محمود أبو الخير احمد: خبير اجتماعى بوزارة العدل بمصر، وباحث دكتوراه بكلية الآداب جامعة الإسكندرية
ملخص:
تهدف الورقة الراهنة الى الكشف عن محفزات العنف الطائفى في المجتمع المصرى، والعوامل المؤدية إليه بالمجتمع المصرى، من خلال تحديد مؤشرات العنف الطائفى فى المجتمع المصرى، وتوضيح كيف تعمل التحولات والتغيرات المجتمعية على تكثيف العنف الطائفى، وذلك مع رصد للأحداث المجتمعية التى أدت الى إثارة العنف الطائفى بالمجتمع المصرى، والآثار المترتبة عليه، وخطورة ذلك على المجتمع، وكذا الكشف عن مدى وعى المواطنين بالعنف الطائفى؛ ودور أجهزة الدولة فى الحد من العنف الطائفى.
المشكلة:
يعتبر العنف الطائفى فى مصر أحد قضايا الأمن القومى المصرى التى تطفو على السطح بين الحين والآخر، مع تنوع مناطق حدوثه، دون إيجاد جناة أو مسئولين يمكن محاكمتهم وأخذ القصاص العادل منهم, ودون أى اهتمام من الدولة فى أخذ هذه المشكلة على محمل الجد لمحاربتها، حيث تتكرر الحوادث الواحدة تلو الأخرى لتكون النتيجة فى النهاية تؤكد على وجود خلل بأجهزة الدولة فى تقديم الحماية والأمن لمواطنيها, كما أصبح العنف الطائفى مهدداً للنظام الاجتماعى والأمنى ككل، فمتدت آثاره الى إنتهاك القيم والمعايير الاجتماعية والأطر الأخلاقية المنظمة لسلوك الأفراد والجماعات، بالإضافة الى الإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتحطيم ملك ومقدسات الغير بلا وازع ولا رادع قانونى أو أخلاقى؛ وإنطلاقا من هنا، يحاول الباحث دراسة هذا الموضوع الشائك ليكون نواة لسلسلة من الأبحاث العلمية التى يمكن من خلالها الحد من هذه المشكلة.
وتسعى الدراسة الراهنة الى الكشف عن محفزات العنف الطائفى في المجتمع المصرى، والعوامل المؤدية إليه، خاصة وأن تلك المشكلة تتصاعد بين الحين والآخر، دون إيجاد حل فعلى ونهائى لها، فى ظل التحولات الاجتماعية العالمية والمحلية، التى باتت تحدث بمعدلات غير مسبوقة، وكانت من نتائجها الأساسية تغير البناء الاجتماعى الذى طرأت عليه؛ فتغيرت ثقافته وقيمه، والتى إنعكست على العنف الطائفى بالمجتمع المصرى.
ويتمثل الهدف الرئيس لتلك الدراسة فى الوقوف على العوامل المؤدية الى حدوث العنف الطائفى فى مصر، ومؤشرات العنف الطائفى فى المجتمع المصرى، وكيف تعمل التحولات والتغيرات المجتمعية على تكثيف العنف الطائفى، وذلك مع رصد للأحداث المجتمعية التى أدت الى إثارة العنف الطائفى بالمجتمع المصرى، والآثار المترتبة عليه، وخطورة ذلك على المجتمع، وكذا الكشف عن مدى وعى المواطنين بالعنف الطائفى؛ ودور أجهزة الدولة فى الحد من العنف الطائفى.
ولتحقيق تلك الأهداف تم صياغتها فى عدة تساؤلات وهى: ما جذور العنف الطائفى فى مصر؟ وما أبرز العوامل المؤدية إليه واسبابه الحقيقية المباشرة وغير المباشرة التى تؤدى الى حدوثه؟ ما المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية التى تؤدى الى تأجيج العنف الطائفى؟ وكيف يمكن الحد من تلك المشكلة فى المجتمع المصرى؟، وتعتمد الدراسة لتحقيق ذلك وللإجابة على تلك التساؤلات، فقد تم إتباع منهجيتى إعادة التحليل، والمسح الاجتماعى، بتطبيق استطلاع رأى الكترونى حول الموضوع، وبلغ عدد المستجيبين 54 مفردة؛ من المتفاعلين على صفحات التواصل الاجتماعى (الفيس بوك، والواتس آب، والماسنجر)، بالمجتمع المصرى، وفى إطار ذلك تم تقسيم الورقة الى عدة محاور رئيسية، تتمثل فى:
- خصائص عينة الدراسة.
- مدى وعى المواطنين بالعنف الطائفى.
- العوامل المؤدية الى حدوث العنف الطائفى فى مصر.
- مؤشرات العنف الطائفى فى المجتمع المصرى.
- التحولات والتغيرات المجتمعية وتكثيف العنف الطائفى.
- دور أجهزة الدولة فى الحد من العنف الطائفى بالمجتمع المصرى؛
اترك رد