الديباجة:
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم شرعة ومنهاج رباني، جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بغرض تنظيم مسيرة الحياة، لقوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، [سورة الجاثية، الآية: 7]. ويعتبر القرآن الكريم من الكتب السماوية التي خصها الله تعالى بعناية خاصة، وعدها من أقوى معجزات الإسلام الكبرى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقد عرف بروعة بيانه وبلاغته، التي لم يبلغها أي كتاب قبله ولا بعده، سواء كان سماويا أو وضعيا.
والقرآن الكريم بالإضافة إلى كونه كتاب هداية ورحمة وعبادة، فهو يعالج الجانب العملي والتطبيقي للشريعة الإسلامية ومقاصدها السامية، كما يمثل واجهتها الأمامية الذي يعكس مبادئها وفضائلها، وقانونها الأسمى الذي يتعين العمل به والاحتكام إليه، وقد لامس مشاعر الناس بالخضوع والتذلل لله تعالى عند حديثه عن عظمة الخالق، أو تشريعه للأحكام التي لها اهتمام بكل ما يتصل بالإنسان أو يصدر عنه، فهو ينظم علاقاته، في كلما يتصل بتصرفاتهم الدنيوية والأخروية،بالإضافة إلى تصويره للغيبيات بطريقة يعجز العقل عن استيعابها، من جنة وجحيم وعقاب…، أو بقص قصص الأنبياء والرسل.
نزل القرآن الكريم في أسلوب لا يبارى في قوة إقناعه وبلاغته التركيبية، مما أعجز العرب على الإتيان بمثله، وما قول الوليد بن المغيرة المخزومي –أحد خصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعه يتلو آيات من القرآن الكريم: (والله لقد سمعت من محمد كلاما، ما هو من كلام الإنس والجن، وإن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى)، وما هذا القول إلا دليل على أن القرآن الكريم لا يماثله كلام الإنس المتداول فيما بينهم، ولا كلام الجن، ولا شعر مت أشعار، ولا سجع مما يتداوله كهانهم وغيرهم من خطبائهم.
منذ نزول القرآن الكريم على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء وهو معروف بنمط معجز بيانه وبلاغته، وسحره البياني، الذي انقطعت معه آمال العرب في محاكاته والإتيان بمثله في السيطرة على القلوب.كما أثر القرآن الكريم في اللغة العربية أثرا بليغا، وحول أدبها من قصائد في الغزل والفراسة، والخيول، والسيوف…، إلى أدب يهتم بالأمور الدينية والدنيوية للإنسان. وأقام للغة العربية أسلوبا معجزا من البيان والبلاغة، بتضمنه لمجموعة من الألفاظ ذات الدلالة الاصطلاحية المخالفة لما هو متعارف، ومتداول بأوساط المجتمعات العربية والإسلامية.
يشكل الكتاب الذي خصصه مختبر اللغة والتواصل للحديث عن البلاغة في القرآن الكريم، والذي عنون ب: “البلاغة في القرآن الكريم:دراسة دلالية واصطلاحية”. منطلقا للغوص في ثنايا الألفاظ القرآنية ولرصد المصطلحات، والعمل على بيان الفرق فيما بينها، من خلال كتب التفاسير والنظر في أقوال العلماء الذين تطرقوا إليها، وبصفة خاصة الاعتماد على أمهات المصادر. ومرتعا خصبا للباحث للإدلاء بدلوه في الموضوع، وخاصة طلبة الماجستير، والدكتوراه، لتنوير الناس بما يحتويه القرآن الكريم من معجزات تستحق الوقوف عليها.
في الأخير نرجو من جميع المساهمين مراعاة التواريخ التالية:
إرسال الملخصات إلى غاية 15ماي 2018، إلى الهيئة العلمية من أجل إبداء الموافقة عليها.
01 جوان 2018 يتم الرد بالإيجاب على أصحاب الملخصات المقبولة.
إرسال الأعمال كاملة من 05 جوان 2018 إلى 30جوان 2018.
10جويلية 2018 يتم الرد على أصحاب المواضيع المقبولة بصفة نهائية من أجل التصحيح والتصويب للجوانب الشكلية.
[contact-form-7 id=”60027″ title=”مشروع كتاب دولي: بلاغة القرآن الكريم: دراسة دلالية ومصطلحية”]
اترك رد