الشيخ إِيعزى ويهدى: كراماته ومناقبه وصلاح ذريته
مقدمة البحث:
تسعى هذه الورقة العجلى إلى تناول البعد المنقبي والكراماتي في حياة الشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى» وتبيان شيم الصلاح والفضل والعلم والجهاد التي خص الله بها ذريته وأحفاده فتميزوا بها واستطاعوا حيازة حب الناس وعطفهم وإكرامهم، وقد عمدنا لأجل ذلك إلى اتباع خطة منهجية تجعل بحثنا ثلاثة مطالبَ:
مطلبا أولا : عرفنا فيه بالشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى».
ومطلبا ثانيا: تناولنا فيه بالدرس والتحليل كرامات الشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى»، ومناقبه.
ومطلبا ثالثا: قاربنا فيه صلاح أبنائه وأحفاده وعلمهم مشيرين إلى جهادهم ضد الاستعمار الإيبيري.
وخاتمة: سجلنا فيها أهم ما خلصنا إليه واستنتجناه.
المطلب الأول: من هو الشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى» ؟
هو الجد الأسمى لقبيلة “أيت أُسا” والمصلح الديني الأول بالمنطقة([1]) الشيخ المجاهد العالم العارف بالله « “يِِعْزَّى وِيهْدَى” محمد محمد بن موسى بن أبي بكر بن يوسف بن عيسى بن صالح بن أبي زيد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن بلقاسم بن محمد بن جعفر بن محمد المسمى الجوزي ابن القاسم بن الناصر بن عبد الرحمان بن أبي زيد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم»([2]).
وقد وُلد شيخنا مثلما ترجم لنفسه في الكراستين اليتيمتين اللتين أوردهما العلامة السوسي في معسوله عند طلوع شمس يوم الخميس 28 محرم 646هـ في دار الأمير العالي بالله السلطان يعقوب المنصور الموحدي، إذ هو حفيده من ابنته([3]).
وقد اتضح لنا من خلال استقصائنا وتتبعنا لأخبار «يِِعْزَّى وِيهْدَى» الذي لا نزعم له الإحاطة والشمول الكاسحين، أن الاسم الحقيقي لهذا المجاهد كان هو: «محمد» كما سماه أبوه، أما لقب «يِِعْزَّى وِيهْدَى» الذي حمل العلامة السوسي شقه الثاني [وِيهْدَى] في اجتهاد طريف له على الهداية وفسره بها([4])، فهو من أخواله([5]) وتحديدا من جدته لأمه([6]) ويُسْلِمُنَا حدث تغيير اسم الوليد الشيخ من قبل الجدة الأم من محمد إلى «يِِعْزَّى وِيهْدَى» إلى استنتاج ما يلي:
– جدة «يِِعْزَّى وِيهْدَى» لأمه كانت تحوز وضعا اعتباريا ومركزيا داخل العائلة.
– إن مركزية هذه الجدة [الجدة لأم] ربما تنهض على بقايا مجتمع أميسي ضارب في القدم كان يجل المرأة ويقدرها.
ولأنه اجتبي من قِبَل الله ليكون رئيس وشيخ زاوية أسا، فقد ظهر عليه منذ صغره ما يُنبئ بهذا الاجتباء ويدل عليه، إذ بدا عليه من الحكمة الربانية بفضل الرؤوف المنان ما جعله يترفع عن رعونة وطيش سن اليفاعة، ونحتج لزعمنا هذا بالواقعة التي نقلها السوسي في معسوله من تأدب «يِِعْزَّى وِيهْدَى» الجم وهو بعد صغير في حضرة أحد الصلحاء ذوي السمت الحسن، [وهو تأدب من الله كما يقول لا بقصد منه] وكذلك يفعل الله بمن اجتباهم واختارهم من عباده الطاهرين، الشيء الذي جعل هذا الصالح يُبارك الطفلَ اليافع قائلا: «كذلك تكون إن شاء الله (…) الله تعالى يُتَوِّجُكَ»([7])، وكذلك كان فَمَنَّ الله عليه بتوبة عزفت فيها نفسه عن كل شيء سوى طلبِ الإخلاص وعلم حاله، فسأل أحد الصلحاء عن كتاب ينفعه فيما يريده فأرشده ودله على كتاب بداية الهداية، وغدا «يِِعْزَّى وِيهْدَى» فقيرا ذاكرا بعد أن لم يكن يعتبر الذكر شيئا ذا بال، فأذهب الله عنه كل ما كان يعتقده ولم يعد أترابه يجدون ما اعتادوه منه فتركوه على حالته وتركهم على حالهم([8]).
واستطاع شيخنا أن يعيش تجربة وجدانية داخلية expérience intérieure ذات بال مثلما ينبزها جورج باطاي، سافر من خلالها في الله([9])، فارتبط به وعاش له منافحا عن شرعه بكل ما أوتي في شموخ واعتزاز منقطعي النظير وفي غير ذلة لأحد حتى إنه دخل يوما مجلسا ممتلئا بالناس فجلس حيث انتهى به مجلسه، فقيل له: ارتفع إلى صدر المجلس يا أيا يعزى، فما كان منه إلا أن رد معقبا: أنا الصدر فأينما جلستُ فهو صدر المجلس وأنشد يقول:
نحن الكواكب في الظلام الحِنْدِسِ ** حيث انتهينا ثَمَّ صدر المجلس
إن يذهب الدهر الخؤون بوفرنا ** عنا فلم يذهب بعز الأنفس([10])
كما اهتم هذا الشيخ الموحدي من جهة الأم البكري من جهة الأب([11]) بالعلوم والصلاح، وفي اهتمامه ذاك يقول الباحث المهدي السعيدي «تعويض عن انكسار مجد الأسرة السلطانية»([12])، وتَعْضُدُ هذا حادثة دخوله المجلس التي أومأنا إليها أعلاه.
وبقدومه من مراكش إلى أسا أسس زاويته ورباطه الديني والروحي الذي اتسع نفوذه فشمل أغلب مناطق سوس ودرعة([13])، وسرى ذكره في الآفاق التي شطت عن هذه الربوع([14]).
وتوفي رضي الله عنه وأرضاه في وسط الزاوية ودُفن في بقعة خلوته هنالك بعد أن عُمِّر 82 سنة، وقد توفي أول ربيع الأول عام 726هـ عند ضحى يوم الجمعة، ثم صلى عليه من الخلائق من لا يحصي عددهم إلا الله. واتخذ الفقراء بعده ذلك اليوم موسم رباطه وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول([15]).
المطلب الثاني: كرامات “يِِعْزَّى وِيهْدَى” ومناقبه
بدءًا نلفي أنفسنا مضطرين لتعريف لفظتي «كرامة» و«منقبة»، لِنَبْصُرَ بحدود تماهي معانيهما اللغوية مع تلك الاصطلاحية التي التبست لبوسا عرفانيا صوفيا، فبحسْب ابن منظور ترتد المادة اللغوية “ن.ق.ب” في منقبة إلى: «الطريق بين دارين لا يُستطاع سلوكه (…) والمنقبة كرم الفعل يُقال إنه لكريم المناقب من النجدات وغيرها والمنقبة ضد المثلبة»([16]).
أما الكرامة فتتحدد بكونها «أمرا خارقا للعادة غير مقرون بدعوى النبوة والتحدي، يظهر[ها] الله على أيدي أوليائه»([17]). يتضح من خلال هذا التحديد أن الكرامة تتسم بميسم خرق العادة والمألوف، فالبنية الأساسية لها تقوم على الوجدان والحدس، ويتغذى هذان من الإحساس والخيال وما يمت إليهما بسبب من الصور، أما دور العقل فهو شبه معدوم، إذ العنصر البؤري Focal والمهيمنة Dominante إذن في هذه البنية هو الوجدانيات، أي ما يكون مدركا بالحواس الباطنة([18]).
ويجب ألا يفهم من خلال كلامنا عن خرق العادة أن الأمر أبداً في الكرامة لا يَسنده ولا يَعضُده سوى العجائبي(*)، فالكرامة في التداول في الصوفي أكبر من ذلك بكثير؛ فهي ترنو إلى شرح العالم وتفسير ظواهره، كما تعبر عن حاجة ورغبة في الفكر البشري في تفادي الإقرار بالعجز وتأمين الاستقرار وتحقيق التوازن في الذات والمجتمع، مما يجعلها في المحصلة الأخيرة تحوز منزلة أرفع من الخرافة وأقرب إلى الفضيلة([19]) إن لم نقل إنها الفضيلة عينها.
وشيخنا “يِِعْزَّى وِيهْدَى” رضي الله عنه واحد ممن ارتادوا آفاق هذه الكرامة/الفضيلة، وقد كانت لكراماته ومناقبه وعليها أمارات حتى قبل ولادته؛ منها أن جدته لأبيه رأت فيما يرى النائم، وأمه حامل به، كأنها أُعطيت لوحا من ذهب مكتوبا، فأخبرت المعبِّرَ، فقال لها إن كنتِ حاملا فولدك عالم، فقالت وقفتُ على الولادة([20]).
وسيتأكد تأويل هذه الرؤيا بعد ولادة الشيخ، فقد ظهر فيه من التمييز أمر غريب كالاستدلال على التوحيد وقبول ما تلقاه من ذكر المعجزات وأخبار الصالحين، كما أنه لازم الكُتاب ولم يهرب منه يوما [عكس بقية الأطفال العاديين إلى يوم الناس هذا]، ولا عجز عن حفظ لوحه مرة واحدة ([21])، وكانت جدته، لما رأت منه كل ذلك، تلقنه ذكر سهل بن عبد الله: «الله معي، الله حافظي، الله شاهدي، الله ناظر إليَّ».
ويقول المرغيتي أحد أحفاده عن مناقبه: «(…) وله مناقب كثيرة لا تُحصى ولا تُستقصى لا تحملها القراطيس ولا الدواوين (…) فقد رأيتُ [يقول المرغيتي] كتابا منسوبا إليه عن كراماته وفضائله، إنه رجل جميل ظريف شجاع سخي، لم يكن أحسنُ منه في زمنه (…) وعليه هيبة عظيمة ووقار عظيم، وهو فارس بطل قد ذهب بالفروسية والشجاعة كلها (…) وإنه يعطي الفروسية ويمنحها من أراد بقدرة السميع العليم»([22]).
يجلو هذا النص أن كرامات ومناقب الشيخ جمةٌ حقيقةً، وقد أتى على ذكر بعضها الذي لا يُؤتَهُ غير من خَلُصت نيته لله وصفت عبادته من كل شائبة، ومنها فروسيته وكونه مخصوصا من قبل الله بسر تعليمها من شاءها من الناس.
وحتى لا تكون زعومنا ودعاوينا متهافتة سنُلمِع إلى كثير من فضائل وكرامات “يِِعْزَّى وِيهْدَى” دون أن نثقل كاهل هذا البحث بالنقول المتزاحمة مكتفين بالإحالة إليها في مظانها لمن أراد الاستزادة والتفصيل.
ومن أعظم وأجل فضائله -بنظرنا- أن جعله الله يحظى بالقبول من قبل كثير من الخلق، إذ توجهوا إليه ووجلت قلوبهم محبة له، حتى إن السوسي خلع عليه نعت “منتجع الضعيف الطالب”([23])، من فرط استقطابه للناس واجتماعهم حوله.
ومنها [من كراماته] أيضا أن جعل الله الأرض التي يحل ويسكن بها “يِِعْزَّى وِيهْدَى” وآله(*) مختزنة حاوية للماء، حتى ولو لم يكن في الأصل، فإنه لابد وأن يُنبع اللهُ فيها الماءَ ويخلقه فيها وينزل فيها الغيثَ النافع([24]).
ومن الكرامات المفارقة التي احتفظت بها وروتها الذاكرة الثقافية الجمعية أن الشيخ “يِِعْزَّى وِيهْدَى” يستطيع ويقتدر على معرفة الأمور الجسام، ونسبت إليه هذه الذاكرة اختراعه البارود وغيره من الآلات كالمكاحيل(**) وبلوغه الغاية القصوى في العلم والهندسة([25]).
المطلب الثالث: صلاح أبنائه وأحفاده وعلمهم
سنقارب في هذا المطلب -وبحسب ما يسمح به أفق هذه الورقة المحدود خطا وورقيا المنفتح واللامحدود من حيث عدد القراءات والتأويلات التي تتيحها- مسألةَ صلاح ذرية آل «يِِعْزَّى وِيهْدَى» في نقاط ثلاث باقتضاب وتركيز شديدين.
أ- أبناء الشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى»
يذهب محمد المختار السوسي إلى أن عدد أبناء الشيخ الذين من صلبه بلغ سبعة أبناء منهم؛ الولي الصالح، والغوث الفاتح سيدي عبد الكريم بن «يِِعْزَّى وِيهْدَى» ومسكنه ببلد «إد ابراهيم»، وعليه مدرسة يقال لها “أكادير مَقُّورْنْ” وأخوه الولي الصالح سيدي ابراهيم وأخوهم سيدي محمد بن «يِِعْزَّى وِيهْدَى» البغدادي (به عُرِف) فهؤلاء أشقاء أولاد الشريفة بنت مولاي يعقوب المنصور، وهنا يطفو على سطح هذا الملفوظ بعض اللَّبْسِ أشار إليه المرغيتي ولم نستطع أن نقطع فيه برأي، وهو أن الشريفة ولدت الشيخَ نفسه لا أبناءه!! ثم أخوهم سيدي نوح بن «يِِعْزَّى وِيهْدَى» وأخوه سيدي يحيا بن «يِِعْزَّى وِيهْدَى» وأخوهم سيدي علي البُدالي([26])، وتذكر مصادر أخرى أن له ابنا ثامنا اسمه خالد([27]).
ب- العلم في آل “يِِعْزَّى وِيهْدَى”
لقد أشرنا في ما سلف إلى أن “يِِعْزَّى وِيهْدَى” كان مُنبريا للعلم ينهل من معينه ويعلمه غيرَهُ ممن حلوا برباطه، ولا نتنكب عن الحقيقة قيد أنملة إن قلنا إن رؤيا جدته صِدْقَها امتد وتجاوز الشيخَ إلى أبنائه وأحفاده؛ فقد اشتهروا هم الآخرون بالعلم ونبغ فيهم حفظة القرآن الكريم([28]). كما كانوا يبنون المدارس العلمية العتيقة ويولونها عناية واهتماما كبيرين أو تُبنى حول مدافنهم؛ فهذا عبد الكريم بن “يِِعْزَّى وِيهْدَى” حوله مدرسة علمية عتيقة -مثلما أشرنا إلى ذلك فيما تقدم- وهناك منارة علمية أخرى عُرفت باسم أحد أبناء الشيخ هي مدرسة سيدي أبي عبد الله المعروفة ب «سيدي بوعبد الِّلي» ببونعمان ضاحية إقليم تيزنيت([29]).
وهذا سيدي سعيد بن أحمد في «تيركت» من «انداوزال» حوله مدرسة علمية أخرى، وكذا سيدي محمد بن صالح أبو صالح دفين «تِسْفْرِوِينْ» وهو علامة جليل مدرس ما تزال آثار مدرسته وزاويته إلى الآن [يقول المختار السوسي]([30]) أما سيدي جعفر في مقبرة “الركن” فقد ذكر بعضهم أنه رأى مُحَرَّرًا بيده يدل على أنه عالم([31])، وفيما يتصل بسيدي محمد بن سعيد المرغيتي يذهب السوسي إلى أنه كان إماما في علوم الحديث والسير([32])، وقد أخذ عنه بمراكش عدد لا يُحصى من الطلبة وله مؤلفات كثيرة([33]).
وهؤلاء الأبناء كلهم ليسوا بدعا وإنما اقتدوا بأصولهم مثلما اقتدى «عدي بأبيه في كرمه»، خاصة إذا علمنا أن جدة “يِِعْزَّى وِيهْدَى” وهي المرأة كانت فقيهة صالحة([34]).
ج- كرامات وصلاح وجهاد آل “يِِعْزَّى وِيهْدَى”
ينزع العلامة السوسي إلى أن لآل «يِِعْزَّى وِيهْدَى» رضي الله عنهم مناقب كثيرة وكرامات باهرة لا يُنكرها إلا جاهل أو سفيه([35])، فكل منهم له مناقب شهيرة وكلهم صلحاء وهذا الصلاح سارٍ في سائر ذريتهم([36]). ونحتج لهذا بالمرغيتي محمد بن سعيد العالم الذي ما إن يكتب حروفا في جبهته ويدخل بها على أهل الوقت حتى تجاب مطالبه وتُلبَّى([37]).
وهذا سيدي محمد بن صالح أحد حفدة “يِِعْزَّى وِيهْدَى” يحكم على جميع قبائل الجن وعلى الأرواح العلوية والسفلية وعلى جميع العفاريت في البادية والعمارة فتطيعه وتمتثل لأوامره، بل إنه يملك القدرة نفسها على التصرف في مماته مثلما كان يملكها في حياته[!!]، ويستحيي منه جميع الأولياء وقد رُوِيَ عنه أنه إذا غضب على أمر وأمال عمامته تميل الدنيا كلها، وإذا سَواها استوت كما كانت [!!]([38]). ولم يكن مفعول كراماتهم مقصورا عليهم بل ينتفع ويتبرك به كل الخلق والسلاطين الذين كانوا يجمعون كتب مناقبهم في ذخائرهم لأجل صلاح الملك وجلب المنافع وتسخير الخلائق([39]).
هذا عن كرامات ومناقب آل “يِِعْزَّى وِيهْدَى”، أما عن جهادهم ومقاومتهم للاستعمار الإيبيري، وإن لم تحفظ لنا المصادر التاريخية تفاصيل وافية عنه، فلا يُنكره أحد، فقد كانوا فرسانا شجعانا تكاد الصبيان تموت وتُسقط نساء النصارى فزعا من هول صيحاتهم في ساحة الوغى([40]).
فقد توكلت هذه الذرية الصالحة على الله وعزموا وحزموا وجاهدوا في الله حق جهاده، فتحقق لهم النصر على من قدموا البلاد مستعمرين([41])، وتقوم مقابر آل “يِِعْزَّى وِيهْدَى” المنتشرة في الجبال والأودية والسهل والوعر وسواحل البحر وفي بلاد الشرگ والصحراء ودرعة وسوس، شواهد تدمغ وتحج كل من ارتاب أو ساوره شك في جهادهم المستميت والعنيد للمستعمر([42]).
رابعا : على سبيل الختم
ننتهي من خلال ما تقدم إلى جملة أمور هي:
- إن سليل أبي بكر رضي الله عنه الشيخ «يِِعْزَّى وِيهْدَى» كان عالما مجاهدا صالحا ذاع صيته في الآفاق وتجاوز حدود رباطه “أسا”.
- إن ل«يِِعْزَّى وِيهْدَى» من الكرامات والمناقب الشيءَ الكثيرَ ما زال مكنونا في المظان والكتب يتيح قراءات عديدة، ويدفع الباحث إلى توسل عتاد منهجي ينهض على مهاد نظري لمباحث معرفية مختلفة ومتعددة، وقد أتينا على ذكر بعضها فقط.
- إن العلم والصلاح والفضل والجهاد خصال اطردت وتَطَّرِدُ في آل «يِِعْزَّى وِيهْدَى» إلى يوم الناس هذا.
قائمة المصادر والمراجع:
- ابن منظور، لسان العرب، المجلد 14، دار صادر، بيروت، [ط.4]، 2005م.
- تعدد المؤلفين، معلمة مغرب، [ج.2].
- السعيدي، المهدي، ملامح حركة جهادية بسوس والصحراء في القرن التاسع الهجري. أيت إعزى ويهدى بزاوية أسا، ضمن أشغال ندوة: الصحراء وسوس، منشورات كلية الآداب بالرباط، 2001.
- السوسي، محمد المختار، المعسول، [ج.10].
- مسكين حسن، الكرامات الصوفية المغربية، دراسات سيميائية، تأطير وتقديم: جذور للنشر، [ط.1] 2006.
الهوامش:
*- باحث في الأديان وفي الحِجاج – المغرب.
[1]- معلمة مغرب، [ج.2] ص.377.
[2]- السوسي، محمد المختار، المعسول، [ج.10]، ص.172 و173 وانظر كذلك معلمة المغرب، ص.517.
[3]- السعيدي، المهدي، ملامح حركة جهادية بسوس والصحراء في القرن التاسع الهجري. أيت إعزى ويهدى بزاوية أسا، ضمن أشغال ندوة: الصحراء وسوس، منشورات كلية الآداب بالرباط، 2001، ص.78.
[4]- السوسي، مرجع مذكور، ص.172، قال: «لقبه “وِيهْدَى”: إن الله تعالى قرن اسمه بالهداية وجعله ممن اهتدى»، ونحمل نحن شق اللقب الأول «يِِعْزَّى» على الاعتزاز والشعور بالعزة الذي سيظهر في أبيات له سنأتي على ذكرها فيما يُستقبل من البحث.
[5]- السعيدي، مذكور، ص.78.
[6]- معلمة المغرب، مذكور، ص.517.
[7]- السعيدي، مذكور، ص.168، 169.
[8]- السعيدي، ص.169.
[9]- للمزيد من التفصيل في معنى “تجربة داخلية” وأنواع الأسفار الروحية يُنظر: التونسي، هدى، الكرامة الصوفية: مقاربة سيميائية، ضمن الكرامات الصوفية المغربية، دراسات سيميائية، تأطير وتقديم: مسكين حسن، جذور للنشر، [ط.1] 2006، ص.24 و25.
[10]- السوسي، مذكور، ص.169.
[11]- السعيدي، مذكور، ص.79.
[12]- نفسه، ص.79.
[13]- نفسه، ص.88.
[14]- فقد زار يوما، المرغيتي ضريحه والتقى لديه زائرا من تونس، يُنظر: السوسي، مذكور، ص.174.
[15]- السوسي، مذكور، ص.172، إلا أن تاريخ وفاة الشيخ يزيد سنة في وثيقة المرغيتي، فهو يقول: إنه توفي سنة 727هـ [!!]، نفسه، ص.173.
[16]- ابن منظور، لسان العرب، المجلد 14، دار صادر، بيروت، [ط.4]، 2005م، ص.331.
[17]- صليبة، جميل، المعجم الفلسفي، [ج.2]، نقلا عن: التونسي هدى، مذكور، ص.26.
[18]- شهاب، أسماء، اشتغال النموذج العاملي في كرامة أبي علي يعزى بن الشيخ وأبي يعزى يلنور بن ميمون، ضمن كتاب الكرامات الصوفية المغربية… ص.133.
* – نعلم جيدا أن النسبة في العربية لا تكون سوى للمفرد، إلا أن هناك كثيرا من الباحثين جوزوا النسبة إلى الجمع.
[19]- شهاب أسماء، مذكور، ص.134.
[20]- السوسي، مذكور، ص.167.
[21]- نفسه، ص.168.
[22]- نفسه، ص.173 و174.
[23]- السوسي، ص.170، وانظر كذلك السعيدي، ص.79 و84.
* – سنفصل القولَ عن آله وأبنائه وأحفاده في المطلب الموالي.
[24]- السوسي، ص.174.
** – أي البنادق.
[25]- السوسي، ص.174، وانظر كذلك السعيدي، ص.84.
[26]- السوسي، ص.175.
[27]- السعيدي، مذكور، ص.84 و85.
[28]- السوسي، ص.207.
[29]- نفسه، ص.184.
[30]- نفسه، ص.182.
[31]- نفسه، ص.183.
[32]- نفسه، ص.186.
[33]- معلمة المغرب، مذكور، ص.7092 و7093.
[34]- السوسي، ص.167.
[35]- نفسه، ص.179.
[36]- نفسه، ص.175.
[37]- معلمة المغرب، مذكور، ص.7092.
[38]- السوسي، ص.178.
[39]- نفسه، ص.174.
[40]- الحديث عن المجاهد محمد بن صالح بن «يِِعْزَّى وِيهْدَى»، دفين جبل العفو والبركة ب “هرغة” انظر: السعيدي، ص.88 و89.
[41]- السعيدي، ص.78 و85.
[42]- السوسي، ص.167 وكذا السعيدي، ص.82
اترك رد