجامعي من الجزائر

    تحية طيبة للقائمين على الندوة…وسؤالي هل ممكن المشاركة بالحضور مع منح شهادة بذلك؟ أم يمكنني ان أشارك وأرسل لكم البحث عن الباردي قبل 15 فبراير؟أرجو الرد أنا مهتم بالموضوع…باحث جامعي من الجزائر

اترك رد