الدكتور : زيد خالد محمد الزريقات- الأردن
ملخص
المهدي المنْجرَّة (1933-2014) واحد من أهم المفكرين في تاريخ العالم العربي والإسلامي المعاصَر، عُرف عنه تَفرده وذكاءَه وثقافته الواسعة، عمل في مؤسسات دولية في مراكز مرموقة، له قدرة فائقة على الغَوص في أعماق الواقع واستشراف للمستقبل، مما أعطى لإنتاجه الفكري تَميّزاً ونكهة خاصة تليق به كَفيلسوف ملتَزم بشؤون أمته ومستقبلها.
يرى المهدي في مؤلفه ” الإهانة في عهد الميغَا إمبريالية” بأن الذُلّ شرّ قديم يعودُ لِيُبسط هيمنته على العالم، وإن المهانة غَدت شكلاً للحكم ونَمطاً لتدبير المجتمعات وطنياً وعالمياً. ذلك أن القوى العالمية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، تُمارس الإذلال على بلدان العالم، حيث تَنصاع لذلك كثير من الدول من غير اعتراضات، قبل أن تُمارس هذه الدول الإذلال بِدَورها على جماهيرها ذاتها، لهذا فإن الأخيرة تُعاني من ذُلّ مُزدوج يَنضاف إليه ذُلّ ثالث هو الذُلّ الذاتي ويتمثل في الامتناع عن الفعل. ويرى المهدي بأنّ الإهانة تنبع من إرادة واعية في التعدّي على كرامة الآخرين، وليس فقط من الهيمنة، ويشير إلى أن هذا الشَطَط الميغا إمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتحالفاتها ذات الهندسة العولمية المتنوعة، يُعدُّ شكلاً جَديداً من أشكال الفَاشيّة، التي لا تترك حيزاً كبيراً للتسامح واحترام الآخر، بل ولا تترك حيّزاً للعدالة أيضاً، وهو سلاحاً مدمراً مُوجّهاً ضد الكرامة الإنسانية.
ويرى المهدي بأن هذا هو إرهاب الدولة الذي يُمثّل الأداة الجديدة للدولة الفَتّاكة، الذي أصبح يُسمَّى النظام العالمي الجديد. وأن هذا الإرهاب بِنِظَامه العالمي الجديد قد مَارس أعتَى أنواع الإذلالِ على شعوبِ العالم العربي والإسلامي في الوَقت الراهن، وأن مليار و 600 مليون شخص مسلم قد تعرّضوا للمهانَة، وقُضيَ على ملايين المسلمين. وأن حاضر الأمة عبارة عن سلسلة لا متناهية من المَهانات والمَذّلة. فعلى المستوى السياسي ظل تحت وطأة النزاعات الجهوية وغياب المؤسسات الديموقراطية، وفي المستوى الاقتصادي نُلاحظ فشلاً شاملاً لِنَماذج التنمية التي فرضتها المحافل الدولية في أغلب بلاد العالم الإسلامي، وهذا الانهيار هو المستديم وليس التنمية.
ويشير بأنه يأتي بعد ذلك الاستلاب الثقافي الذي يمكن اعتباره الذلّ الأكثر خطراً على المستوى البعيد، لأن الأمر يتعلق بعدوان على أنظمة القيم. يَنضاف إلى ذلك أزمةٍ أخلاقيةٍ ناجمةٍ عن الفقرِ والأمّيةِ وغياب العدالةَ الاجتماعية وخرق حقوق الإنسان في معظم بلدان العالم الإسلامي، وهذه العوامل الخارجية والداخلية تتجلى للعيان وتختل المجتمعات إلى حد الانفجار وهذا ما اسماه انتفاضات، فالانتفاضات حتمية في العالم العربي والاسلامي.
ويتساءل: أين حُكَامنا، أين مُثقفونا، أين مُبدعونا كيف نفسر سكونيتنا الخاصة والقبول بمذلة وطنية ودولية كهذه؟ متألماً، يقول إنه لم يَعدْ أحد يقوم برد فعل إزاء إهانة المقدسات وتدنيس المعتقدات. ويختتم بقوله إن الذل الأكبر في نهاية المطاف حين لا نعود عارفين لمعنى الذل.
قراءة في فكر المهدي المنجرّة في مؤلفه:
“الإهانة في عهد الميغا إمبريالية”
“فالذل الأكبر في نهاية المطاف حين لا نعود عارفين بمعنى الذل” – المنجرّة
المقدمة
يَنصبُّ اهتمام المهدي المنجرَّة في مؤلفه الإهانة أو المهأنة في عهد الميغا إمبريالية على ما يمكن تَخليصُه بـ “الذل” أو “المهانة”. حيث يرى بأنه شرّ قديم يعود ليبسط هيمنته على العالم. فقد غدت المهأنة شكلاً للحكم ونمطاً لتدبير المجتمعات وطنياً وعالمياً. والذل لغة نقيض العز، وأصل هذه المادة لغة يدل على الخضوع والاستكانة، واللين، والإذلال ولا يكون هذا إلا من الأعلى للأدنى. إما اصطلاحاً فالذلّ: خُضوع في النفس والاستكانة من جرّاء العجز عن الدفع. (الدرر السنية/معجم المعاني). أما معجم روبير فيعرف الذل “فعل الإذلال الواقع على الغير أو على النفس”. المُهانة مصدرها هان بمعنى استذلال، استضعاف، احتقار، ذل، عجز، خنوع، مذلة. وعكسها الاحترام، الكرامة، المجد، والعزة. (المنجرّة، الاهانة، ص7).
يرى المنجرّة أن العولمة هي إحدى وسائل الإهانة والإذلال فهي رؤية غربية للسيطرة على دول العالم الثالث بشكل تصير فيه هذه الدول مسلوبة حضارياً وتابعة إقتصادياً. وهذه الحال حسب تعبير المنجرة هي أخطر من نظام الحزب الواحد ومن النظام الديكتاتوري. ومن مظاهر العولمة الغزو الثقافي لدول العالم الثالث وفرض القيم الغربية على الشعوب الأخرى. (المنجرة، انتفاضات، ص 57).
يُحاجج المنجرة بأن العولمة خلقت شكلاً جديداً من العَجرفة بمعاني التفوق والاستعلاء والإذلال، فهي ظاهرة صرفة لواقع الاستلاب الثقافي باعتبار أنها كانت وراء العديد من مظاهر اللاتكافؤ والظلم بين المجتمعات والأُمم. لقد أغنت العَولمة الغني وافقرت الفقير في كل بلدان العالم، وليس من المدهش أن أكثر ردود الفعل عنفاً ضد العولمة صادرة عن جماهير البلدان الأكثر تطوراً. (المنجرة، الإهانة، ص 35).
الدكتور المهدي المنجرة (13/شباط/1933م) – 13/حزيران/2014م) تخرج من كلية لندن للاقتصاد/ جامعة كورنيل. مفكر وعالم اجتماع عربي مغربي ومختص بالدراسات المستقبلية. يعد احد اكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية. شغل مناصب قيادية باليونسكو 1961-1979، عمل في التدريس في عدة جامعات دولية: فرنسا، انجلترا، هولندا وايطاليا واليابان، وعضواً في عدد من المنابر والمؤسسات الدولية.
يُبيّن المنجرة أن الترجمة الواقعية الصحيحة للعولمة هو الاستعمار الجديد الشمولي فهي تُعدّ المكافئ الموضوعي للاستعمار الكلاسيكي ولكن بأدوات جديدة وخطاب حداثي جديد. استعمار بدون لون وبدون راية وبدون جواز، تقف وراءَه الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلى تشتيت مجتمعات العالم الثالث أكثر مما هي مُشتتة، والعولمة على عكس ما تُنادي به من انفتاح، هي الانكماش الحقيقي لأنها تسعى إلى تطويق حركة الآخر وحصاره في إطار المركز الذي يتمثل بالقوى الفاعلة في العولمة، ومن ثم فإن العولمة في واقع الأمر هي الأمركة، وما دون هذا المفهوم يُعدّ تزييفاً وخداعاً. حتى يتسنى للعولمة تحقيق مآربها المرتبطة حقيقة بالأخلاق أو القيم وليس الاقتصاد كما يُدّعى. فالولايات المتحدة تسعى إلى فرض قيمها واخلاقياتها وأسلوب حياتها على حضارتنا، حضارة العالم الاسلامي، وما الاقتصاد الا واجهة لإخفاء المآرب الحقيقة للعولمة المتمثلة في النفوذ إلى حياة المجتمعات لاستمرار بسط الهيمنة والتحكم والاذلال عليها. (المنجرة، انتفاضات، ص 84).
بربرية العولمة
العولمة باختصار هي الإهانة، العولمة اصطلاح يُرادف الأمركة لا بل يترجمها، فهو من سلالة الاستعمار ومن جنس الارهاب. لأنها سياسة استعمارية تهدف إلى الحفاظ على مصالح مبتدعيها على حساب تعميق ازمات شعوب العالم الثالث عن طريق الضغط العسكري والاقتصادي وفرض أَساليب التحكم بهذه المجتمعات عن طريق الشركات متعددة الجنسيات التي انخفض وتقلص أمامها دور الدول والحكومات لما تَملكه من مال وسلطة تفوق حتى سلطة الدول المتواجدة فوق أَراضيها. (المنجرة، انتفاضات، ص 88).
يقول في هذا الصدد مجدي ممدوح “والآن تتعالى الأصوات لتعميم وعولمة النموذج الرأسمالي بما يعرف بظاهرة العولمة. والعولمة في جوهرها هي محاولة الرأسمالية المنتصرة فرض نموذجها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي على عموم العالم. وهكذا أصبحت الرأسمالية المعولمة تشكل أعتى قوة ظهرت عبر التاريخ الإنساني بأكمله. ليس بسبب القوة والتماسك المعرفي والنظري للنموذج الليبرالي، بل بسبب حجم القوى التي تتبنى هذا النموذج وتقف خلفه، إن انهيار النماذج الاخرى وانزوائها يعني ببساطة أن ميزان القوى قد مال لصالح الرأسمالية وتحالفاتها ولا يعني البتة أن النموذج الليبرالي هو الأصلح والأفضل لخير الإنسانية. (مجدي ممدوح ص 124).
ولكن في مقابل هذا النقد العنيف لحركة العولمة وقواها، فإن المنجرة يُحذّر من الذهاب نحو الانفلاق، فيقول ” أنا لا أدعو إلى أن ننغلق على أنفسنا وأن نعيش مُنكمشين في هذه العالم، فهذا خطأ جسيم، ولكن أُطالب على أن يبقى لنا حدّ معين لا ننزل تحته أبداً، في أخذ القرار، وفي تقرير مصيرنا الاجتماعي والسياسي والمطبخي والفني والجمالي. إن التعامل والتعاون مع الآخرين ضروري، ولكن على أساس أن يكون لنا كياننا الخاص، وأن تكون لنا قوة تحمي هذا الكيان. (المنجرة، انتفاضات، ص 95).
يُنَظّر المهدي المنجرّة إلى أن انطلاقة النظام العالمي الجديد “الميغا إمبريالية” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية جاء بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1989، وانتهاء الثنائية القطبية التي سادت في الحقب المنصرفة من تاريخ العلاقات الدولية، فقد تكرّست هيمنة قوة عظمى وحيدة جبارة هي الولايَات المتحدة الأمريكية على مسرح الأحداث في العالم، ولكنها بحكم بنيتها وعقيدتها السياسية الكولونيالية بالمعنى المعاصر لهذه الكلمة لا تنفك باحثة عن عدو استراتيجي جديد، وهي كما يرى المنجرَة مواجهة حضارية أكثر منها سياسية واقتصادية، بدأتها هذه الميغا إمبريالية بمفهوم الحرب الوقائية، لكن السبب الحقيقي هو ببساطة الرغبة في استعمال القوة بكل أشكالها وتعابيرها، للتأكيد على عولمة العالم، والتحضير لإعادة رسم خريطته. ويقول المهدي المنجرة وأن كان اهتمام الميغا إمبريالية يتركّز على منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المشاكل لن تقتصر على هذه المنطقة وانما ستمتد لباقي بلدان العالم بما في ذلك أوروبا محاولة أَمركتها وتطويعها. (المنجرة، الاهانة، ص 155-157).
وينظر المنجرّة إلى الساحة الدولية الحالية باعتبارها مشهداّ سياسياً تتقاسمه قوة مهيمنة هي الولايات المتحدة الأمريكية وتابع ذيلي لها يتمثل في باقي بلدان العالم، ويبقى هذا التابع مسكوناً بالخوف وخاضعاً كلياً لها. ويعتقد أن العلاقات قوية بين العسكرة الإعلامية الموجهة ضد الاسلام والسياسة الامريكية المتعطشة للهيمنة التي زادت حُدّتها بعد أحداث 11 سبتمبر فإن لم تكن تحدث هذه، هناك خطة مُعدّة سلفاً قصد التحكم وإحكام القبضة على العالم. وإن أمريكا مستعدة دائماً لاستعمال ترسانتها العسكرية، لكنّها تستخدم استراتيجية جديدة لغزو العقول، تتمثل في نوع من الامبريالية الثقافية الجديدة، وتستخدم كذلك سلاحاً مدمراً أكثر خطراً من القنابل النووية هو سلاح الخوف، “الرها بقراطيه”، أي بممارسة الحكم بواسطة الخوف والتخويف. إن فرض حالة من سيكولوجيا وسواس انعدام الأمن غدا طريقة في السياسة، وسبيلاً إلى التحكم كلما طاب لهم التدخل في مصائر الشعوب. أي اصبح الخوف وسيلة للتدبير السياسي على المستوى الوطني كما على المستوى الدولي. (المنجرة، الاهانة، ص 14,15).
إنها حرب القيم، هذه منطقة أجاد المنجرة الحفر في طبقاتها وكانت الحصيلة عنده: “إنه في المستقبل ومنذ الآن، الناس لن تتحارب على المواد الخام ولا على النفط ولا على الأموال، بل ستتحارب على من يوظف قيمة ويضغط على الآخرين لبسطها عليهم. وهذا النوع من التحليل نجده عند إبن خلدون، الذي يقول بانه عندما تتغلب قبيلة على قبيلة أخرى، فأول شيء تقوم به القبيلة المنتصرة هو فرض قيمها، ونجد أن القبيلة الخاسرة تظن أن قوة الأخرى هو في لباسها أو في لغتها أو في سلاحها، وبذا تنشأ حركة التقليد، وهذه في لغتنا المعاصرة هي العولمة، فالعولمة ليست حركة خاصة بالاقتصاد ولا الليبرالية، بل كيف تفرض علينا قيمها. فالحرب هي حرب قيم أو قل هي حرب حضارية، فبوش الأب قال في عام 1990 ما يلي: “لا يمكن أن نسمح لأي كان أن يمس قيمنا ونوعية حياتنا”، ثم جاء بوش الابن وأكد على نفس المقولة، أي أنها حرب قيم على عالمنا العربي والإسلامي بامتياز. (المنجرة، المهأنة، ص 116).
مستقبليات تداعي العولمة
يُنظّر المنجرّة في موضوع تفوق الولايات المتحدة الامريكية “إن تسوية القضايا الدولية الرئيسية، تستدعي مبادرة تقودها القوى العظمى الوحيدة بمعية بعض التكتلات المكونة من الدول الكبرى الأخرى، ومن البديهي أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة المتفوقة في كل مجالات القوة، ونتج عن ذلك تراتيبية السلطة في العالم الجديد لـ “السياسة الكونية”. فبعد القوة العظمى الوحيدة، نجد في المرتبة الثانية “القوى الإقليمية المهمة” وفي المرتبة الثالثة ” القوى الإقليمية الثانوية”. وهناك 15 دولة تنتمي لهذين الصنفين الأخريين، ولا يتوقع أي ترتيب خاص بالنسبة لأكثر من 180 عضواً ضمن المجموعة الدولية، اللهم إلا إذا ما تم تصنيف هؤلاء الأعضاء، ببساطة عن طريق الإقصاء في خانة “الآخرين”. هكذا، فإن قوة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بساكنتها التي تناهز 250 مليون نسمة أي أقل من 5% من ساكنة العالم، تجد نفسها بفعل “عولمة” القوة، في وضع قائم على قيادة العالم حسب هواها وبدون أن تترك للآخرين المنقادين أدنى إمكانية للطعن. (المنجرة، قيمة القيم، ص 75,76).
وبناءً عليه فإن القوى الإمبريالية قد احتجزوا الكوكب الأرضي، واحتلوا البلدان ورشوا الحكومات واشتروا عقول وأقلام جزء لا يستهان به من إعلاميي ومثقفي جنسيات العالم الثالث، وعبدوا الطريق أمام شركاتهم المتعددة الجنسيات للاستحواذ على جزء هام من المقاولات العمومية، وبالتالي إضعاف الاقتصاديات الوطنية لبلدان العالم الثالث، مع تعميق التفاوتات السوسيو اقتصادية بها. علاوة على ذلك فهم وقعوا عقد تأمين لفائدة الحكومات غير الديموقراطية، والتي لا تمثل لها، عقد تأمين للحياة ضد إرادة شعوبهم نفسها. فالعولمة تعني، العملية التي يتم بواسطتها – بمساعدة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، تنظيم نزع ملكية الشعوب بمباركة الزعامة المحلية التي لا يفوتها الاغتناء بالمناسبة. (المنجرّة، قيمة القيم، ص 77).
ومن قراءته للمستقبل، تنبأ بتدمير العراق من قبل الميغا إمبريالية، تدميراً غير قابلاً للوصف، وهذا ما حدث واقعاً. وأشار إلى أن التحضيرات ستشمل ايران، لأنها لابد أَن تكون في صميم سياسة إعادة رسم خريطة العالم، وهذا ما يجري التحضير له هذه الأيام. أمّا اسرائيل فيبدو أنها ستصبح الدولة المحورية في هذه المشروع الإمبريالي الامريكي الجديد، الذي سيعزز احتلالها لفلسطين ودورها كشرطي في المنطقة العربية، وستكون إسرائيل معنية بأنشطة بترولية متعددة، مثل بناء الخطوط لأنابيب من العراق والخليج العربي إلى شواطئ فلسطين المحتلة، ويرى بأن الخاسر الأكبر ستكون العربية السعودية، في أي عملية تغيير في المنطقة. (المنجرة، الاهانة، 75,98,99).
قرأ المنجرّة في عام 2003 بأن مستقبل المنطقة سيكون:” بالنسبة للسعودية هنالك ضغوط عليها، وأنها والدول التي هي أقرب من غيرها إلى الولايات المتحدة الامريكية، وخدمت أمريكا أكثر من غيرها، ستعرف ضغوطاً أكبر، وبالتالي فالسعودية ومصر سيحدث فيها تغييرات، وهذا ليس حباً في التغيير في هذين البلدين، ولكن نعرف كيف يستخدم الاستعمار دول العالم الثالث، يستغله ويستعمل حكامه إلى درجة فاحشة، وعندما يجد أنهم لم يعودوا قادرين على الدفاع عنهم لمدة أطول، فإنه يرمي بهم، ويأتي بجيل آخر يوصله إلى الحكم.” (المنجرة، الاهانة، ص 100,245).
المنجرّة يرى أن أَمريكا كما مثلها مثل العديد من القوى الغربية تخشى من عمليات الدمقرطة في العالم العربي والإسلامي، لأنها ستُحدث حتماً تغييراً جذرياً في السياسات الخارجية للأنظمة الحالية. وأنه بدون دعم من الولايات المتحدة وبعض القوى الكولونيالية السابقة، فلن يبقَ أغلب الذين يحكمون العالم العربي حالياً في السلطة بضعة أشهر. وأن أكثر من نصف البلدان العربية، ترابها وقواعدها الجوية مفتوحة ومستباحة من الجنود الأمريكيين، وللتسهيلات الاستراتيجية والعسكرية. (المنجرة، الاهانة، ص 229).
بيد أن المنجرة لا يشك ولو للحظة واحدة في أن التغيير في بلداننا آت لا محالة، لكنه كان دائم السؤال عن مدى كلفة هذه التغيير. وكان يتشبث بأحقيّة الشعوب في كرامتها وأحقية الأوطان في استقلاليتها الذاتية وَمقاومتها ضد التبعية، حيث كان يرى في الاستعمار الديماغوجي أشرس وأضرّ بكثير من الاستعمار الجغرافي. ويؤكد أن الشعوب العربية والاسلامية لا يمكن أن تبقى مُغرّراً بها للأبد، وأن الإهانة لا يمكن أن يقبلها شعب لفترة طويلة، وأن الدفاع عن الكرامة لا يمكن إلا أن يثير ردود فعل قد تكون عنيفة في طبيعتها، وتوقع أن تندلع انتفاضات في كل الوطن العربي والإسلامي، مُخلفة ثمناً اجتماعيا وإنسانياً كبيراً، وهذا ما حصل ويحصل الآن. (المنجرة، الاهانة، ص 10,51,95).
المنجرة يَجد دائماً أن التحرر لا يأتي أبداً من الخارج، وهذا هو الدرس الذي سوف تستخلصه الشعوب العربية والإسلامية. وعليه فإن منظمة التحرير الفلسطينية سائرة إلى الفناء، لأنها تنازلت كثيراً دون الحصول على نتائج ملموسة للفلسطينيين الذين يعانون من إحدى أكبر المظالم في التاريخ المعاصر. (المنجرة، الاهانة، ص 91).
في عام 2002 تحدث المنجرّة عن فكرة نهاية سيطرة الإمبراطورية الامريكية، فقال بأن الولايات المتحدة الامريكية ومهما كانت الطريقة التي سَيُعاد بها رسم خريطة العالم الجديدة، فإنها ستدخل في مرحلة انحدار، لأنه لا بد أن تأتي لحظة الحقيقة وستكتشف شعوب العالم الإسلامي كيف تكون التحالفات الحقيقية، وفي نهاية المطاف هذه التحالفات ستكون ذات طبيعة حضارية صِرفة. وإنه لا يجب أن يكون هناك اندهاش من الكيفية التي سيرد بها أكثر من مليار وستمائة مليون شخص على الشرخ الثقافي دفاعاً عن كرامتهم. وإلا سنكون قد ساهمنا في تزوير التاريخ عبر عملية نسيان مقصودة واعتقاد سيء. كيف لا ونحن نرى تحالفاً دولياً من أجل الدمار الشامل للحياة والذاكرة والبيئة والحكم، عبر سياسة الحرب الضروس ضد الأمة الاسلامية وقيمها، التي تمثله الكنيسة الإنجلكانية التي تحتضن جماعات اليمين المسيحي المتصهين والمتطرف، ونرى تأثيرها في العالم وأفكارها المتطرفة المبثوثة في قلب السياسة الأمريكية وكره وحقد مناصريها العميق للإسلام والمسلمين. (المنجرة، الاهانة، ص 17,123).
اكتسبت هذه الروح العدوانية لدى أمريكا مسحة أو عقيدة دينية، وعلينا أن نتذكر هنا بوش (2001) وهو قائل بأن الله دعاه إلى تجديد العالم واستغلاله، ودعا إلى حرب صليبية على أمتنا. محاولين بذلك محو ذاكرتنا وضميرنا الجمعي وصب ادمغتنا في قوالبهم وعولمتهم. وأن تحقيق هذا الخيال المريض أمر متعذر، والتجربة أثبتت عما في هذا النهج من أوهام، وأنه ليس في إمكان الميغا إمبريالية تبديل عقائد الناس ولا الله ولا الأرض ولا الناس. (المنجرة، الإهانة، ص 40,41).
الطريق إلى المستقبل
تقع علينا إذن مسؤولية كبيرة ودورنا في الهزيمة أكبر من دور الميغا إمبريالية، لأن قوة القوى الإمبريالية ليست في الأسلحة فقط، وإنما في ضعفنا، في عدم شجاعة معظم زعمائنا السياسيين وخنوعهم في بلداننا، وكذلك في عدم تحرك جزء كبير ممن يمكن أن يُسمّوا بالنخبة. ويرى بأنه لا حياة لنا بغير تحالفات متينة بين أمتنا في الخارج وسلم ثابت في الداخل، لأننا سنكون عاجزين عن مقاتلة أعداءنا في الخارج، إذا ما وجب علينا أن نقاتل أعداءنا في الداخل. وإلا ستغرق أمتنا في العبودية زمناً طويلاً وتفقد حقها في صنع تاريخها. (المنجرة، الاهانة، ص 124).
ويتساءل المنجرّة عن مفهوم الديموقراطية، ويقول بأن مشكلتنا الأولى هي غياب الديموقراطية، ونحن نؤدي الثمن غالياً لقاءَ غيابها، طبعاً وهو لا يقصد ديموقراطية الواجهة، ولا ديموقراطية وجود الأحزاب التي تعقد مؤتمراتها وتنتخب أمنائها العامين، وتشارك في انتخابات نزيهة أو غير نزيهة، وإنما ديموقراطية كمنهج عمل، أي أن نستنشق الديموقراطية وحرية التعبير. وفي سياق تشخيصه وتحليله للوضع في عالمنا العربي والإسلامي، يُؤكد المنجرّة بانه لم تعد لدينا أية شرعية (وهذا ما حصل في نقل السفارة الامريكية إلى القدس، وموقف الولايات المتحدة من المستعمرات في الضفة الغربية، والجولان)، وهو ما يسميه بالفاشية العالمية الجديدة القائمة على النفوذ والشطط في السلطة. (المنجرة، الاهانة، ص 125,126).
أما عن التخلف، فيقول المنجرّة: “إن التخلف هو قبل كل شيء نوع من الهوة ما بين الوقائع وتوقعها. فإذا كنا نستغرب حين تقع الواقعة، فهذا تخلف وبرهان على عدم التوقع وانعدام نظرة على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد، ودليل على عدم وجود رؤية، واننا فقط نعيش من يوم لآخر، وبرؤية الآخر، وباستراتيجية الآخر وأنه والحالة هذه لا يصدر عن المتخلف الا رد فعل وليس المبادرة الأولى. (المنجرّة، الإهانة، ص 115).
يرى المنجرّة بأننا نعيش في مرحلة تطرح علينا فيها تساؤلات كبرى، تمثل امتحاناً لعالمنا الإسلامي، مشيراً إلى أن هناك تشاؤم، وهو أنه لا يمكن أن نصل إلى حالة ذل أكثر مما وصلنا إليه وهو ما يسميه الذلقراطية. حيث أن معظم حكامنا يقبلون الذل ممن هم أقوى منهم، من الميغا إمبريالية الامريكية وإسرائيل، ويسقطون الذل علينا كشعوب، والشعوب تقبل الذل من حكامها، فنحن إذن أمام ذل مُركّب أو ذُلّ مُضاعف. فقد وصلنا إلى حد لم يَعدْ محتملاً، إننا مضطرون للتفكير في إصلاحات جذرية ولا مفر منها. وأَننا مهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله، أذلنا الله. وذلنا كذلك بتقديس الأشخاص وتأليههم. وإن الكرامة والصراع ضد الإهانة يَتمّان من خلال نزع الطابع المقدس عمَا هو مُفتعل وغير مقدس أصلاً. (المنجرة، الاهانة، ص 15).
لذا فالهوية هي إذن مرجع ضروري كما يرى المنجرّة لأنها أشبه ما تكون بمفاتيح لا يمكن العيش بدونها، لكن ليست مفاتيح الهوية التي نتحدث عنها مفاتيح هوية القرون الوسطى، لأن الحياة أو الحضارة قائمة على التغيير، لكن إذا لم يكن لدينا ماضِ، ولا مرجعية، ولا رؤيا مستقبلية ولا حرية، فلا مستقبل لنا بالتأكيد. (المنجرة، ص64).
خلص المنجرّة إلى أن التغيير في العالم العربي والإسلامي واقع لا محالة، ولن يتحقق إلا عبر ثلاثة مشاهد، فالأول هو بقاء الاشياء على حالها، وهذا محال، والثاني: هو الإصلاح، الذي انتهت فترته وكان يمكن تحقيقه خلال السنوات الماضية وكذلك فإن أي إصلاح سيكون جزئياً، ولا يمكن أن يؤثر على الكل المأزوم. أما المشهد الثالث فهو التغيير الشامل الذي يمكن تحقيقه عبر احتمالين: إما من خلال وعي حقيقي ومسؤولية كاملة من أصحاب القرار تجاه مستقبل بلدهم، وإما اللجوء إلى ما يسمى القطيعة، لأن الإهانة لا يمكن أن تقبلها شعوب المنطقة العربية والإسلامية، لذا ستندلع انتفاضات جديدة قد تكون عنيفة وستخلف ثمناً اجتماعيا وإنسانياً كبيراً. (المنجرّة، الإهانة، ص 184).
يقرأ المنجرّة أن المستقبل يحمل متغيرات واقعة لا محالة، وهي بداية الانحطاط الأَمريكي، حيث اشار إلى أن الاقتصاد الامريكي في تراجع مضطرد في مقابل اقتصاديات دول اخرى ناهضة ، ويرى بأنه لولا الاستثمارات اليومية وملايين الدولارات التي تأتي من اليابان وأوروبا والشرق الأوسط لكانت أمريكا في وضعية صعبة للغاية. ويقول بانه عندما تحس دولة بالنهاية الوشيكة وهذا ينطبق على الأشخاص، فإن الذاتية والجوانب العاطفية يتحكمان في العقلانية ، اثناء اتخاذ القرارات مهما كانت خطورتها، ويرى بأن الانهيار سيصيب ما يسمى ثقافة أو حضارة الغرب، وإن الرؤية العرقية المتمركزة على الذات التي تتميز بها الحضارة الغربية سائرة لا محالة إلى الزوال. نحن، الآن، نؤدي الثمن عن الإهانة التي لحقت شعوبنا أيام الاستعمار، وحين ذهب جاء استعمار جديد مُشكّل من تحالف بين الميغا امبريالية وحكامنا الجدد، الذين عملوا على إفساد شعوبهم، فإلى أين نتوجه؟ الآن انتهى دور الشعوب في دفع الثمن، فقد ساهمت بما استطاعت ولا يمكن لها أن تستمر على نفس النهج. نحن نعيش مرحلة صعبة، وستحدث بها عواصف وانعطافات لا ندري أين ستبدأ ولا أين ستنتهي، أمّا الاستقرار أو الجمود أو البقاء على الحال فإنه من المحال، إذ هو ليس موجوداً لا في الطبيعة ولا عند البشر. (المنجرة، الاهانة، ص 123,126).
ويختتم المنجرّة القول:” ولكن لا يجب أن نلوم دائمًا الآخر، أنا الآن وصلت إلى بعض القناعات وهو أن لنا جزءاً كبيرا من المسؤولية، ذلك أن دولاً في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية تعيش نفس الظروف، لكن لها نوع من التحرر ( وأنا اضيف أن تركيا لها موقف حر وثابت ومُصمِّمْ، ويحق لكل تركي أن يفخر به). أن المسؤولية لا تعود فقط إلى الحكومات عندنا بل أيضاً إلى النُخب، ولولا هذا النوع من النُخب التي عندنا ما كانت هذه الحكومات، ويكفي أن نجد في بعض الدول العربية والإسلامية نُخب ثقافية في معارضة مع الحكومات. وتمرّ هذه الايام وتجد هؤلاء المعارضين في الصف الأول في الحكومات ويستعملون لغة اخرى، وهكذا فإن الجزء الأكبر من المسؤولية تقع على نخب المثقفين، وهم نوعان: فئة تتعامل مع الوضع كما هو بانتهازية وأحياناً بارتزاق، وفئة أُخرى لا تتحرك وتقبل بالأشياء كما هي. (المنجرة، انتفاضات، ص 175).
إما عن مفكرينا، يرى المنجرّة أن الإخفاق هنا يعود إلى أن نسبة المرتزقة منهم والانتهازيين ليست بالهينة سواء داخل بلداننا الإسلامية أو خارجها، ولدى هؤلاء قابلية لأن ينصب نفسه أو تنصبه جهة غربية منظراً إسلامياً أو خطيباً أو اختصاصي في شؤون الأسرة والمرأة، هذه معضلة تعاني منها مجتمعاتنا في ميادين العمل بالمجتمع المدني، فجزء لا يستهان به منه ممول من مؤسسات مشبوهة، تخدم أغراضاً معادية لشعوبنا. (المنجرّة، الإهانة، ص 176,178).
ويضيف المنجرة: “إني عبرت منذ مدة طويلة عن خشيتي على بعض البلدان العربية والإسلامية، لأن حتى بعض ديموقراطييها يقلبون قواعد الديموقراطية عندما يتعلق الأمر بالوصول الى السلطة او الحفاظ على المنصب. (المنجرة، انتفاضات، ص301).
وجوابا على ما العمل إذن؟ يقول المنجرة: ” علينا البحث على الطريقة الملائمة لدفع الجماهير في عالمنا العربي والإسلامي إلى المشاركة، حتى تستطيع أن تقول لك ما يلزم عمله. والحال هذه أن ما يتميز به نظامنا الحالي هو أننا نشتغل “بالتفقيرقراطية” أي الفقر يصبح نظامنا للتدبير والحكم، وهو ما يفسر تفاقم هوة الفوارق من الاستقلال إلى يومنا هذا. ومن ناحية أخرى، يتميز نظامنا بأولوية “الجهلقراطية” ذلك أن مالا يقل عن 57 بالمائة من نسائنا أُميات، في الوقت الذي نتحدث فيه عن مجتمع المعرفة؟. والمعيار الثالث للنظام في عالمنا العربي والإسلامي يتمثل بـ”الشيخوقراطية”. فحين ننظر إلى هرم الأعمار فإننا نلاحظ إلى أي حد تنقصنا الديموقراطية في توزيع الاعمار باعتبار أننا محكومين بأناس شيوخ في حين أن ثلثي الجماهير شباب، أما المسألة الأخرى لنظامنا فهو ما أُسميّه الكذبقراطية، أي حين يغدو الكذب شكلا للحكم. فالكذب خطير لأن ذلك الذي يكذب يبدأ في الاقتناع بأنه على حق وأنه لا يكذب. وحين يقوم المرء بذلك فإنه يفقد كل مصداقيته”. (المنجرة، الإهانة، ص159).
وأرى بأنه من المناسب الإشارة إلى أهمية لما انجز المنجرة في ساحة الفكر، كمفكر تنويري وحر، عايش الأزمات العاصفة التي ضربت في غير مكان وعلى غير صعيد، فهو إذ رحل عن عالمنا، فإن مؤلفاته التي فتحت آفاقاً خصبةً للتفكير، باقية، ما دام هناك قرّاء وباحثون يعملون عليها، بقراءاتهم المثمرة والفعالة، على النحو الذي يسهم في تغيير خريطة المعرفة وعلاقات القوة، حيث دشنت كتبه تحليلاً لواقع أمتنا واستشرافا لمستقبلها، وأجاد في تحليل علاقتنا بالغرب بصورة موضوعية سلط فيه الضوء على عجرفة وأنانية ومركزية الغرب، وخطط استراتيجياته المبنية على القوة والهيمنة وخاصةً الميغاامببريالية الامريكية التي انتجت العولمة الفاشية وأدواتها البربرية.
وأختم بالقول: نحن العرب قد عشنا عقوداً طويلة نصنع الوهم، لا سيما كثير من مفكرينا ومثقفينا، وكذلك المنشغلين بالعمل السياسي والديموقراطي، عندما اعتقدنا أن الدول العربية بأنظمتها المختلفة ونُخبها السلطوية قادرة على صياغة مشروع تحرري ديموقراطي سياسي واجتماعي لدولها ومجتمعاتها، لكنني أجزم اليوم وبعد كل هذه الأحداث التي عصفت وتعصف بدولنا العربية، أن السلطة العربية لا تمتلك غير مشروع واحد أو أحادي، هو مشروع السلطة فقط، وكيفية إدامة هذه السلطة، بل وتوظيف المجتمع والدولة والمؤسسات لخدمة هذا المشروع.
المراجع:
- مجدي ممدوح، توظيف الايدولوجيا في مجابهة العولمة، مجلة أفكار، عدد 286، عمان – الأردن،
- المهدي المنجرّة، انتفاضات في عهد الذلقراطية، منشورات البوكليني، القنيطرة، 2002.
- المهدي المنجرة، الاهانة في عهد الميغا امبريالية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2004.
- المهدي المنجرة، الحرب الحضارية الأولى، منشورات عيون الرباط، الرباط، 1991.
- المهدي المنجرة، حوار التواصل، منورات شراع، طنجة، 1996.
- المهدي المنجرّة، القدس العربي، مطبعة ليلى، مراكش، 1996.
- المهدي المنجرّة، قيمة القيم، مطبعة النجاح|، الدار البيضاء، 2007.
- المهدي المنجرة، من المهد إلى اللحد، الدار البيضاء، 2003.
- المهدي المنجرة، مسار فكر، مشورات ليلى، مراكش، 1997.
- المهدي المنجرّة، عولمة العولمة، منشورات الزمان، الرباط، 1999.
Abstract
A Reading IN The Thoughts of Mehdi El Manjra.
In His Work: The Humiliation In The Age Of Miga- imperialism.
Dr. Elmanjra (1933-2014) is one of the most distinguished thinker in the contemporary Arab-Islam world. He is known for his uniqueness, Intelligence, well-educated proficient in many langueges, and awareness at international affairs. He placed his many talents at the service of his (Umah) Arab-Islamic nation.
In his work “The Humiliation in the age of miga – imperialism” Elmanjra confirmed that humiliation is an old evil, that is due to dominate the whole world. Humiliation has become a pattern adopted by governments on national and global scale.
Humiliation is practiced by Miga – imperialism the (USA), over many countries without any echoes of opposition, and such goverments in turn exercise humiliation over their masses. Therefore, the laher suffers a double delusion, and a third one, self – humiliation, which is to refrain from action. Humiliation by Miga – imperialism stems from a conscious ill – well to infringe upon the dignity of others, not just only from hegemony, and such imperialistic megalomania is led by USA and its various engineering alliances.
Miga – Imperialism is a from at fascism, which Leaves little room for to tolerance and respect for other as well leaves no for Justice, It is a state of terrorism, led by the deadly state, the USA, which practiced the worst froms of injustice and humiliation over Arab – Islamic world in present time, and over one billion and 600 million Muslims were subjected to agony and distress by the Miga – imperialist.
Elmanjra stated out that the current situation of our Umah suffers from an endless series of humiliation and insults, at the political levels, we suffer from internal conflicts and the absence at democratic institutions, besides, at the economic levels, we suffer from a fotal failure, of the adopted development patterns imposed by international forums at most Umah countries.
Cultural bullying, to Elmanjra is the worst types of Humiliation at the long run, becuse it aims at eroding our moral values, beside poverty, illiteracy, lack of social justice and violation of human rights in most of Islamic world. These external and internal factors are visible, our communities are fragrnented to the point of explosion, or the uprising. Such uprisings are inevitable in Arab – Muslim world. He says, Where are our intellectual and creatve minds? Why we submit to such arrogance and insults? And he concluded, that no one is reacting to the insuts to our sanctities, and what is worse and painful, is not to know the meaning of humiliation!!!
Keywords: Mehdi Elmanjra, Humiliation, Miga – Imperialism, Insult.
Dr. Zaid Al Zuriqat
Assistant Professor
E-mail: [email protected]
Department of Philosophy / Faculty of Arts/University of Jordan
Amman/Jordan
.المؤهلات العلمية
جامعة ميليا الإسلامية – الهند – دكتوراه دراسات إسلامية – فلسفة 1987م
الرسالة : مفهوم العدالة الإجتماعية في الإسلام .
. جامعة علي غار – الهند – ماجستير فلسفه 1985م .
. جامعة الباسيفيك ( كاليفورنيا ) – الولايات المتحدة الأمريكية- ماجستير إدارة أعمال 1980م .
. الجامعة الأردنية – بكالوريوس لغة إنجليزية 1978م .
الخبرة العملية:
استاذ مساعد – قسم الفلسفة – الجامعة الاردنية
. عضو مجلس كلية الآداب-الجامعة الأردنية .
مستشار في رئاسة الوزراء الأردنية ..
. محافظ لخمسة سنوات – وزارة الداخلية .
. مدير رقابه – وزارة الداخلية الأردنية .
. مدير هيئات المجتمع المدني – وزارة الداخلية الأردنية
اترك رد