نظمت جامعة قطر بالتعاون مع “التايمز للتعليم العالي” يوم 16يناير 2018 ندوة حصرية حول تصنيف التايمز للتعليم العالي للجامعات، وذلك بحضور ومشاركة عدد كبير من الجامعات الأوروبية ، وجامعات الشرق الأوسط ، حيث حضر أكثر من 200 شخص فعاليات هذه الورشة رفيعة المستوى التي استمرت يوما واحد من الساعة 10 صباحا وحتى الثالثة عصرا.
وقد بدأت فعاليات الندوة مساء الاثنين بحفل عشاء حضره رئيس جامعة قطر الدكتور حسن بن راشد الدرهم ، والسيد تريفور برات المدير التنفيذي للتايمز للتعليم العالي ، والسيد فيل باتي مدير مجلة التايمز للتعليم العالي وعدد من نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والمسؤولين بجامعة قطر إضافة إلى ضيوف الندوة .
وفي كلمته بالمناسبة أكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس الجامعة أن جامعة قطر تدرك أهمية التصنيفات الدولية، ومن بينها تصنيف التايمز للتعليم العالي، الذي يضع معاييرا واضحة، وبالغة الدقة، تشمل اتجاهات كثيرة ومتنوعة متعلقة بطبيعة عمل الجامعات ودورها ، وأضاف الدكتور الدرهم أن الجامعة تنتظر أن تتمخض عن هذه الندوة توصيات هامة ، تحدد للجامعة موقعها في خريطة جامعات العالم ، وتضع معايير تصنيف واضحة لجامعات الشرق الأوسط ، وتحدث عن الجامعة وماشهدته من تطور في بنيتها التحتية والبحثية وزيادة عدد كلياتها إلى 9 كليات .
وتحدث رئيس الجامعة عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي خلفها الحصار المفروض على دول قطر من قبل جيرانها وكيف أنه وصل إلى المجال الأكاديمي والأسري ، وقال إن الحصار الجائر وصل الى الجوانب الاكاديمية ووصلت المقاطعة إلى قطع الرحم بين العائلات وبالرغم من ذلك كانت اخلاقياتنا تفرض علينا عدم الرد عليهم بالمثل وكانت توجيهات قيادتنا الرشيدة واضحة في هذا المجال ، وقد سهلت جامعة قطر على طلاب الدول المحاصرة إجراءاتهم للعودة إلى بلادهم ، وذلك التزاما بالأخلاق التي تحكم العلاقات الأخوية والإنسانية فتم تقديم مواعيد الامتحانات لهم ، ولم يتم انهاء خدمات اي عضو هيئة تدريس بسبب جنسيته وقد كانت هذه السياسة الحكيمة القطرية ناجحة حيث استطاعت قطر تسجيل نقاط كثيرة ضد خصومها بفعل تكاتف شعبها من مواطنين ومقيمين .
الجلسة الافتتاحية
وفي الجلسة الافتتاحية الرسمية للندوة تحدث السيد تريفور برات المدير التنفيذي للتايمز للتعليم العالي ، حيث شكر جامعة قطر ورئيسها على تنظيم هذه الندوة الهامة ، وتحدث عن موضوعوين هامين هما التعريف بمؤسسة التايمز للتعليم العالي ، وطريقة عملها في مجال التصنيف للتعليم العالي ، مؤكدا أن التايمز للتعليم العالي غدت مصدرا رئيسيا للفكر ودليلا للتعليم العالي والبحث على الصعيد العالمي وذلك من خلال سجلها الصحفي الثاقب الذي يعود الى أكثر من خمسين عاما ومجموعتها المتزايدة من المقاييس للأداء الموثوقة والتصنيفات الجامعية .
وقال إنها تتسم بتوظيفها لثلاثة عشر مؤشرا مختلفا من أجل تقييم مجموعة كاملة من المهام الرئيسية للمؤسسة وهي: التعليم، البحث، نقل المعرفة والنشاط الدولي ، وقال إن المجلة بدأت كملحق منذ خمسين عاما ثم تطورت مع الزمن لتصبح على ماهي عليه الآن حيث تعمل عبر مساحة العالم في مجالي التعليم العالي الجامعي والتعليم العام وتجمع معلومات من أكثر من 2500 جامعة يتم تصنيفها ، ويتم إشراك الطلاب في هذا الجهد وكذلك الاستعانة بخيرة الصحفيين المختصين في مجال التعليم الجامعية ، وتحدث عن جهود مؤسسته في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا واليابان وألمانيا وغيرها ، وأشار إلى أهمية السمعة العالمية للجامعات لأن لها دورا كبيرا في عملية التصنيف من خلال حصول الجامعات الشهيرة على أصوات المصوتين في مجالات التصنيف المختلفة ، كما تلعب المعايير الأخرى التي تم وضعها ضمن الأداء ، حيث يتم جمع معلومات مالية ، وبحثية ، ونسبة أعضاء هئية التدريس مقارنة بالطلاب ، وغيرها ووفقا لهذا التصنيف يتم اختيار 1100 جامعة يجري بينها التنافس للحصول على أفضل المراكز عبر العالم .
وتحدث عن التركيز على مهنة التدريس ضمن معايير التصنيف وهو مايساعد الجامعات علىتحسين أدائها من خلال اختيار أفضل المدرسين ، وتحدث عن قمم التايمز للتعليم العالي التي استضافت جامعة قطر إحداها قبل سنتين وكانت قمة ناجحة وفتحت المجال أمام الكثير من الجامعات لتحسين موقعها في التصنيف العالمي ومنها جامعة قطر .
تصريح فيل باتي
وفي كلمته بالمناسبة تحدث محرر مجلة التايمز فيل باتي فأعلن عن عشر جامعات هي الأفضل ضمن تصنيف التايمز الأخير وهي في غالبيتها أمريكية وبريطانية ، وتحدث عن دخول 5 جامعات صينية قائمة أفضل 200 جامعة وهي تضم جامعات من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وسنغافورة ، وهولندا ، والسويد ، وكندا ، وتحدث عن منطقة الشرق الأوسط بقطاعها التعليمي والبحثي والابتكاري العالي المستوى و الذي قال إنه يزخر بالعديد من التحديات والفرص الكبرى. حيث أصبحت بعض دول المنطقة مراكز عالمية تستقطب الطلاب الدوليين وتحقق العديد من الاستثمارات الضخمة في بناء البنية التحتية للبحوث ومن أهمها جامعة قطر التي حققت مركز الصدارة في مجال الدعم الحكومي باعتبارها الجامعة الوطنية لدولة قطر فحققت بذلك سبقا مهما .
وقال إن أغلب جامعات العالم متقاربة ولكن هناك أمور تجعل بعضها تحصل على مراكز متقدمة في حين لاتحقق جامعات أخرى ذلك ، وبذلك يكون من المهم جدا أن تتعرف الجامعات على نقاط قوتها وضعفها لتحسن من أدائها .
وقال إن جامعة قطر لها وضع جيد ضمن جامعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتحدث عن أهمية وجود موارد كثيرة لتحسين مؤسسات التعليم العالي ، وتحدث باتي عن توزيع الجامعات القوية عالميا حيث يبدو تركزها في أمريكا الشمالية وأروبا الغربية .
وحث باتي الدول الغنية بتحويل جامعاتها لأدوات قوية للتحول الاقتصادي من خلال التركيز على تطوير البحث العلمي ،وتمويل البحوث العلمية في المجالات المختلفة .
وقال باتي : ” يقوم دورنا على مساعدة الجامعات بهدف تحسين أدائها من خلال تحليل البيانات واللقاءات لمناقشة مسائل تهم المؤسسات. وتعود استضافة هذه الندوة بجامعة قطر إلى علاقتنا القوية مع الجامعة. كما تعتبر دولة قطر محورا هاما للمناقشات الدولية التي تسلط الضوء على احتياجات وبيئة سياسات الجامعات في منطقة الشرق الأوسط.”
وكان السيد سيزار وازن رئيس مكتب البعثات والشراكات بجامعة قطر قدم في اليوم السابق عرضا عن أهم التصنيفات التي حققتها جامعة قطر خلال العام المنصرم وأكد أن هذه الندوة فرصة مهمة لفهم التطورات الحاصلة في المنطقة ولتبادل خبرات فيما يخص تقييم البحوث ، حيث تهدف الندوة إلى إعطاء نظرة شاملة لنقاط القوة والضعف في مجالات الأداء الرئيسية للتصنيف لدى الجامعات المشاركة فيها ، وستتخللها عروض عن الفرص البحثية المتاحة ، وكيفية اختيار طرق التصنيف ، وإدخال البيانات البحثية لبناء عملية تصنيف ناجحة .
وتعتبر هذه الندوة فرصة فريدة من نوعها لتقييم أداء الجامعات الرائدة المشاركة فيها ومناقشة التقدم والابتكارات التي حققتها مؤخرا بعض الجامعات في المنطقة.
اترك رد