اختتام أعمال "مؤتمر اللغة العربيّة ووحدة الأمّة"

انتهت أشغال المؤتمر العلمي الذي عقده مجمع اللغة العربية الأردني في موضوع (مؤتمر اللغة العربية ووحدة الأمة) في الفترة 22 – 23 نونبر 2011.

وقد أوصى المشاركون في الموسم الثقافي التاسع والعشرين لمجمع اللغة العربية الأردني (مؤتمر اللغة العربية ووحدة الأمة) السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على مستوى الوطن العربي بالعمل على تجسيد فكرة أن اللغة العربية السليمة هي الركيزة الأساسية لوحدة الأمة وأمنها القومي وتحديد هويتها وبناء فكرها وحضارتها.

وشددوا في توصياتهم في ختام أعمال المؤتمر يوم الأربعاء الماضي على وضع استراتيجية لتخطيط لغوي موحد وشامل لنظامنا التعليمي في الوطن العربي في مراحله المتعددة، وأن تتضافر جهود اللغويين والحاسوبيين لحل المشكلات التقنية التي تواجهنا في المجالات اللغوية المختلفة.

وأكدوا أهمية التعريب الشامل للعلوم والمعارف الإنسانية كضرورة قومية وحتمية، وأن تكون هناك توعية وطنية منظمة في كل بلد عربي باحترام اللغة العربية وأهميتها في بناء الشخصية العربية والمجتمع في شتى مجالات الحياة. وتضمنت فعاليات اليوم إضافة إلى الجلسة الختامية ثلاث جلسات, ترأس الجلسة الأولى منها الدكتور محمد حمدان وتحدث فيها الدكتور عبد العلي الودغيري من المغرب ببحث عنوانه وضع اللغة العربية في عصر العولمة وتحدياتها والدكتور أحمد العلوي رئيس اتحاد اللسانيين المغاربة الذي تناول بحثه وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وأثرها في مستوى الأداء اللغوي باللغة السليمة.

وعرض الدكتور الودغيري عناصر الضعف الحالية في اللغة العربية والتي من بينها هيمنة اللغات الأجنبية والازدواجية اللغوية وضعف الإنتاجية العلمية والترجمة من العربية وإليها، وضعف حضور العربية في مجال المعلوماتية والآثار السلبية للعولمة وانعكاساتها.

وتناول عناصر القوة والاطمئنان وأهمها التطور الداخلي للغة العربية وارتفاع عدد مستعمليها إضافة إلى القوة الاقتصادية وانعكاساتها المستقبلية على استعمالها.

الدكتور العلوي تحدث عن وضعية اللغة العربية القانونية والاجتماعية والتطورات التي عرفتها منزلتها الدستورية والصلات التي تقوم بينها وبين لغات ولهجات أخرى في وسائل الإعلام .

وترأس الجلسة الثانية الدكتور عبد المجيد نصير التي تحدث فيها الدكتور عبد المجيد بن حمادو من جامعة صفاقس ( المعجم العربي الإلكتروني: أهميته وطرق بنائه ) ذكر فيه أن هذا النوع من المعاجم عرف تطورا كبيرا على صعيد الهيكلة ومحتوى المداخل مستغلا الإمكانات الهائلة التي يوفرها الحاسوب .

ودعا في بحثه إلى تطوير عمل المجامع اللغوية في هذا المجال والتعاون بين اللسانيين والحاسوبيين العرب من أجل بناء معاجم آلية للنظام اللغوي العربي.

أما الجلسة الثالثة فترأسها الدكتور محمد عدنان البخيت وابتدأت ببحث للدكتور سالم المعوش من الجامعة اللبنانية ألقاه بالنيابة عنه الدكتور عودة أبو عودة حول دور اللغة العربية في بناء المجتمع العربي وتطوره .

ودعا البحث إلى أن يتحمل أبناء العربية مسؤوليتهم في الحفاظ على لغتهم من خلال الوعي بأهميتها وإدراك أن انهيار اللغة هو انهيار للأمة، وتبني فكرة مجتمع المعرفة وتعريبه والإقبال على التحديث في وجوهه كافة وحسم النقاش حول مسألة الأصالة والبحوث اللغوية الحديثة والعلاج الآني للنصوص العربية والنظرية اللغوية وما يرتبط بها من قضايا.

واختتمت أبحاث المؤتمر ببحث مشترك للدكتور فواز عبد الحق من جامعة اليرموك والدكتور أحمد عليمات من جامعة آل البيت وجاء بعنوان دور منظمات المجتمع الرسمي والمدني في خدمة اللغة العربية: قضايا وحلول.

وأكد الباحثان أن لمؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية، دوراً رئيساً في رسم سياسة لغوية لها هدف ورسالة لذلك يرتقب منها دور مهم في التنمية اللغوية، مشيرين إلى اشتراط إتقان اللغة العربية السليمة أساساً للتوظيف والابتعاث والدراسات العليا, والوظائف العليا . وتضمنت الجلسة الختامية كلمة مجمع اللغة العربية الأردني ألقاها الدكتور عبد الكريم خليفة رئيس المجمع، والتقرير الختامي الذي ألقاه مقرر المؤتمر الدكتور عبد الحميد الفلاح أمين عام المجمع.

المصدر

الآراء

اترك رد