افتتح أمس معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل ومعالي رئيس الوزراء الياباني السابق والمستشار الأعلى للحزب الديموقراطي الدكتور هاتو ياما يوكيوؤ المؤتمر الدولي (صناعة السلام بلغة الحوار) في المعهد العربي الإسلامي في طوكيو بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني وعدد من السفراء الخليجيين والعرب.
وبدأ الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم تلاها كلمة عميد مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات في جامعة الإمام الدكتور عبدالمحسن السميح، ثم ألقى مدير جامعة الإمام كلمة قال فيها إن المتأمل في تاريخ المملكة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا يرى أنها تقوم على مبادئ السلام وإثراء جوانب الحوار النابعة والمنطلقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه علماء المسلمين، ومن هنا نرى أن هذه الدولة تزداد عزا وتمكينا وتتوطد علاقاتها وارتباطها بأبنائها في العالم الخارجي وفق رؤية واضحة ومنهج سليم يبني ولا يهدم يفي ولا يغدر يعطي ولا يحرم، وأضاف أنه لا يمكن أن يكون هناك صناعة للسلام بلغة الحوار أو غيرها إلا إذا وجد منهج وأسلوب وطريق جديد يصاغ بقوالب قوية ويرسى على قواعد متينة تترك خلفيات الماضي وتنظر إلى معطيات المستقبل، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كان هناك أرضية خصبة ومجال رحب ونفوس ترغب في الوصول إلى حل واضح وإشاعة الأمن والسلام الدوليين، وأشار إلى أن جهود المملكة والتي رعاها ودعمها خادم الحرمين تسير نحو تحقيق متطلبات الأمن والسلام وذلك بلغة الحوار المعاصر، والمتتبع لجهود خادم الحرمين في هذا المجال لا يمكن حصرها لكثرتها وتعددها ويكفي مثال على ذلك عقد هذا المؤتمر الذي يعقد في طوكيو، ويدل ذلك على أن هناك شعور متبادل بين أبناء المملكة واليابان من أجل تفعيل الحوار وتبادل الثقافات بما يخدم البلدين في كافة المجالات لأن السلام والحوار هما طريقان إلى الأمن والطمأنينة وقوة العلاقات وزيادتها وتناميها، وعقد هذا المؤتمر يضرب مثالا رائعا ونموذجا حيا لما وصلت إليه العلاقات بين المملكة واليابان وخصوصا في المجالات البحثية والعلمية والدراسات التي تتعلق بالحوار، وأضاف أن هذا المؤتمر سيكون طريقا إلى مستقبل ناجح ورائع بين المؤسسات العلمية والبحثية في البلدين، وقدم الدكتور أباالخيل شكره وتقديره لجهود خادم الحرمين وسمو ولي عهده وقيادتهم للوطن إلى كل خير.
ثم ألقى السفير السعودي د. عبد العزيز تركستاني كلمة أشار فيها إلى جهود المملكة ومبادرة خادم الحرمين في الدعوة إلى حوار الحضارات وأتباع الديانات، كما استعرض عمق العلاقات بين المملكة واليابان.
ثم تحدث رئيس الوزراء الياباني السابق والمستشار الأعلى للحزب الديموقراطي الدكتور هاتو ياما يوكيوؤ معبرا عن تعازيه الصادقة لحكومة المملكة والشعب السعودي في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقال أن استجابة الدعوة جاء تثمينا لمبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهوده الداعمة للحوار، وأن هذه الجهود لها قيمة كبيرة ونؤمن بها ونعد هذه المبادرة لإقامة الحوار في أنحاء العالم لتجاوز الاختلافات مجهودات عظيمة، وعلى وجه الخصوص إقامة هذا المؤتمر، وأضاف أن اختلاف الرؤى لا يعني أن نتشاجر لأن كل منا له رؤية وفكر يجب أن يحترم، وأشار إلى أنه يتمنى أن يكون هذا المؤتمر رسالة للعالم فهذه إحدى ثمار الحوار والعلاقات الوطيدة التي تربط المملكة باليابان.
عقب ذلك بدأت جلسات العمل تناولت الجلسة الأولى والتي ترأسها عميد مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية وحوار الحضارات أهمية الحوار بين أتباع الأديان، تحدث فيها الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتناول مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأسس والمنطلقات وأبرزت الورقة أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات, المبني على القواسم المشتركة بين الأديان والحضارات, والتعريف بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ودورها في تحقيق مفاهيم التعايش والسلم الدولي، كما أشار فيها إلى الحوار في فكر خادم الحرمين حيث كان هاجسا محوريا منذ أن كان ولياً للعهد فقد أطلق حوارًا فكريًا داخل المملكة عبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية), عبر إقامة اللقاءات الثقافية والفكرية بين المفكرين السعوديين ونظرائهم في الثقافات الأخرى. ثم تلت ذلك مرحلة تواصل فيها الحوار بين أبناء الوطن الواحد عبر تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني, لترسيخ ثقافة الحوار وقبول التنوع الفكري في الداخل الوطني. انتقل بعدها, وبعد نجاح التجربة الوطنية إلى المحيط العالمي, في مراحل متتالية بدئت بمكة المكرمة على مستوى المفكرين في العالم الإسلامي , ثم توسعت رقعة الحوار لتصل إلى مدريد لتضم مختلف التنوعات الدينية والثقافية، ثم أصبحت شاملة أممية في نيويورك عبر تبني الأمم المتحدة بجمعيتها العامة لمبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
ثم تحدث الدكتور كوتسو هيرو كوهارا مدير مركز الدراسات التوحيدية بكلية اللاهوت في جامعو دوشيشا، تلا ذلك حلقة نقاش مفتوح ثم استراحة الغداء.
ثم بدأت الجلسة الثانية والتي تناولت السلام معناه وأهدافه وتطبيقاته وطرق الممارسة ورأسها السيد جيرو أريمي نائب رئيس رابطة مسلمي اليابان، تحدث فيها الدكتور يوشياكي ساندا مدير معهد أبحاث السلام في اليابان، عقب ذلك تحدث الدكتور إسحاق الغامدي من قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام تحدث فيها عن الســــــــــلام والموقف الشرعي منه حيث يفي بمتطلبات البشرية قاطبة كي تعيش حياة كريمة وتنعم بالأمن والاستقرار في ظل أخلاقيات تطبع النفوس بروح التسامح وحسن التعامل مع المخالفين في المعتقد من غير تعصب لمعتقد ولا حقد ديني يحمل على الحيف والظلم ومن غير تطرف ولا عنف وإنما تقوم العلاقات بين المسلمين وغيرهم على البر والعدل والإحسان والتوسط في المواقف والتوازن بين التجاذبات وبذلك حقق الإسلام في موقفه من السلام البعد الإنساني الحضاري الاستراتيجي ولضمان أن تكون السيادة للسلام حاضراً ومستقبلاً فإنه ينبغي اعتماد الإصلاح السياسي بدعم الديمقراطية وفسح المجال للنقد والشفافية واحترام التشريعات الإلهية وتقييد التقنيات التي تمليها متطلبات الواقع بالأخلاق الحميدة وأن تصبغ بالمبادئ الإنسانية من خلال علماء الدين وفلاسفة الإنسانية وحكمائها والنخب الثقافية.
ثم جرت المناقشات من الدكتور سعود العقيل عميد كلية الشريعة بالأحساء والسيد هيروشي شيوجيري المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط في اليابان بعدها بدء النقاش المفتوح تلا ذلك استراحة، بعدها بدأت الجلسة الثالثة بعنوان دور المملكة العربية السعودية واليابان في صناعة السلام ويرأسها الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور عصام بخاري، تحدث فيها الدكتور إبراهيم الميمن مستشار مدير الجامعة عن جهود المملكة في صناعة السلام ونشر ثقافته والسياسة السعودية المنبثقة من الثوابت الشرعية في خدمة السلم العالمي وتحقيق الاستقرار والتعايش، والتي تشير إلى تأكيد الإسلام على السلم والتعايش. وأن هذه السياسة منبثقة من هذه الأسس على اعتبار أنها تحكم شرع الله. ثم تطرق الدكتور الميمن إلى مجالات جهود المملكة في صناعة السلام، ومنها المجال الدبلوماسي السياسي والأمني. والمجال العلمي والتعليمي والبحثي. والمجال الاقتصادي. ثن ذكر عدد من الأمثلة لجهود المملكة، ثم تحدث السيد كونيو كاتاكورا سفير اليابان السابق في العراق ومصر، ثم جرت المناقشات من الدكتور عبدالعزيز الهليل عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام والسيد هيروتسوقوأيدا كبير محرري وكالة أنباء كيودو.
المصدر
اترك رد