عنوان الفعالية: الورقة المرجعية للندوة العلمية الدولية حول : إشكالات الدولة والهويات الجماعية فـــي السيــــاق العربـــــــي المعاصر والراهـــــن خطابات الهوية وحقائق ما بعد الحراكات الثورية
تاريخها: 7-8-9 نوفمبر 2018
نوعها: دولية
التصنيف: ندوة
الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
إشكالات الدولة والهويات الجماعية فـــي السيــــاق العربـــــــي المعاصر والراهـــــن
خطابات الهوية وحقائق ما بعد الحراكات الثورية
الورقة المرجعية
تمهيـــــد :
ظلت شرعية الكيانات الوطنية الحديثة الوليدة في الفضاء العربي والإسلامي، أو ما يُعرف بالدول القطْرية، مهزوزة ومناط خلافات وجدالات واسعة في الفكر العربي والإسلامي خلال القرن العشرين. فلقد اقترنت هذه الكيانات في الوعي الإيديولوجي العربي والإسلامي الغالب بالمشاريع والمخطّطات الاستعمارية (سايكس بيكو) في المنطقة، إذ رأى فيها جانب من المصلحين من ذوي المرجعيات الإسلامية نيلا من الجامعة الإسلامية وضربا لدولة الخلافة، ورأت الإيديولوجيا القومية العربية في هذه الكيانات استهدافا لمشروع الوحدة العربية، بينما اعتبرها روّاد الفكر الماركسي العربي مجرّد أجهزة في خدمة مصالح الطبقات المستغِلّة والرجعية ومصالح الإمبريالية، في حين أن المحاولات الفكرية ذات المنازع الليبرالية لم تهتم كثيرا بتأسيس شرعية الدولة القطْرية الناشئة، بقدر ما اهتمت بقضايا التحديث الاجتماعي (المرأة) والتحديث الثقافي (التعليم) وتحديث أنظمة الحكم (الديمقراطية) فيها.
الإشكالات في سياقها المعاصر:
لقد أفرز هذا السياق وضعية إشكالية حقيقية مناطها علاقة تفارق بين المجال الدولتي الواقعي (الدولة القائمة) الذي يحيى فيه الفرد العربي المسلم وطروحات الهوية السائدة في الثقافة العربية الإسلامية العالمة وفي صفوف أغلب النخب المثقّفة والمسيّسة، بما تصنعه هذه الطروحات من متخيّلات إيديولوجية ومشاعر وجدانية تتعلّق بالانتماء والولاء والحمية والغيرة وغير ذلك. وقد استفحلت هذه الوضعية خلال العقود والسنوات الأخيرة من القرن العشرين، بحكم أن شرعية الدولة القطْرية تأزمت أكثر في الفضاء العربي الإسلامي، خاصة بعد الفشل الذريع الذي لقيته تجارب الحكم في هذه الدول، وهي تجارب قادتها أنظمة سياسية تدعي الوطنية، لأنها حلّت محلّ السلط الاستعمارية، ولكنها كرّست الاستبداد السياسي وحكم الفرد ونفوذ البطانة ومختلف أشكال الفساد والمحسوبية والزبونية وفشلت في تحقيق وعودها في التنمية الاقتصادية والنهوض الاجتماعي والعلمي والتكنولوجي والرفاه والعدالة الاجتماعية وما إليه.
في هذا السياق تواصلت، بل تدعّمت، مقولة الأزمة الهوياتية لهذه الدولة في أغلب خطابات المعارضين لأنظمة الاستبداد والفساد، وخاصة في خطابات الحركات الإسلامية التي أصبحت أبرز قوى المعارضة فيها. وقد روّجت هذه الحركات، بمختلف أطيافها، بقوة أطروحة “الدولة ضدّ الأمة”، معتبرة أن التناقض الرئيسي في البلدان العربية خاصة إنما هو بين دول علمانية استبدادية زرعها الاستعمار وورثتها عنه أقليات متغرّبة فاسدة من جهة، وشعوب إسلامية متمسّكة بهويتها ومضطهَدة ومقموعة ومُفقَّرة من جهة ثانية. لذا، بدا للإسلاميين أن الحراكات الثورية والاجتماعية التي عرفها شطر من الوطن العربي بداية من سنة 2011 هي انتفاض على النظام الدولتي الحديث في المنطقة وبداية النهاية بالنسبة إليه وعودة الأمة الإسلامية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل ذلك.
الإشكالات في سياقها الراهن:
بيد أن الأحداث والوقائع المتسارعة التي عرفتها الكثير من البلدان العربية، وخاصة بلدان الثورات، خلال السنوات الأخيرة أفرزت من المعطيات الموضوعية ما يجعل سؤال العلاقة بين الدولة القائمة والهويات الثقافية والسياسية يعود بقوة إلى واجهة الإشكاليات الكبرى في الفكر العربي، ذلك أن شطرا أساسيا من المشكلات الماثلة اليوم في الواقع العربي يمكن ردّه بشكل عيني ومباشر إلى دائرة هذه الإشكالية.
– أولا ـ تبيّن أن مضي قرن كامل من نظام الدولة القطرية في البلاد العربية والعالم الإسلامي قد أحدث من التحوّلات في البنى الاجتماعية والثقافية ما لا يمكن اختزاله في مجرّد “تسلّط فوقي” أو اعتباره مجرّد معطيات عابرة قابلة للتجاوز كما خال الفكر الإيديولوجي العربي المعاصر، سواء منه الإسلامي أو العروبي أو الماركسي. وينطبق هذا الأمر بالخصوص على واقع الأقطار التي بلغت فيها صيرورة بناء الدولة الحديثة أشواطا متقدّمة (كما في تونس ومصر والمغرب)، وفيها برزت بـ”شكل مفاجئ”، وخاصة أثناء تجارب الإسلاميين وبعدها، مرجعيات وطروحات فكرية وأنماط تديّن إسلامية متماهية مع نظام الدول القطْرية وومندغمة في صيرورات الهويات الوطنية المتشكّلة في إطار هذه البلدان. وقد برزت هذه المرجعيات والأنماط خاصة في سياق جدالات فكرية وإيديولوجية اتخذت أحيانا شكل صراعات اجتماعية قائمة على ثنائية المحلّي/الوطني والوافد/الخارجي.
– ثانيا: في مقابل ذلك لم تدلّل تجارب البلدان العربية التي لم تتغلغل فيها فكرة الدولة الحديثة بشكل واسع على أن البديل من الكيانات القطرية القائمة هو الأمة الواحدة (سواء الدينية أو القومية)، بل على العكس من ذلك، فقد أفضى انهيار الكيانات الدولتية الهشّة في أكثر من قطر عربي (كما في ليبيا واليمن والعراق) إلى بروز الانقسامات والصراعات الدموية الطائفية التي تتخذ أسسا دينية ومذهبية وإثنية وقبلية ومناطقية. وقد عصفت هذه الانقسامات والصراعات بوحدة المجتمعات التي كانت قائمة في ظل الكيانات القطرية وأدخلتها في دوّامة الحروب الأهلية الطاحنة.
– ثالثا: كشف ما يطرحه الكثير من الوقائع والظواهر الخطيرة التي عرفها، ولا يزال يعرفها، الواقع العربي (داعش والتنظيمات الجهادية بصفة عامة وحجم الاستقطاب الذي عرفته، وكذلك الأحلاف الإقليمية التي تأخذ عنوانا مذهبيا مقسّما للمجتمعات العربية القطْرية) إشكالية الدور الذي نهضت به، ولا تزال، طروحات الهوية السائدة في الثقافة العربية الإسلامية العالمة وفي صفوف أغلب النخب المثقّفة والمسيّسة، بما تصنعه هذه من متخيّلات إيديولوجية ومشاعر وجدانية تتعلّق بالانتماء والولاء والحمية والغيرة وغير ذلك.
– أهداف الندوة:
على هذا الأساس تسعى هذه الندوة التي ينظمها فريق الحضارة بمخبر “مقاربات الخطاب” إلى أن تطرح على بساط البحث والتفكير إشكالات الدولة والهويات الجماعية في السياق العربي المعاصر والراهن انطلاقا من:
• إعادة مقاربة خطابات الهوية في الفكرين العربيين المعاصر والراهن.
• رصد التحوّلات التي عرفتها هذه الخطابات، الضمنية منها والصريحة.
• استشراف تحوّلات الأفكار في قضايا الدولة والهوية في ضوء مفرزات ما بعد الحراكات الثورية ونتائجها، أي الحركات التي شهدها شطر من العالم العربي في هذه العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين.
– محاور الندوة:
وتقترح الهيأة العلمية المنظّمة للندوة على الباحثين الراغبين في المشاركة فيها الاستئناس بالمحاور والإشكالات التالية في صياغة مقترحاتهم، وهي عناصر وإشكاليات تتوزع إلى محورين كبيرين:
أولا ـ تجارب الدولة القطْرية في العالم العربي المعاصر:
• خطابات الهوية وشرعية الدولة القطرية في الفكرين العربيين الحديث والمعاصر.
• إلى أي حدّ نجحت الدول القطرية في بناء هويات وطنية مميّزة وبناء شرعيات وجودية ثابتة؟ هل ثمة اختلاف وتفاوت بين البلدان العربية المختلفة في صيرورات التشكّل الوطني المستقل؟
• ما الفرق بين معارضة الأنظمة الاستبدادية الفاسدة ومعارضة الدولة القطرية في وجودها؟ ما الفرق بين التغيير في الدولة وتغيير الدولة (نفي وجودها)؟: المعارضة السياسية والمعارضة الثقافية في تجارب البلدان العربية المختلفة.
• ثنائيات الدولة والدين والدولة والأمة والدولة والقوم ية في تجارب البلدان العربية المعاصرة.
• التنازع على عناصر الهوية (الإسلام والعروبة وأحداث التاريخ ورموزه …) وتوظيفها بين الدولة القطرية وأجهزتها الإيديولوجية (التربية والتعليم والمؤسسة الدينية الرسمية والإعلام …) ومعارضيها.
• الدولة القطرية والانتماءات الهوياتية العصبية: العرقية والطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية والمناطقية والجهوية ….
ثانيا ـ في السياق العربي الراهن.
• إلى أي حدّ مثّل متغيّر الدولة عنصرا حاسما في اختلاف مسارات الثورات وتجارب الانتقال الديمقراطي في البلدان العربية؟
• انفجار خطابات الهوية في السياق العربي الراهن
• هل ستسهم حقائق الواقع العربي الراهن في تعزيز شرعية الدول القطرية القائمة وتقوية خطابات الهويات الوطنية؟
• هل توجد حاليا علامات تطوّر في الخطابات والطروحات الهوياتية الكلاسيكية في الفكر الإيديولوجي العربي (الإسلامي والقومي والماركسي)؟ وإلى حدّ يمكن أن تصل هذه التطوّرات؟.
– اللغات المعتمدة :
العربية و الإنقليزية و الفرنسية .
رسوم الفعالية؟: نعم
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام):
لمجابهة مصاريف الندوة سيكون على أصحاب الورقات المقبولة الالتزام بالرسوم التالية:
* بالنسبة إلى القادمين من خارج تونس : 250 دولار أو ما يعادلها ( و تشمل الإقامة الكاملة لمدة 4 ليال بالنزل والتنقل إلى مدينة صفاقس) .
* بالنسبة إلى القادمين من داخل البلاد التونسية والراغبين في الإقامة الكاملة : 350 دينار تونسي (و تشمل الإقامة الكاملة لمدة 4 ليال بالنزل) .
مواعيد مهمة:
آخر أجل لقبول الملخصات و المقترحات البحثية : يوم 30 ماي 2018 . ( في حدود 500 كلمة )
الرد على الملخصات المقبولة : يوم 30 جوان 2018 .
آخر أجل لقبول الورقات العلمية : يوم 01 سبتمبر 2018 . (بين 6 آلاف و8 آلاف كلمة)
الرد على الورقات المقبولة : يوم 15 سبتمبر 2018 .
[contact-form-7 id=”59678″ title=”الندوة الدولية : إشكالات الدولة والهويات الجماعية فـــي السياق العربي المعاصر والراهن خطابات الهوية وحقائق ما بعد الحراكات الثورية”]
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: – مكان انعقاد الندوة :
كلية الآداب و العلوم الإنسانية بصفاقس .
معلومات الاتصال: – وسائط التواصل:
* الهاتف : 216.682215 216.74.278848 / الفاكس : 216.74.278848
*الجوّال : 216.20823334 – 216.55255790 / الواتساب : 216.55255790 / ميسنجر : 216.823334.
*الفايسبوك : صفحة قادمون .
اسم المضيف: الجمهورية التونسية / كلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس / مخبر : مقاربات الخطاب / جامعة صفاقس .
اترك رد