الانتحال العلمي خطر يهدد تصنيف وسمعة الجامعات المصرية … ياسر عبد الجليل أحمد

ا.د.م ياسر عبد الجليل أحمد: رئيس قسم الهستولوجيا بكلية الطب البيطري- جامعة جنوب الوادي

الانتحال العلمي هو استخدام أفكار أو كلمات باحث أخر دون التوثيق الصحيح. ويحدث ذلك في الغالب بسبب نقص الوعي و مهارات البحث العلمي لدي الباحثين. أصبح الانتحال العلمي قضية تهدد المجتمع الأكاديمي، وخاصة في الجامعات. نشرت تيلور وفرانسيس (من كبري دور النشر العلمية) أن 23 في المئة من الأوراق المقدمة إلى واحدة من دورياتها، تم رفضها بسبب الانتحال العلمي. وقد تم مؤخرا التنويه في بعض الصحف المحلية والعالمية عن زيادة حالات الانتحال العلمي بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ، كما تم الافصاح عن كون مصر من بين الدول التي لديها أعلى معدل للانتحال العلمي. وعلاوة على ذلك، تم الكشف عن أسماء بعض الأساتذة المصريين المشهورين بسقوطهم متلبسين بجريمة الانتحال العلمي وأوراقهم تم سحبها من المجلات الدولية. وهذا يدل على ضرورة زيادة وعي الباحثين المصريين بمفهوم الانتحال وآثاره على المجتمع الأكاديمي في مصر. ويجب علي الباحثين رفع وعيهم بأنواع الانتحال العلمي العشرة الأكثر شيوعاً في المجتمع الاكاديمي حتي لا يقعوا بقصد أو بدون قصد في اي منها. ومنها الانتحال العلمي الكامل، وهو سرقة الورقة العلمية بالكامل مع تغيير اسم وعنوان الباحث الأصلي باسم وعنوان الباحث المحتال. نوع أخر من الانتحال العلمي وهو النقل الحرفي وفيه يقوم الباحث المنتحل بنسخ ولصق لمقاطع او جمل من بحث اخر، دون الاشارة الي المصدر أو استخدام علامات التنصيص. أما التعاون الغير اخلاقي في البحث العلمي فهو أيضاً يعد نوع من الانتحال العلمي وفيه يقوم الباحثون بالاستعانة بأحد المراكز المتخصصة (بمقابل مادي) لإنجاز اجزاء من ابحاثهم دون الاشارة الي ذلك في البحث المنشور (مثل كتابة اجزاء من البحث، عمل الاحصاء، التدقيق اللغوي، تحاليل لعينات وغيره). والنسب المضلل لقائمة المؤلفين هو أيضاً نوع من الانتحال العلمي وفيه يقوم الباحث باضافة اسم باحث لم يشارك في البحث او حذف باحث شارك في البحث الي قائمة المؤلفين. أما استنساخ البحث فهو نشر نفس البحث في أكثر من دورية علمية وهذا ايضاً نوع من الانتحال العلمي. والانتحال العلمي بالتكرار قد يكون ايضا باستخدام بيانات او جداول او صور او طرق بحث من بحث اخر دون نسب ذلك الي المؤلف الاصلي. والبعض قد يجهل انه بمجرد أن قام بتغيير بعض الكلمات من جمل في بحث واعادة استخدامها في بحثه مع الاشارة المرجعية للمصدر فقد وقع في نوع من الانتحال العلمي بالصياغة الغير سليمه. والانتحال العلمي الذاتي هو استخدام الباحث لأجزاء من بحثه السابق في بحثه الجديد دون الاشارة الي المرجعية المناسبة بحجة انه هو صاحب البحثين. واستخدام مصدر غير صحيح (مفبرك أو ناقص) عند كتابة البحث يعتبر نوعا من الانتحال العلمي يسمي بالمصدر الغير صالح. واخيراً النوع العاشر من الانتحال العلمي وهو الحصول علي المعلومة من مصدر ثانوي ونسبه الي المصدر الاصلي دون الاشارة الي المصدر الثانوي ويسمي هذا النوع بانتحال المصدر الثانوي. . وقد بدأت الجامعات المصرية باستخدام برامج كشف الانتحال وكذلك لجان ترقيات اعضاء هيئة التدريس بالمجلس الاعلي للجامعات. الا ان برامج كشف الانتحال وحدها غير كافيه لكشف عن جميع انواع الانتحال العلمي ولكنها تعمل فقط علي كشف بعض الانواع المعتمده علي مطابقة النصوص. ان زيادة وعي الباحثين بأنواع البحث العلمي هو الطريق الأول الذي يجب أن تسلكه الجامعات المصرية لمواجهة هذا التهديد للمجتمع الاكاديمي عن طريق اقامة ورش عمل وندوات عن الانتحال العلمي واستحداث مقرر لطلاب الدراسات العليا عن الانتحال العلمي وسبل تجنبه. ويجب أيضأ سن التشريعات القانونية المناسبة للتصدي لهذه الجرائم التي تسئ لسمعة الجامعات المصرية وسط دول العالم.


نشر منذ

في

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ أ.م.د/ محمود حسب الله كلية الحاسبات والمعلومات بالأقصر
    أ.م.د/ محمود حسب الله كلية الحاسبات والمعلومات بالأقصر

    اولا الموضوع جميل وغاية في الأهمية واشكر الكاتب علي اختياره له- مع تحفظي ورفضي الشديد كعضوء هيئة تدريس بالجامعات المصرية علي الأتي
    “……عن زيادة حالات الانتحال العلمي بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ، كما تم الافصاح عن كون مصر من بين الدول التي لديها أعلى معدل للانتحال العلمي” فهذا غير حقيقي تماما وليس هناك جهات علمية موثوق في تقاريرها افصحت . فوجود حالات فردية بين شباب الباحثين المبتدئين التي تحدث في جميع الدول لا يمكن علي اساسه ان نصف جمع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية بالصوص. وليعلم الجميع ان غالبية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية تركوا العملية البحثية بسب عدم دعم البحث العلمي، وتفرغوا للعملية التدريسية . حتي القليل منهم المهتم بالبحث العلمي علي نفقته الخاصة له ابحاث علمية منشورة في افضل المجلات العلمية الدولية. فكيف نصفهم بالانتحال العلمي!!!. اخير يجب التفرقة بين عضوء هيئة تدريس وباحث.
    مرة ثانية شكرا لاختيار الموضوع.

  2. الصورة الرمزية لـ أ.م.د/ محمود حسب الله كلية الحاسبات والمعلومات بالأقصر
    أ.م.د/ محمود حسب الله كلية الحاسبات والمعلومات بالأقصر

    اولا الموضوع جميل وغاية في الأهمية واشكر الكاتب علي اختياره له- مع تحفظي ورفضي الشديد كعضوء هيئة تدريس بالجامعات المصرية علي الأتي
    “……عن زيادة حالات الانتحال العلمي بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ، كما تم الافصاح عن كون مصر من بين الدول التي لديها أعلى معدل للانتحال العلمي” فهذا غير حقيقي تماما وليس هناك جهات علمية موثوق في تقاريرها افصحت . فوجود حالات فردية بين شباب الباحثين المبتدئين التي تحدث في جميع الدول لا يمكن علي اساسه ان نصف جمع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية بالصوص. وليعلم الجميع ان غالبية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية تركوا العملية البحثية بسب عدم دعم البحث العلمي، وتفرغوا للعملية التدريسية . حتي القليل منهم المهتم بالبحث العلمي علي نفقته الخاصة له ابحاث علمية منشورة في افضل المجلات العلمية الدولية. فكيف نصفهم بالانتحال العلمي!!!. اخير يجب التفرقة بين عضوء هيئة تدريس وباحث.
    مرة ثانية شكرا لاختيار الموضوع.

اترك رد