إشكاليـة الملتـقى:
يسر مؤسسة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس بالجزائر أن تنظم ملتقى دوليا بعنوان: “الفكر السياسي عند الإمام عبد الحميد بن باديس”، يومي: 16 و17 أفريل 2012م.
ولأن الجزائر تخوض غمار استكمال بناء الدولة الحديثة العصرية، في المجالات الثقافية، والتربوية، والعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، ومقبلة على الإصلاح السياسي الشامل، والتحولات الديمقراطية الكبرى، فإنها البلاد بحاجة ماسة إلى الاستفادة من جهود عظمائها من المفكرين، والمجددين، والمصلحين، الذين سخّروا أفكارهم وتجاربهم، وكرّسوا أقلامهم وحياتهم، في سبيل تحقيق النهضة الشاملة والأمن الفكري، لشعبهم وأمتهم، بما قدّموه من تراث حافل في هذا المجال.
ويعد العلاّمة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، في مقدمة هؤلاء الأعلام الأقطاب المفكرين المصلحين، الذين ساهموا في تقديم أفكار، والاضطلاع بأعمال، تعد حجر الأساس للنهضة في الجزائر.
يحتل الفكر السياسي عند الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس موقعا مميزا، من مشروعه الإصلاحي الشامل، الذي انطلق في ظل ظروف مأساوية مرّ بها المجتمع الجزائري طيلة فترة الاحتلال الفرنسي. ومع مطلع القرن العشرين، غيّر المجتمع الجزائري أسلوب المقاومة للاحتلال من المقاومة المسلحة أثناء القرن 19م، والتي زادت عن عشرين ثورة مسلحة، إلى المقاومة الثقافية والتربوية والسياسية السلمية.
يرى البعض في الإمام عبد الحميد بن باديس، أنه مصلح ومربّ يملك فكرا دينيا تقليديا، لا يتعدى تفسير القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والإلمام بالفقه المالكي، فكيف يكون له فكر سياسي؟ إلا أن الإمام الشيخ بتعمقه في دراسة القرآن، والحضارة، والتاريخ، ورحلته في طلب العلم نحو المشرق العربي، واتصاله بالأساتذة وبعلماء النهضة، واطلاعه على أفكارهم، وما استجد من علوم العصر، التي فتح ذهنه عليها، جعلته يتكيّف معها ويندمج فيها، ويكتشف منهجا جديدا في فهم القرآن، ككتاب حياة ونهضة، وكتاب مدنية وعمران، عند ذلك، تبلورت في ذهنه خطّة كاملة في العمل التربوي، والإصلاحي، والسياسي، وظّفها في معالجة قضية أمته الجزائرية التي تعاني من الاحتلال، والظلم، والفقر، والجهل، والأمية، فوجد نفسه مقحما في خوض غمار السياسة، وتعاطيها في إطار الإصلاح الشامل، حتى يحقق السيادة للأمة واستقلالها ونهضتها، فعمل على انتهاج الإصلاح والسياسة، وإحياء القيم الإسلامية الأصيلة في المجتمع الجزائري، والتذكير بتاريخ الأمة وحضارتها، والدفاع عن وحدتها ومقوماتها الحضارية، والمطالبة بحقوق الجزائريين وكرامتهم، ومواجهة عنصرية الإدارة الفرنسية وظلمها، والنهوض بأسباب الحضارة والتقدم، ومواكبة العصر الذي يعيش فيه.
ففي نداء إلى الأمة الجزائرية ونوابها سنة 1937م، يقول: “أيتها الأمة الكريمة! أيها النواب الكرام! اليوم وقد آيسنا من غيرنا، يجب أن نثق بأنفسنا، اليوم وقد تجوهلت قيمتنا، يجب أن نعرف نحن قيمتنا، اليوم وقد خرست الأفواه عن إجابة مطالبنا، يجب أن نقول نحن كلمتنا، اليوم وقد اتحد ماضي الاستعمار وحاضره علينا، يجب أن تتحد صفوفنا”.
فقد كانت للشيخ الإمام من الآراء والكتابات ما يتضمن تصورات وأفكار لها علاقة بالسياسة والفكر السياسي، تتميز بمظاهره ومجالاته وخصائصه، وظفها في معالجة القضايا الجزائرية، والمغاربية، والعربية، والإسلامية، وساهم بها في تضييق الهوّة والخلافات السياسية والإيديولوجية داخل الحركة الوطنية، مما يعزّز الاعتقاد بأن التجربة الباديسية كانت في مبدئها وفي مجراها ومسالكها تجربة دائمة التفتح والتقدم، لا يكتنفها قاطع ولا يحاصرها، ولا تعترضها حدود نهائية.
إن الثورة في أدبيات الحركة الوطنية، وفي أفكار بعض رجالاتها، تتطلب العمل السياسي المباشر، وإن الإصلاح عند آخرين، حركة عقلانية تتكيف مع الواقع وتجاريه وتجامله. فما هو موقع الفكر السياسي الباديسي من هذه وتلك؟ وهل هو فكر عقلاني إصلاحي فقط؟ أم أنه فكر سياسي ثوري حاكى به عقلانية الحركة العبدوية وإصلاحها؟ أم أنه تماشى مع الحركة السياسية الأفغانية وثوريتها؟
إن الإمام الشيخ يملك رؤية إنسانية حميمة تدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه في هذا الوطن، كما في العالمين العربي والإسلامي، وكذا الإنساني، بحيث طرح مجموعة من الأفكار والطروحات المهمة التي تستحق التأمل والتفكير والتحليل.
فكان الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس سلفيا مجددا متفتحا، ومفكرا عقلانيا عمليا، وداعيا نهضويا مصلحا، وعالما قديرا، ومعلما بارعا، ومربيا متطورا، وخطيبا بليغا، وشاعرا مفوها، وكاتبا صحفيا محترفا، ومفسرا مبدعا، ومحدثا لامعا، وفقيها مالكيا موسوعيا، ومقاوما موضوعيا عنيدا، وسياسيا ثوريا محنكا.
وإذا كانت جهود الإمام ابن باديس في المجالات الدينية والتعليمية والتربوية والاجتماعية، قد حظيت بالبحث والدراسة، فإن الجوانب السياسية من فكره لم تلق من الدارسين والباحثين ما تستحقه من الاهتمام، باستثناء لفتات قليلة، هي عبارة عن مقالات أو دراسات أولية غير كافية للكشف عن معالم هذا الفكر وأبعاده المختلفة.
وشعورا بأهمية استحضار هذا الفكر والحفر فيه، للاستفادة منه، في التعرف على الجانب السياسي في فكر الإمام عبد الحميد بن باديس، تفتح مؤسستنا المجال أمام الدارسين والباحثين المتخصصين، لتعميق البحث وإثراء النقاش، لأجل الخلوص إلى نتائج تحدد معالم الفكر السياسي الباديسي، وتوضحه، وتبلوره، وتميط عنه اللثام، كفكر له تجلياته وخصائصه.
محــاور الملتـقى:
المحور الأول: عصر الإمام ابن باديس وانعكاسه على فكره وشخصيته.
أثر الأحداث السياسية على فكر ابن باديس.
1. الوضع الوطني.
2. الوضع الخارجي.
مميزات وخصائص شخصية ابن باديس.
المحور الثاني: معالم ومنطلقات الفكر السياسي عند ابن باديس.
مفهوم السياسة عند ابن باديس.
أسس فلسفة السياسة عند ابن باديس.
التفكير السياسي عند ابن باديس.
أصول الحكم عند ابن باديس.
المحور الثالث: القضايا السياسية الوطنية في فكر ابن باديس.
موقف ابن باديس من الإدارة الفرنسية.
علاقة ابن باديس بالحركة الوطنية.
ابن باديس وسياسة الإدماج.
ابن باديس والوحدة الوطنية.
فكرة الاستقلال عند ابن باديس.
الديمقراطية والتعددية الحزبية.
موقفه من المشاركة في الانتخابات النيابية.
الأمة في فكر ابن باديس.
المحور الرابع: القضايا العالمية في فكر ابن باديس.
ابن باديس والقضايا المغاربية.
ابن باديس والقضايا العربية.
ابن باديس والقضايا الإسلامية.
ابن باديس والقضايا الإنسانية.
مواعيـد هامـة:
ترسل المشاركات على العنوان الآتي:
– البريد الإلكتروني: [email protected]
– أو رقم الناسوخ: 63 81 94 31 (213+)
وذلك وفقا للمواعيد الآتية:
– آخر أجل لاستلام الملخصات: 31/12/2011م
– آخر أجل لاستلام المداخلات: 28/02/2012م
تنــويه:
– تتكفل المؤسسة بالباحثين المشاركين الذين تعتمد مشاركاتهم نقـلا وإقامـة.
رئيس المؤسسة: د. عبد العزيز فيلالي
اترك رد