ينظم قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة العربي التبسي– تبسة (الجزائر) ملتقى دوليا حول: آداب ما بعد الكولونيالية وذلك أيام 8 و 9 نوفمبر 2016.

ديباجة:
يعتبر الأدب ترجمانا للحالة الثقافية للشعوب، سواء تلك التي تمثل المركز الميتروبوليتاني، أو نظيرتها التي توصف بالهامشية، أو التي تنتمي إلى حدود الإمبراطورية. والحقيقة أن هذا التقسيم إنما صاغته تجربة الاستعمار سواء في أوربا أو إفريقيا أو آسيا؛ والذي نتج عنه تعارض حاد -وربما متناقض- في الحالة الثقافية للشعوب المستعمرة. ومرد ذلك؛ مقتضيات التأثير “الأصلاني” بما يشكله من موروث والتأثير “الاستعماري” بما يقدمه- باعتباره النموذج الأفضل. لذا تراوحت الكتابة الإبداعية بين كاتب مغازل للخطاب الكولونيالي وبين آخر يبحث عن ذاته المهمومة بإثبات الهوية.
وقد لاحت منذ ثمانينيات القرن الماضي، نظرية تعنى بحالة ما بعد الإستعمار أو ما بعد الكولونيالية؛ والتي تختص بالنظر في آداب الشعوب التي خضعت لتلك التجربة، دون غيرها من الشعوب الأخرى. وجاءت هذه النظرية كرؤية مناهضة للنظرية الأدبية الأوربية التي “أظهرت عجزا بيّنا في التعامل مع تعقيدات الكتابة الاستعمارية وأقاليمها المتباينة ثقافيا “بشكل مناسب؛ مما أنتج نسقا تعبيريا بديلا لممارسة مختلفة.
وتستمد هذه النظرية أفكارها من أعمال “فرانز فانون”؛ و”مالك بن نبي” و”ادوارد سعيد”. لترسي دعائمها في الحقل الثقافي الراهن مع كل من “غاياتري سبيفاك”، و”هومي بابا”، و”روبرت يانغ”. وبذلك أضحت فرعا معرفيا ومجالا أكاديميا يطرح تساؤلات معمقة حول طبيعة العلاقة بين السلطة والمعرفة، كما يقارب ميكانيزمات الهيمنة الثقافية والحفر في ديناميات السلطة والإخضاع والمقاومة، ويسعى دوما إلى إعادة صياغة مفاهيم المثاقفة، والتنوع الثقافي، واختلاف الهويات.

إشكالية الملتقى:
نهضت نظرية ما بعد الكولونيالية من أجل تفكيك أبنية فكرية ثقافية، تخص المركزية الغربية والعمل جاهدة لإعادة بنائها وصياغتها من جديد؛ بغية إعادة موضعة التمركز وبناء الثقافة لاسيما في ظل وجود اختلالات قائمة على مستوى علاقات الشرق والغرب وبين المركز والهامش. لذا يطرح مشروع الملتقى عدة إشكالات يمكن عرضها كالآتي:
– ماهي الأسس المعرفية والفكرية التي قامت عليها دراسات ما بعد الكولونيالية؟
– ما هي الاستراتيجيات الخطابية التي اعتمدتها النظرية لكشف الاختلال والجوانب السلبية التي اتسمت بها المركزية الغربية في علاقتها مع الآخر؟
– ما هي أهم النتائج التي عرضتها – سجلتها – دراسات ما بعد الكولونيالية في سعيها لتقويض الموروث الكولونيالي؟
– ما هي الرؤى التي تقدمها هذه النظرية لإعادة التوازن بين مستويات المهمش و فضاء المركز؟
– هل يمكن اعتبار كل أدب مكتوب بعد انحسار الاستعمار العسكري، أدبا ما بعد استعماريا؟
– ما هو واقع النظرية في العالم العربي، في ظل المتغيرات السياسية والثقافية الراهنة؟

أهداف الملتقى:
يهدف هذا الملتقى إلى تناول دراسات ما بعد الكولونيالية التي تعمل على فضح العلاقة بين المعرفة والسلطة وكشف مدى ضلوع بعض الحقول المعرفية –كالأنتربولوجيا والاستشراق وغيرهما- في التأسيس لفكرة المركز القوي المتمدن وتسويغ مقالب السيطرة والهيمنة والتحكم في آخر؛ لطالما وصف بالهامش والمتخلف والدوني. كما يهدف إلى تبيان مخاطر بعض الأنساق الثقافية العابرة عن طريق خطاب ما بعد كولونيالي، وذلك عبر تفكيكها والوقوف على أبنيتها وعناصرها وآليات اشتغالها ومن ثمة دحض كثير من المسلمات الثقافية التي يتمثلها التابع.
ومن هنا تتخلص أهداف الملتقى، في محاولة جادة للخروج من ربقة كثير من المفاهيم والتصورات التي تنشرها المركزية الأوربية والإمبريالية الغربية عبر مصطلحات دالة دائما على المركز من مثيلات: الحداثة وما بعد الحداثة، ونهاية التاريخ ورسالة الرجل الأبيض وحلم الرجل الأمريكي.

آفاق الملتقى:
تتيح محاور هذا الملتقى، إمكانية إثراء الساحة الثقافية الجزائرية بمقاربة مواد النظرية من قبل الأكاديميين والمهتمين، وعرضها كإستراتيجية إجرائية من شأنها تحصين الذات إزاء الأنساق المعرفية و الإيديولوجية السلبية وبناء رؤية خاصة بمقتضيات الراهن الثقافي. ذلك أن الجزائر معنية بشكل مباشر بقضايا الإمبريالية؛ وذلك لتعرضها للهيمنة الاستعمارية ردحا طويلا من الزمن قارب مئة وثلاثين عاما. كما أن الجزائر منفتحة على أشكال الهيمنة الحديثة، وتتأثر – شأنها شأن دول آسيا أو أمريكا اللاتينية، أو دول إفريقيا- بظاهرة العولمة الثقافية. لذا ستكون مقترحات هذا الملتقى ربط واقع الجزائر الثقافي – في ظل معطيات التاريخ والراهن – بالدراسات ما بعد الكولونيالية، قصد الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية، وتفكيك الموروث الاستعماري الفرنسي، وتأصيل الثقافة الوطنية، وتحقيق أكبر قدر ممكن من شكل التوازن في إطار الانفتاح على الآخر.

محاور الملتقى:
1- الخلفيات المرجعية والفكرية لنظرية ما بعد الاستعمار.
2- المركزية الغربية والهيمنة الثقافية.
3- تفكيك الخطاب الاستعماري.
4- الأنا والآخر في ضوء الكتابات ما بعد الكولونيالية.
5- إشكالية الهوية في مرحلة ما بعد الكولونيالية.
6-الأدبيات المعاصرة والنظرية ما بعد الكولونيالية.

شروط المشاركة:
1- أن يتسم البحث بالموضوعية والمنهجية العلمية.
2- أن يكون البحث ضمن أحد محاور الملتقى.
3- تخضع جميع البحوث للتحكيم العلمي.
4- ألا يكون الباحث قد شارك ببحثه في ملتقى أو ندوة، وألا يكون جزءا من كتاب أومن رسالة جامعية.
5- يتضمن الملخص ما بين 300 و 400 كلمة كحد أقصى، يرسل مصحوبا بسيرة ذاتية مختصرة عن الباحث.
6- الورقة البحثية بين 4000 و 7000 كلمة ( تشمل النص، التهميش، المراجع).
7- يكون البحث مكتوبا بخطTraditional Arabic وبحجم 16 في المتن/ وبحجم 12 في الهامش.
8- يستحسن عرض الباحث لمداخلته – في حالة القبول- بطريقة power point
9 – لغة الملتقى: العربية أو الفرنسية أو الانجليزية
10 – تتكفل الجهة المنظمة بالإيواء والضيافة طيلة مدة الملتقى.
11 – المشاركة في الملتقى حددت ب 100أورو للمشاركين من خارج الوطن و 5000دج للمشاركين من داخل الوطن.

مواعيد مهمة:
– تاريخ الملتقى:08 و 09 نوفمبر 2015
– آخر أجل لاستقبال الملخصات: 30/08/2016 15سبتمبر2016
– الرد على الملخصات: 20/09/ 2016
– آخر أجل لاستقبال المداخلات 05/10/2016
– الرد على المداخلات: 15/10/2016

رئيس الملتقى: أ.د رشيد رايس
هيئة الملتقى:
الرئيس الشرفي للملتقى: الأستاذ الدكتور السعيد فكرة مدير الجامعة.
رئيس الملتقى: الأستاذ الدكتور رشيد رايس
اللجنة العلمية:
أ.د رشــيد رايـس-جامعة العربي التبسي-تبسة (الجزائر).
أ.د الطيب بودربالة، جامعة الحاج لخضر – باتنة ( الجزائر).
أ.د عبد الرحمان تيبرماسين، جامعة محمد خيضر – بسكرة ( الجزائر).
الاستاذة مليكة بن بوزة، جامعة الجزائر1
أ.د عبد الحميد بورايو – جامعة الجزائر 1 ( الجزائر).
أ.د شهلا العجيلي – الجامعة الأمريكية .(لبنان).
أ.د مصطفى طرابلسي، جامعة سفاقص (تونس)
أ.د عبد العزيز أحميد – جامعة ظهر المهراز-فاس (المغرب).
أ.د عمر إسحاق أوغلو- جامعة اسطنبول (تركيا).
أ.د عز الدين المناصرة،الجامعة الأردنية،(الاردن
أ.د يوسف الأطرش،جامعة عباس لغرور،خنشلة (الجزائر).
أ.د سليمة لوكام جامعة مساعدية محمد الشريف ،سوق أهراس (الجزائر).
أ.د.عمر زرفاوي،جامعة العربي التبسي،تبسة(الجزائر).
أ.د.الشريف حبيلة، جامعة العربي التبسي،تبسة(الجزائر).
د. شادية شقروش، جامعة العربي التبسي, تبسة ( الجزائر)
د. كمال رايس ، جامعة العربي التبسي- تبسة (الجزائر)

أ. أحمد سعود : رئيس قسم اللغة والأدب العربي ، رئيسا.
د. شرفي لخميسي د. برباق ربيعة
د. محمد عروس د. جويني عسال
أ. مدوري نوال
أ. عثمان ملاوي

أمانة الملتقى:
أ‌. عز الدين ذويب، رئيسا
أ‌. رحمون بلقاسم
السيد. عبد الكريم رمضاني
السيد بوسهلة عصام

نموذج المشاركة