ديباجة:
نجحت موضوعة الصورة في عصرنا في أن تكون الفضاء الرحب الذي يبرز ثقافات مختلفة، وأن تتجاوز عائق اللغة، وأن تسهم في انتشار الفكر، وشيوع الثقافة، وأن تكون نصا لملايين المتلقين لما تمتلكه من قوة تعبيرية قادرة على استنساخ الواقع، وإعادة إنتاجه أو التمويه عليه من خلال المضاف التقني، لتتحول بذلك إلى صناعة مقصودة لذاتها يعكف على صياغة مشهدها لفيف من خبراء التواصل، والتقنية ما أمكنها من تكوين مفاهيم، وتوليد منظومة من الإرساليات عبر متوالية مرئية لها القدرة على تشكيل إدراكات جديدة عبر نقل الواقع أو تزييف الوعي وإخفاء الحقيقة، والإعلاء من قيمة السطحي، وتحويل الإنسان إلى كائن سلبي ومستهلك يسمح للصور باقتحام أحاسيسه ووجدانه، والتدخل في تكوينه العقلي، والتحكم في قراراته، لتتحول الصورة من انعكاس بصري وإبداعي للواقع إلى واقع بديل عن الواقع الحقيقي. ولأن الصورة بتمظهراتها المختلفة تمثل القالب الذي يهندس أشكال الأنساق الثقافية، مثلما أُريد لها في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده عالم إنتاجها، وتوزيعها، وتوظيفها، فإنها تجاوزت وظيفة الترفيه إلى التأثير في البنى الثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، وصارت الفضاء الأكثر انفتاحا لإبراز الثقافات المختلفة، من خلال تسليطها الضوء على جزئيات الحياة بتفاصيلها الدقيقة متخطية عائق اللغة، فوسعت القاعدة الشعبية للثقافة، وخلخلت المفاهيم القديمة التي كانت تقصر إنتاج الثقافة واستقبالها على فئة قليلة في المجتمع، وزعزعت مفهوم النخبة، وساوت بين جميع الناس في تلقي العلوم، واكتساب المعارف من خلال تحقيقها اللذة، والفرجة، وصناعة الثقافة، فتلاشت الرمزية، وحلت محلها النجومية. على هذا كانت الصورة البديل الموضوعي للخطاب النخبوي والخطاب الشعبي على السواء، وانطلاقا من هذا الابتكار الما بعد حداثي واكتساحه ساحة الخطاب الإعلامي العالمي، انتقلت قراءة الصورة ضمن مجالاتها المختلفة إلى الخطاب النقدي الأدبي من خلال المناهج النسقية التي كان مبدؤها السمياء ومنتهاها النقد الثقافي، وفي هذا السياق تندرج إشكالية هذا المشروع؛ القائمة على أسئلة منهجية كالتالي: كيف تمثلت العلامة السميائية في خطاب الصورة العربي والعالمي؟ كيف أسهمت السينما في تقديم الأنساق الثقافية ونقلها إلى وعي المتلقي من خلال الصورة؟ ما هي المقاربات التي يمكن الاطمئنان إليها في صياغة تقييم متكامل لسميائية الخطاب المرئي؟ كيف يمكن أن نصوغ مشروعا نقديا متكاملا يعالج أنساق الصورة والخطاب المرئي من التأسيس إلى التفعيل الهادف؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة تم تقسيم مشروع البحث إلى المحاور التالية:
- المحور الأول : جماليات خطاب الصورة.
- المحور الثاني: البعد التواصلي لخطاب الصورة.
- المحور الثالث: الصورة والثقافة البصرية.
- المحور الرابع: مجتمع الفرجة بين قوة الانفعال وتلقائية الحركة
- المحور الخامس:الصورة الإعلامية وشعار الثقافة للجميع.
- المحور السادس:الإرساليات البصرية وصناعة الثقافة(الصورة الفوتوغرافية، اللوحة الفنية، الكاريكاتير، اللوحة الإشهارية، التلفزيون، السينما، الأدب الافتراضي…) .
- المحور السابع:الأنساق الثقافية المضمرة في الخطاب السينمائي العالمي.
في الأخير نرجو من جميع المساهمين مراعاة التواريخ التالية:
- إرسال الملخصات إلى غاية 10 جوان 2018، إلى الهيئة العلمية من أجل إبداء الموافقة عليها.
- 15جوان 2018 يتم الرد بالإيجاب على أصحاب الملخصات المقبولة.
- إرسال الأعمال كاملة من 15جوان2018 إلى 10جويلية 2018.
- 20جويلية 2018 يتم الرد على أصحاب المواضيع المقبولة بصفة نهائية من أجل التصحيح والتصويب للجوانب الشكلية
[contact-form-7 id=”60457″ title=”مشروع كتاب دولي: سيميائية الخطاب المرئي والأنساق المضمرة”]
اترك رد