ندوة بغداد التاريخية

طالبت ندوة بغداد التاريخية باخراج مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 من التعليمات المالية واطلاق المبالغ اللازمة لاكمال المشروع من كافة الجوانب .

وجاء في التوصيات التي خرجت بها الندوة التي اقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع جامعة بغداد ، مركز احياء التراث العربي وكانت برعاية معالي وزير الثقافة الدكتور سعدون الدليمي رئيس اللجنة العليا للاحتفاء ببغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 واقيمت تحت شعار (بغداد عبق الماضي والق الحاضر ) وشهدتها مقرالوزارة ، ان العاصمة بغداد بما تمثله من عمق حضاري وتاريخي تتطلب تكاتف كافة الجهود لجعلها تظهر بالصورة الاجمل التي تعبر عن حقيقتها وكذلك ضرورة اقامة مؤتمر دولي عن تاريخ بغداد ماضيها وحاضرها العام المقبل وان الاحتفاء بها عام 2013 يمثل الوفاء لها مع ضرورة تهيئة المستلزمات الرئيسية لانجاح ذلك المشروع فضلا عن اقامة نصب تذكاري في الساحات المهمة تستخلص فكرته من المناسبة المهمة واستمرار التنسيق بين الجانبين الاكاديمي والثقافي كما دعت امانة بغداد للاهتمام بالاماكن التراثية وازقتها وحواريها القديمة ومواصلة الاحتفال سنويا وبالالفيات اي بمرور 1000 سنة على وفات علمائها ومؤرخيها واطبائها وفلاسفتها وكل من اسهم في حمل مشعل العلم والحضارة وتهيئة المستلزمات الرئيسية للاحتفاء ببغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 من خلال التنسيق بين الدوائر والمؤسسات التي لها علاقة ببغداد وكذلك توثيق تاريخ بغداد بكافة مفاصله كما تم الاتفاق على ترجمة كافة البحوث المقدمة للندوة الى خمس لغات وهي الانكليزية والفرنسية والالمانية والروسية والاسبانية .

وكانت الندوة قد بدأت بعزف للسلام الجمهوري فقراءة اي مباركة من الذكر الحكيم ومن ثم قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق .

وقال رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور علاء ابو الحسن ان اقامة هذه الندوة وحضور العدد الكبير من الاساتذة والاكاديميين والباحثين فضلا عن حضور شخصيات بمختلف الاختصاصات يمثل رد على العمليات الارهابية التي طالت العاصمة بغداد التي ستبقى شمعة تنير دروب الاجيال وتستحق من الجميع ان تنال الاهتمام المطلوب الذي يتناسب مع حضارتها وتاريخها .

وكان وكيل وزارة الثقافة السيد فوزي الاتروشي الذي اناب معالي الوزير في الحضور قد ذهب في الكلمة التي القاها الى ان بغداد تستحق هذا الاهتمام باقامة هذه الندوة التي تمثل تجمعا علمي وثقافي ومشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية بذاته يمثل شيئ كبير في حياتنا وهو ما يتطلب تظافر كافة الجهود سواء في داخل الوزارة ام خارجها لاظهاره بالصورة التي يتناسب وتاريخها ولكن لن يخفي الاشارة الى ان المشروع ما زال في بدايته اذ لم ينجز منه سوى 10% خاشيا من فشل المشروع اذ ما يعانيه من معوقات في الجانبين الثقافي والاستثماري فضلا عن المعوقات الادارية التي لاحصر لها ومتمنيا ان يخرج المشروع من اطار تعليمات وزارة المالية عبر تخصيص ميزانية تتناسب واهميته.

وشهدت الندوة على مدى يومين قراءة لسبعة وعشرون بحثا تناولت مواضيع شتى عن كل ما يتعلق بالعاصمة بغداد من تاريخ قديم وحديث وعصور زاهرة وذا قيم وعمران وحضارة وكانت مركز للدولة الاسلامية في العصر العباسي .

وقسمت الندوة الى اربع جلسات صباحية ومسائية اذ اشارت الاستاذة الدكتورة نبيلة عبد المنعم من جامعة بغداد ، مركز احياء التراث العلمي العربي في موضوع بحثها الذي كان بعنوان (مجالس الخلفاء العلمية في بغداد ) الى ان كلمة الادب مطاطية في اللغة العربية وتحمل الكثير كادب المجالس وادب التربية والتعليم والمائدة وادب للوزير وادب للقاضي ، وهناك المجالس العلمية في بغداد وبالاخص مجالس الخلفاء الذين قام المؤرخون بتغطية اخبارهم وهناك مجالس اخرى قد تكون اوسع من العلماء لكن هم اشخاص عاديين ولم توجه الاضواء نحوهم وهذه المدارس تعد مدارس تعلم الادب والعلم والعادات والتقاليد وهناك مجالس للخلفاء احدهما ديني اذ ان احد المهتدين يناقش المارون ويقنعه بالمحاورة وبالعودة الى الدين الاسلامي والاخر عن فوائد الطعام لهارون الرشيد ، وقضايا اخرى حول اداب المجالس اذ له خصوصية ايضا كطريقة الكلام (الاتكيت) وهي في بعض المجالس ما زالت متوارثة كالمجالس الدينية وبدات بشكل بسيط وتطورت في العصر العباسي واصبحت منهج لعلماء الحديث كالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد حيث يقول الكفاية في اداب الرواية والسمعاني كتب ادب الاملاء والاستملاء فهو منهج عام ومازال موجود ، وللاسف الشديد ان الكثيرين ينظرون الى الغرب على انه صاحب الاتكتيك لكن الحقيقة ان العرب هم من جاءوا بالاتكتيك والتعاليم الدينية والاسلامية كلها اصول واداب للحديث والكلام وهناك اصول لبداية الكلام كما ان هناك اصول لنهايته ومغادرة المجالس .

من جانبه بين الدكتور علي حداد من جامعة بغداد ، مركز احياء التراث العلمي العربي وكان عنوان بحثه (الوجد البغدادي ، صورة بغداد كما رأها التوحيدي) ان الانستانس كرملين كان بغدادي الهوى ومثقفا عراقيا وعربيا كبيرا وكانت توجهاته في افقين قومي وعربي من خلال حرصه على العرببة الفصيحة وعلى علومها ومعجمها وكان يعمل على الثيمة البغدادية لانه اعلن عن محبته لبغداد وارتباطه بها وهو ما جعله يكتب في تراث بغداد الشعبي وفي حكايتها وفي شعرها وامثالها وحتى في مفرداتها الخاصة التي لم تعد متداولة،هذا الوعي لدى الشخصية اثار شجون في نفسي بحكم كونها عاشت الراهن القريب ولهذا فانني اخترتها كشخصية في العصر الحديث خاصة وان الكرملي من اب لبناني زار معظم الدول الاوربية ونال درجته كقس من فرنسا واتقن اكثر من سبع لغات وهو ما يجعلنا نتساءل مالذي وجده في بغداد وتعلق بها فهل كانت مثيرة للاهتمام والرغبة في الكتابة عنها وهل نحن في هذا الوقت قادرين على ان نفعل مثل هذا الشيء مالذي نجده في واقعنا كي نكتب عنها ؟ .

نستطيع القول بان رصيدنا قليل وللاسف انه تراكمت هموم كثيرة ادت الى اللابالية بالشكل الذي جعل العاصمة بغداد تكون بهذه الصورة الاليمة وهي نتائج الحروب والحصار والضغط النفسي الذي عاشته العائلة والانسان العراقي اوصلته الى الفردية التي تصل الى درجة الانانية حيث اصبح يفكر بنفسه وكانه اخذ يناى بنفسه على ان يكون جزءا من نسيج المجتمع ولهذا نجد بان البنية لتحتية مخربة وشوارعها متسخة وعلى الدولة ان تعمل على اعادة ثقة الانسان العراقي بنفسه من خلال تظافر كافة الجهات لجعله يساهم في بناء وطنه عبر تعزيز وضعه الاقتصادي والاجتماعي وتحسين وضعه الاجتماعي وان يكون هناك دور للثقافة وتوفير حاجاته الاساسية .

وتحدث الباحث الدكتور خالد خليل حمودي عن دور بغداد في تطور الخط العربي اذ اشار الى انه قبل الاسلام لم يكن هناك اهتماما بالخط ليتحقق ذلك بعد انتشاره وادى الى العناية به كما تم اقران الخطوط بالمدن الاسلامية كمكة المكرمة والمدينة المنورة والكوفة وهي خالية من الحركات واول من اعتمد النقاط العالم الخليل بن احمد الفراهيدي اما اول من نقل الخط الكوفي الى الطريقة العراقية فهو الخطاط محمد بن مقلة وايضا ابن بواب وياقوت المستعصمي .

كما كان هناك بحوث اخرى حول حدائق الحيوان في العصر العباسي للاستاذ الدكتور خليل الزركاني من جامعة بغداد والانجازات العلمية عند علماء بغداد للاستاذ الدكتور صالح مهدي من جامعة بغداد ومن وسائل الري القديمة في بغداد للاستاذ الدكتور عباس فاضل السعدي وفضل مدينة بغداد في نشر الفكر النحوي للاستاذ الدكتور صبيح التميمي وانطباع الرحالة العرب والاجانب عن مدينة السلام للاستاذة الدكتورة نداء نجم الدين من جامعة بغداد وبعض المنشآت العمرانية لمدينة بغداد في كتاب المنتظم الجوزي للاستاذة الدكتورة فاطمة زبار عنيزان والمواصلات النهرية في مدينة بغداد القديمة الاصل والجذور للاستاذ المساعد الدكتور صلاح رشيد الصالحي من جامعة بغداد ومساحة مدينة السلام بين جديد المستشرقين والموارد العربية للدكتور محمد مرزوك من جامعة ديالى والنشاط الفكري للحاضرة بغداد ام المدائن في المشرق والمغرب الاسلامي للاستاذ الدكتور محمد بشير العامري من جامعة بغداد ومحمد صادق الصدر من الكاظمية المقدسة الى النجف الاشرف للدكتور علي القريشي من جامعة بغداد وبغداد الحضارة والتاريخ والمجد للدكتور كمال خماس من جامعة بغداد والعالمة البغدادية شهدة للاستاذة المساعدة الدكتورة وجدان فريق من جامعة بغداد وترانيم الاطفال في التراث الشعبي العراقي للدكتورة لقاء شاكر من جامعة بغداد وملامح عن مجالس الوعظ ودورها في المجتمع والسلطة في العصر العباسي للدكتورة الاء نافع من جامعة بغداد وبغداد كما وردت في الموسوعة البريطانية للدكتورة وفاء البياتي من جامعة بغداد والحياة الاجتماعية في بغداد (الاعياد و المناسبات في العصر العباسي ) للاستاذة المساعدة الدكتورة احلام محسن من جامعة بغداد والشريف المرتضى امام ائمة بغداد للاستاذة المساعدة الدكتورة زينب كامل من جامعة بغداد والشيخ جلال الحنفي .. ذاكرة بغداد وعاشقها للاستاذ المساعد الدكتور ستار الجابري من جامعة بغداد .

وفي نهاية الندوة وزعت الشهادات التقديرية والدروع على الباحثين في الوقت الذي اقيم على هامش الندوة معرض للكتاب اقامته دار المأمون للترجمة والنشر ومعرضا للصور والفنون التشكيلية.

المصدر


نشر منذ

في

من طرف

الآراء

اترك رد