شارك معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري في ندوة ” دور العلماء والدعاة في التعايش المجتمعي ” التي نظمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 32″ اليوم ضمن فعالياته الثقافية بالتعاون مع جامعة الملك سعود، وذلك في القاعة الكبرى بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض.
وأدار الندوة رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التخيفي، وقدمها المستشار بوزارة الحرس الوطني الدكتور أحمد بن عبدالله الحسين، وشارك فيها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن عثمان المزيد، وعضو هيئة التدريس السابق بالجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز العنقري .
وتحدثت الندوة عن أهمية دور العلماء والدعاة والمثقفين في التعايش المجتمعي لا سيما في هذا الوقت الذي أصبح واقعاً لا بد منه، وأن الشريعة الإلهية جاءت بتشريع الأوامر التي تحمي الوطن وتنهى عن كل سبب يؤدي إلى اضطرابه واختلاله لكونه يناقش موضوع يتعلق بأمن الناس وحياتهم ومدى حاجتهم إلى التعايش الذي يحقق لهم مصالح الحياة ويجنبهم مفاسد التصعيد الطائفي ومفاسد التعصب بأشكاله.
وبينت الندوة دور أهل العلم والدعاة في التصدي للتعصب القبلي والمناطقي وبيان مخالفته للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة وكشف آثاره وأضراره فكل الدعوات التي تدعوا إلى غير الإنتماء لغير الوطن سواء قبلية أو مناطقية من شأنها أن تفت في عضد الوطن الواحد كذلك الدعوات الجاهلية والإنتماءات التي تخرج أفراد المجتمع عن بناء الوطن البناء الصحيح .
وأكدت الندوة أن الإسلام دين العدل والرحمة ، وقد كان الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ القدوة والأسوة في التعامل مع الكفار فضلاً عن المخالفين لنا ، كان تعامله ــ صلى الله عليه وسلم ــ مع البشر جميعاً كريماً رحيماً ، ولا أدل على ذلك من إقامة اليهود في المدينة وكيفية تعامله معهم مع علمه ــ صلى الله عليه وسلم ــ بأنهم يعلمون أنه رسول الله حقاً وصدقاً ، وتعامله مع الأسرى ، وتعامله مع رسل الكفار ، ومخاطباته للكفار ، ولملوك الدول ، ورؤساء القبائل ، كل ذلك في التعامل الراقي من قبل النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، لو اهتدينا بهديه لكان المجتمع المسلم مجتمع يحترم دماء المسلمين ، كما كان المجتمع الإسلامي الأول يحترم دماء المستأمنين والمعاهدين ، ويحترم أموالهم ، وأعراضهم غاية الاحترام ، كيف لا ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول :”من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ” ، فمن وقع في ذلك فقد وقع في كبير وعظيمة من الكبائر وحرم من رائحة الجنة .
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن العلماء والدعاة لهم أثر كبير في بيان هذه الأحكام والتحذير من انتهاكها وتجاوزها، ويحقق بيانهم ، ونصحهم ، وتوجيههم ، وإرشادهم ، التعايش المجتمعي في أبهى صورة وأجمل أشكاله.
اترك رد