وأكدت الدكتورة ماجدة هاشم بخيت، عميدة كلية رياض الأطفال بجامعة أسيوط ورئيس المؤتمر الدولي الأول للكلية، أن الجلسات العلمية الخاصة بالمؤتمر ناقشت وطرحت عددًا من الروشتات الإرشادية لأولياء الأمور لكيفية التعامل الصحيح مع الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، إلى جانب تقديم بعض الحلول التي تسهم في علاج عناد الطفل والعصبية الزائدة والخجل، وذلك انطلاقًا من كون أن تلك المرحلة هي من أخصب مراحل الطفل والتي تشكل شخصيته ومستقبله.
وأضافت الدكتورة ماجدة، أن الجلسات طالبت بضرورة تحسين التعامل مع الأطفال بهدوء وبعيدًا عن أي انفعال أو تعجل، بالإضافة إلى ضرورة وعي أولياء الأمور التام بسلوكهم أمام أطفالهم، حيث إن سلوك الطفل هو انعكاس لسلوك والديه، وقد جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «فن التعامل مع الطفل» للدكتور علي راشد الأستاذ بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة حلوان، وقد ترأس أعمال تلك الجلسة الدكتور عادل رسمي عميد كلية التربية بجامعة أسيوط، كما تضمنت الدراسة توضيح أهمية الإصغاء لحديث الطفل وعدم تجاهله حتى لو كان يتلعثم، ضرورة منح الطفل الحنان والحب والرعاية لأن حرمانه من ذلك يجعله يعاني من ضعف القدرة على التركيز وقلة الانتباه، كما قدمت المحاضرة بعض الإرشادات لعلاج عناد الطفل والتي شملت ضرورة عدم الإفراط في إصدار الأوامر، والأخذ في الاعتبار المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، وإشباع حاجات الطفل بطريقة صحيحة، كما تم تقديم نصائح للوالدين لعلاج العصبية، وذلك عن طريق خلق بيئة منزلية تسهم بالهدوء والصفاء، وتقليل سلطة الوالدين، وعدم تقابل عصبية الطفل بعصبية مماثلة، وإعطاء الطفل فرصة للتعبير عما يضايقه، وأن يتعود الطفل على استخدام الحوار بدلا من الانفعالات الغاضبة.
ولعلاج الخجل أكدت المحاضرة على أهمية بث الثقة في نفس الطفل، وشعوره بالحب والاحترام، وتهيئة جو آمن في الأسرة، وعدم دفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته، وتدريب الطفل على تكوين صداقات مع أقرانه، واستخدام التربية الاستقلالية.
وفي السياق ذاته، صرحت الدكتورة ماجدة هاشم، أن الجلسات العلمية شملت أيضًا مناقشة عددًا من المحاور الأساسية والتي ترتكز عليها منظومة تطوير رياض الأطفال، وجاء ذلك على رأس تلك المحاضرات دراسة لـ«تقويم الوضع الراهن لرياض الأطفال» بمحافظة أسيوط للدكتورة هدى علي عبدالحليم مفتاح موجه أول رياض أطفال بمديرية أسيوط التعليمية وحاصلة على دكتوراة في فلسفة رياض الأطفال، والتي ارتكزت على توضيح ورصد بعض إيجابيات التي تتعلق برياض الأطفال بالمحافظة.
وشهدت محافظة أسيوط في الآونة الأخيرة افتتاح كثير من الروضات الرسمية عربي ولغات طبقًا للمواصفات الفنية من قبل هيئة الأبنية من حيث المساحة والتهوية والأثاث الملائم للأطفال، كما سعت جميع معلمات رياض الأطفال إلى تنمية سبل التنمية المهنية من خلال الدراسات التكميلية التدريبية، وحصلت عدد كبير من المعلمات على لقب المعلمة الفعالة على مستوى المديرية، كما أسهمت رياض الأطفال في تقليل الضغوط الفنية لوالدي الأطفال المعاقين وبالنسبة للسلبيات الخاصة برياض الأطفال في المحافظة، والتي رصدتها الدراسة ومنها محدودية عدد رياض الأطفال في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، مما يتسبب في حرمان عدد كبير من الأطفال في الالتحاق الروضات وخاصة الأماكن الريفية، وعدم توافر الوسائل التربوية المعينة للمعلمات داخل تلك المنشآت، تدني مستوى المعلمات في بعض الأحيان في تطبيق «أداة التقويم المستمر» الأداة التقويمية التي تقيس مستويات الأطفال ومدى تحقيق نواتج التعلم المستهدفة، عدم وجود وعي بثقافة الدمج لدى كثير من مديري المدارس.
اترك رد