ينظم قسم الفلسفة بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم- الجزائر ملتقى دوليا حول إشكالية الجسد في الخطاب العربي الإسلامي وذلك أيام 15-16-17 أفريل 2012.
إشكالية الملتقى
لقد وقع إهمال مبحث الجسد طويلا، فلم تول البحوث الفلسفية ولا البحوث التاريخية العربية هذا الموضوع عناية تذكر على أهميته، لذا نحاول في هذا أن نبرز أهمية الجسد ومنماوالته بين الثقافي والمقدس في الفكر العربي الإسلامي.
إذ يتناول هذا الملتقى ما تطارحته المصنفات الفلسفية وكتب الفقه الإسلامي حول الجسد ، كما يبرز مدى اهتمام المجتمعات العربية الإسلامية بالجسد حيا وميتا،ونحاول كذلك الاهتمام الشديد بهذا الموضوع من كل جوانبه في المجتمعات العربية ،علها تساعدنا على فهم العلاقة بين نمو هذه المجتمعات وتطور النظرة إلى الجسد في مختلف المراحل.
وعليه هذا الملتقى يعيد النظر في موضوع الجسد الذي أضحى ولا يزال طي النسيان في تاريخ الفلسفة الإسلامية ،إذ إن إنتاج لغة واصفة للجسد على الإطلاق أمر لا يخلو من صعوبات نابعة أساسا من كونه اشتغالا على مقولة صميمة شكلت طابو ضمن سجلات وأدبيات في كثير من المجالات العلمية والخطابية وموضوع أثير،أبعد من ذلك كله،أنّه قد لازم لدى هذه الأخيرة ترصد طبيعته وأبعاده انطلاقا من اطر نظرية مختلفة وأجهزة مفاهيمية وإجرائية متباينة. فجسد التشريحيين يخالف جسد الفيزيولوجيين أو علماء الأحياء، والجسد كما تصوغه المؤسسة الطبية والعلمية، يغاير صياغات مؤسسات أخرى من سياسية و إعلامية و جمالية و دينية و رياضية،وهلم جرا؛الأمر الذي يجعل من كل خطاب ينتج جسده، ويمنحه تسمية وتقطيعا وبطاقة دلالية بحيث يغدو الجسد أجسادا مفهومية يحيل كل منها على حقل إيحائي معين، أو شكلا فارغا تتناوب العلوم على ملء بياضه، حسب شروط التداول الخاص والعام، فتنتج معرفة أو معارف غير متجانسة تتوزع تجاه تعامله مع واقع الجسد محاولة في ذلك أن تشذره إلى بقع ومناطق متنائية.
ومن المؤكد، أن الجسد يتمتع بوحدة فيزيقية وكيان مستقل عن مختلف أشكال التمثيل، وسياقات التدليل التي تحفه. بيد أن هذا الجسد العاري الغفل من القيم الثقافية المضافة ومنبع الفعل المشبع بالحيوية والوعي المحايث بالذات لا ينخرط في عالم المعنى ويغدو قابلا للإدراك ما لم يستطع أن يحول معرفته الحسية والحدسية التي يعبر من خلالها عن وجوده إلى علامات وصور وكلمات ومفاهيم. ولكن رواسب هذه النظريات ما زالت ملتصقة بواقع المجتمعات العربية الإسلامية اليوم؛على أساس أنّ الجسد في الفقهيات مدعو إلى أن ينضبط وفق معايير تدمجه في الجماعات وتسمو به إلى الإيمان والطهارة، ومن ثم وجب ترويضه وكبته بواسطة أنظمة طقوسية، كطقوس المنع وطقوس التقنين وطقوس السيطرة، إذ نلاحظ أنه هناك سعي متواصل لمغادرة الجسد، مصدر أخطائنا ومزالقنا الأخلاقية.ما جعلنا بحق نستشف أن أمر هذا الجسد مذهل حقا: نخفيه وهو الجزء المرئي من كياننا، نبعده عن الأنظار وهو ما به نرى ونحس الوجود.
كما أن الجسد نظامٌ من العلامات الدالة والمنتجة للمعاني،وعليه فإنّ اعتبار حركاته إنتاجا ثقافيا إنما هو تفسير منطقي لامتثاله لطبيعة الحضارة ونظام الثقافة. فالجسد يحوي عالم اللغة؛فهو من ثمة لغة تختلف جملة وتفصيلا عن لغة اللفظ التي لا تؤمن إلا بمبدأ التقييد، وعليه فكل استعمال للجسد هو تعبير، كما أن النشاط والسلوك الذاتي للجسد ينم عن إدراك عام لما يفرزه المحيط الخارجي، من معان نتبينها ونجلوها من مختلف التعابير الجسدية ،فالفرد يخلق من خلال جسدانيته نسيجا دلاليا، فالجسد وعاء لمعان اجتماعية.بناء على هذه الاعتبارات،فإن الجسد كمبحث أصبح على مستوى التنظير والممارسة قطبا رئيسيا لاهتماماتنا المعاصرة في العالم العربي الإسلامي ومرجعا ضروريا يتناول الفرد والمجموعة في كل الأبعاد.
ولأن الحياة تفرض على الإنسان أن ينظر في جسده يوما بعد يوم، فبه يحس الإنسان ويعبر ويعمل ويبتكر ويحلم ويتخيل… ومن الجسد يطل على واقع الآخرين الجسدي ويلتحم بمفردات العالم وأشيائه. خاصة وأن الكثير من النظريات والتصورات القديمة أخذت تنقرض وهي التي اعتبرت الجسد عائقا وسجنا ولحدا يمنع نور الروح من الإشعاع ويشغل الناس عن العبادة،وهذا ما كان شائعا في الفلسفات التقليدية (أفلاطون، أرسطو…) والذي كان له انعكاسات في ثقافتنا العربية.
من هذا المنطلق الذي نحسبه أنّه يمثل الإطار العام للإشكالية،يمكن لنا أن نطرح عدة تساؤلات وجيهة في شأن واقع الجسد،لعل من أهمها أثرًا ما يأتي:
هل الجسد يشكل مكبوت الثقافة الإسلامية ؟
هل اهتمت الثقافة الإسلامية بموضوع الجسد فقط في إطار الثنائية العتيقة الروح/البدن،والتي تَفْضُل فيها الروحُ البدنَ لارتباط الأولى بالعلوي القدسي والثاني بالغريزي الأرضي الساقط الذي يلزم كبحه والتحكم فيه؟
لماذا تأخرت الدراسات العربية والإسلامية ذات المنحى السوسيولوجي والأنثروبولوجي في دراسة الجسد؟
هل استطاعت الدراسات الخاصة بالجسد التحرر من كل الخطابات الإلحاقية، وأمكنته من الاستقلال الخطابي؟
هل مرد هذا التناول الجزئي للجسد من منظور الدين الإسلامي إلى غياب تصور إسلامي شامل للجسد في كليته؟
محاور الملتقى:
1-التصور الديني للجسد:
ـ ثنائية الروح والجسد
– روحية الجسد وجسدية الروح
– الجسد والإستراتيجية المظهرية في الإسلام
2- الجسد اليومي الديني:
ـ الجسد اليومي الاجتماعي / تصور الجسد اجتماعياً
ـ الجسد الشخصي
– الجسد الموضوعي والجسد الذاتي
ـ الجسد كلية بيولوجية ثقافية
3- الجسد و الجمال والمقدس:
– مظهرية الجسد
– الجسد وإستراتيجية الغواية
– الزينة وجمالية الجسد الشخصي
ـ الجسد والمقدس
ـ الجسد في الإنتاج الفني العربي
4ـ الجسد في الإنتاج الفلسفي العربي الإسلامي:
ـ الجسد في الأدب العربي
ـ الجسد الحقيقي والمتوهم في الطب العربي الوسيط
ـ الجسد المستور والمسفور في التصوير الفني العربي
5ـ أسطرة الجسد سلطوياً:
– الجسد بين الطهارة والنجاسة
– الجسد بين القمع والتحرر
ـ الجسد و الاغتراب
ـ ازدواجية الخطاب والممارسة
لجنة التنظيم:
د. براهيم أحمد د بن جدية محمد
د. قواسمي مراد د. مالفـي عبد القادر
د. قوعيش جمال الدين د .العربي ميلود
اللجنة العلمية للملتقى:
أ.د/عباسة محمد (جامعة مستغانم،الجزائر) أ.د/ مولفي محمد (جامعة وهران،الجزائر)
أ.د/ عبد اللاوي محمد ( جامعة وهران،الجزائر ) أ.د/ علي رمضان الاوسي ( المركز الاسلامي انجلترا)
أ.د/ عبد الرزاق قسوم ( جامعة الجزائر ) أ.د/ حسين الانصاري ( جامعة لاهاي)
أ.د /الزاوي الحسين( جامعة وهران،الجزائر ) .أ.د/ عمر بوساحة( جامعة الجزائر )
أ.د/ البخاري حمانة ( جامعة وهران،الجزائر ) أ.د/بوعرفة عبد القادر( جامعة وهران،الجزائر )
أ.د/ دهوم عبد المجيد (جامعة الجزائر) د/ مصطفى الكيلاني (جامعة سوسة ،تونس)
د/ رشيد الحاج صالح( جامعة الفراث،سوريا ) د/ سوحبي بن نوبيلة( جامعة الكيبك مونتريال،كندا )
د/ نصر الدين العياضي (الشارقة،الإمارات) د/ عبد الجليل بن محمد الأزدي( جامعة مراكش،المغرب)
د/ لزعر مختار( جامعة مستغانم،الجزائر ) د/ عبد الكريم العجمي الزياني( جامعة ليبيا )
شروط المشاركة والآجال:
– تقدم الأوراق المقترحة في شكل Word RTF حسب الضوابط الشكلية المرفقة وترسل في صيغة ملف مرفق في الآجال المحددة للعنوان الالكتروني للملتقى.
– التكفل في مدينة مستغانم مضمون لأصحاب المداخلات،ولا تضمن الجامعة تذاكر السفر.
الآجال:
ديسمبر 2011: الإعلان عن الملتقى
10 مارس 2012: آخر آجل لتلقي المقترحات (عنوان + ملخص مختصر).
15 مارس 2012: الإجابة عن الملخصات.
30 مارس 2012: آخر آجل لتلقي الأوراق النهائية حسب الشكل المطلوب.
01 أفريل 2012: إشعار ذوي المداخلات بقرار اللجنة العلمية.
15-17 أفريل 2012: أشغال الملتقى.
خلايا التنسيق والمراسلات:
** د.براهيم أحمد رئيس قسم الفلسفة
كلية العلوم الاجتماعية، جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، ص.ب 118، مستغانم، 27000، الجزائر.
هاتف/فاكس: 273027-273029(213) الهاتف الخلوي:00213668938333
البريد الإلكتروني: – البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -r
ملاحظة :
مدينة مستغانم تتواجد على بعد 350 كلم غرب العاصمة الجزائر، وهي مدينة ساحلية .
الضوابط الشكلية للمداخلات:
– يمكن تحرير المداخلات بإحدى اللغتين العربية أو الفرنسية في حدود 15 صفحة.
– الفراغ ما بين الأسطر محدد بـ 2.1 نقطة .
– كل الهوامش (الأعلى، الأسفل، اليمين، اليسار) محددة بـ 2.5 سم.
– نوع الخط بالنسبة للمداخلات بالغة العربية هو Simplified Arabic بحجم 14، أما بالنسبة للمداخلات باللغة الفرنسية فهو Times New Romain بحجم 12.
– ملخص المداخلة يجب أن لا يتجاوز 150 كلمة مرفق بكلمات مفتاحية في حدود 10 كلمات
– يذكر المؤلف في صلب النص باسمه ولقبه مع تحديد تاريخ النشر والصفحة مثلا: (م.الجابري،2006،4) أو (J.Fisher, 1997, 45)، أما قائمة المراجع فتكون في نهاية المداخلة، مرتبة أبجديا.
– المعايير الواجب احترامها حينما يتم عرض المراجع هي التالية:
– المؤلف، سنة النشر بين قوسين، عنوان المقال بين شولتين، اسم المجلة أو عنوان المرجع مكتوب بشكل مائل، اسم الناشر، مكان النشر، الجزء، رقم الصفحة.
المراجع المستقاة من شبكة الانترنت تعرض في قائمة المراجع بالكيفية التالية:
http://www…
Smith, J.P. (1997). Comparing Search engines for resarch. [ En Line]. Adresse internet: إرسال المداخلة يكون في شكل ملف مرفق لأحد العناوين الالكترونية الذكورة أعلاه.
على كل من يريد المشاركة في هذا الملتقى ملأ هذه الاستمارة وإرسالها على أحد العناوين التالية:
الفاكس:00213.045.30.10.27
البريد الإلكتروني:
moltaka.mostaganem27 @ yahoo.fr
اترك رد