تونس/ المؤتمر الدولي: المبدعة العربيّة والروحانيّات

تاريخ الفعالية: 25-26-27/04/2019

الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
ورقة العمل للدورة الثالثة والعشرين
لملتقـــــــــــــى المبدعــــــــــــــــــــــات العربيّــــــــــــــــــــــــــــــــــــات بسوســـــــــــــــــــــة

لعلّه ليس في العالم الماديّ أتمّ بنيةً ولا أكمل صورة ولا أحسن تقويما من الإنسان. إلاّ أنّ سيرورة طويلة من ترقّي البشريّة عبر التاريخ الثقافيّ، ومراكمة بني البشر التجارب والخبرات، وامتلاكهم مفاتيح العلوم وأدوات التقنية، وترويضهم الطبيعة وتسخيرهم قواها، كلّ ذلك ونحوه لم يمكّن الإنسان من تغيير واقعه الأزليّ المحتوم وهو أنّه، على علومه و معارفه وإنجازاته الطبيّة واكتشافاته اليوميّة، منذور للفناء، وأنّه، وإن تحكّم في البرّ والبحر و السماء، سائر نحو حتفه ومُلاقٍ المصير نفسه الذي يلاقيه سائرُ من وما يعرفه من الأحياء.
إزاء هذا العجز الكامل أمام حقيقة الموت وتلاشي الوجود الجسمانيّ بالتدرّج على الخطّ الزمانيّ، لم يجد الإنسان بدّا من التفكّر فيما وراء المادّة. ولم يسلك هذا الاهتمام بالميتافيزيقيّ مسلك التفلسف دائما، وإن كانت اللحظات الفلسفيّة لحظات فارقة فيه. فليس تمييز أفلاطون بين الجوهر والعرض، وتمييز ديكارت بين الجوهر المفكّر والجوهر الممتدّ إلاّ امتدادا لحدس قديم لدى البشر بانشطار الكائن الإنسانيّ إلى بعدين جسمانيّ وروحانيّ. ولم يتولّد هذا الحدس إلاّ عن حاجة الإنسان الملحّة إلى إنقاذ جانب منه على الأقلّ من التحلّل والفساد المتربّصين بالأجسام الحيّة. ولئن نقضت الفلسفات الوجوديّة والفينمونولوجيّة هذه الثنائيّة بين الروح والجسد فإنّها لم تنكر وجودها وإنّما بدّلت القول بالإنشطار إلى القول بالوحدة جاعلة الروح والجسد تعبيرين متوازيين في اللحظة نفسها عن ذات الكيان.
ولمّا كان الجانب الروحيّ محتاجا إلى ما يقيم أوده مثل الجانب الجسديّ المتقوّم بالغذاء، فقد أوجد الإنسان منذ آلاف السنين الأساطير ثمّ الأديان إشباعا لحاجياته الروحانيّة، لم تشذّ عن ذلك جماعة من الناس في مشارق الأرض ومغاربها ولم يتفاوت فيه أهل الحضارة المتقدّمة عمّن هم دونهم في سلّم التصنيف الانتروبولوجيّ.
على أنّ موقع الجانب الروحانيّ في حياة الإنسان ليس واحدا عند الجميع. وإنّما يتفاوت قوّة من فرد إلى فرد ومن جماعة إلى أخرى. وليس التديّن وأداء المناسك وإقامة الشعائر بدليل على التشبّع بالروحانيّات. فقد يكون الالتزام الدينيّ تطبيقا آليّا لقواعد في السلوك يغيب منها التواصل الروحانيّ الفعليّ بين الذّات والمتعالي عنها. بل قد يكون سوء فهم هذه التعاليم مزلقا نحو الانقطاع الكليّ عن الروحانيّ وإعلاء مشاعر الخشية الخوف بدلا من مشاعر الحبّ والطمأنينة. وفي مقابل ذلك، قد يكون المارق في ظاهر سلوكه عن التعاليم الدينيّة، المتحلّل في معيشه من واجبات المنهج العقديّ، أقرب ما يكون إلى الروحانيّ، واعيا بمنزلته الضئيلة في الكون الشاسع ساعيا إلى ترتيب علاقة خاصّة بينه وبين ما لا يبصر ولا يلمس ولا تناله الحواسّ مجموعة.
وينبغي أن يُنتبه إلى أنّ التمثّل الشعبيّ للروحانيّات الذي يكاد يقصر المصطلح لأداء مفهوم قريب من معنى التنجيم والعرافة أبعد ما يكون عن مقصودنا في الدورة الثالثة والعشرين من ملتقى المبدعات العربيّات المزمع عقدها بمدينة سوسة التونسيّة أيّام 25-26-27 أفريل 2019 تحت عنوان:
المبدعة العربيّة والروحانيّات
فالمفهوم الذي نبحث عن تمثّلاته في إبداعات المرأة العربيّة أدبا وفنّا وبحثا علميّا هو المفهوم المفرّغ من شبهات الشعوذة وادّعاء قراءة الغيب. وهو مفهوم يتعالى أيضا عن الأديان ويستوعبها في كلّيتها دون مفاضلة بينها باعتبار ها جميعا مسارات مختلفة نحو مقصد واحد هو الوصول إلى الذات الكليّة التي إليها تردّ الذوات الجزئيّة المكوّنة للعالم المرئيّ.
من هذه الزاوية في النظر، يستوعب مفهوم الروحانيّات كما نفهمه التجارب الصوفيّة الإسلاميّة وغير الإسلاميّة، وتندرج ضمنه التعبيرات عن هذه التجارب تعبيرا طُرقيّا وغير طرقيّ. وهو يحيط بكلّ ما يمثّل سعيا على طريق معرفة الذات الكليّة والتوحّد بها. ويسعى الملتقى إلى استقصاء التجارب النسويّة في هذا المجال شعرا وقصّة ورواية ومسرحا وسينما وموسيقى وفنّا تشكيليّا، هدفه تجميع المكوّنات المشهديّة للتعبير الأنثويّ عن العشق الإلهيّ والتوق إلى المطلق والشوق إلى معانقة اللامتناهي والذوق من كأس الوجد.
ونقترح على المشاركات والمشاركين في الملقى أن يقاربوا الموضوع انطلاقا من أحد هذه المحاور:
– هل لاشتغال المبدعة العربيّة بالروحانيّ مميّزات بنيويّة أو مضمونيّة تتيحها الحساسيّة الأنثويّة بما يسمح عندئذ بإفراد منجزاتها في هذا المجال بنظر نقديّ خاصّ؟
– هل تتعلّق تعبيرات المبدعة عن الروحانيّ بتجربة روحيّة حقيقيّة يتخلّق عنها عمل فنيّ أم أنّها لا تخلو من أن تكون غرضا فنيّا كسائر الأغراض المطروقة في الإبداع؟
– فإذا كانت غرضا فما مقوّماته الفنيّة وما تجلّياته في مجالات الإبداع المختلفة؟
– وإذا كانت صياغة إبداعيّة لتجربة ذاتيّة فكيف توفّق المبدعة بين حاجة التجربة الروحانيّة الذاتيّة إلى الكتمان وحاجة الإبداع إلى هتك الحجب وكشف الأسرار؟
– ما هي رهانات التعبير عن الروحانيّ في عالم الحسّ والمادّة والمصلحة العاجلة؟ وإلى أيّ مدى يجوز للناقد أن يعتبر الالتفات إلى الجوانب الروحانيّة توقا إلى الخلاص من توحّش العالم وهيمنة التصوّرات المشيّئة للإنسان وانتشار مشاهد الرعب التي تستثير أسئلة الشكّ والإيمان وتجدّد الحيرة بشأن علاقة الأرض بالسماء.

شروط المشاركة:
– أن يكون البحث أو (الشهادة) متعلّقا بأحد محاور الملتقى.
– تعمّر استمارة المشاركة وترفق بسيرة ذاتيّة وبملخّص عن المداخلة في حدود 250 كلمة.
– ترسل الملخّصات عبر استمارة شبكة ضياء أسفله

ملاحظة:
تتكفّل جمعيّة المبدعات العربيّات بالإقامة الكاملة للمشاركات طيلة أيّام الملتقى من تونس ومن خارجها وبالنقل من المطار ذهابا وإيابا بالنسبة إلى المشاركات من البلاد العربيّة.

رسوم الفعالية؟: لا

مواعيد الفعالية:
– تاريخ الملتقى: 25-26-27 أفريل 2019
– آخر أجل لاستقبال الملخّصات: 28 فيفري 2019
– الردّ على المشاركات المقبولة: 10 مارس 2019
– إرسال نصّ المداخلة كاملا: 5 أفريل 2019

الجهة المنظمة: جمعية
تعريف الجهة المنظمة: جمعيّة المبدعات العربيّات بسوسة جمعيّة ثقافيّة تعقد سنويّا مؤتمرا علميّا في مدينة سوسة التونسيّة بمشاركة مبدعات وأكاديميّات من البلاد العربيّة. الرجاء مزيد التعرّف على الجمعيّة من خلال صفحتها على الفايسبوك: جمعيّة المبدعات العربيّات بسوسة Mobdi3at 3arabiyyet

معلومات الاتصال والتواصل: مقرّ الجمعيّة: سوسة (تونس)
صفحة الفايسبوك: جمعيّة المبدعات العربيات بسوسة Mobdi3at 3arabiyyet
للاتصال عن طريق الواتس: 21652778615+

الدولة / مكان إقامة الفعالية / إسم المضيف: الدولة تونس
مكان إقامة الفعاليّة: أحد النزل السياحيّة بمدينة سوسة
المضيّف جمعية المبدعات العربيّات بسوسة

[contact-form-7 id=”61825″ title=”تونس/ المؤتمر الدولي: المبدعة العربيّة والروحانيّات”]


نشر منذ

في

,

من طرف

الكلمات المفاتيح:

الآراء

اترك رد