اليوم الأحد ذهبت فرنسا إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسها القادم في ظل اقتصاد يترنح من خلال فشل سياسات سركوزى الاقتصادية لمعالجة ملف البطالة ، وفي حالة فشله في الصعود إلي قصر الاليزيه مرة أخرى ، تكون الانتخابات الفرنسية لسنة 2012 هي الأولى في تاريخ فرنسا بان يخسر مرشح الرئاسة جولته لإعادة انتخابه مرة أخرى منذ 30 سنة.
وبالمقابل يرى المحللون للانتخابات الرئاسية الفرنسية بان فرص نجاح سركوزى قليلة نظرا لطريقة استعراضاته السياسية، وفشله في السيطرة علي البطالة في بلاده، وانشغاله بالسياسة الخارجية وبطولاته الوهمية، وفشله في إحياء اتحاده من اجل المتوسط. حيث استطلاعات الراى الفرنسية تشير إلى تقدم فرانسوا هولاند وقدرته علي هزيمة الثماني الآخرين وعزلهم من القائمة الانتخابية ، ليصل إلي يوم 6 مايو القادم بأكثر من نقطة انتخابية مهمة وقيادة متقدمة لحصاد الأصوات.
ووعود هولاند هي اقل رغبة في الإقلال من الموازنات وهو يريد برنامج ضرائب عاليا علي الثروات من اجل دعم الدولة وبرامجها ودعم برامج البطالة وخلق فرص العمل ، حيث برنامجه يقترح فرض ما قيمته 75% ضرائب علي ما قيمته مليون يورو( بمعدل مليون وثلاثمائة دولار).
ويعتبر هولاند أول رئيس فرنسي يساري يدخل للركح الانتخابي الفرنسي منذ الرئيس الرائيس الراحل فرانسوا ميتران، والذي هزم فاليرى جيسكارد في سنة 1981. ومن ناحية أخرى يعتبر سركوزى من أهم القادة الفرنسيين الذين يقدمون برامج انتخابية ثم يبتعدون عنها ، خصوصا مثل وعوده في سنة 2007 إلي عندما وعد بزيادة الرواتب وكانت من وجهة نظر الفرنسيين مجرد وعود زائفة لهم مع زيادة معدل البطالة بين فئات الشباب الفرنسي.
واستطلاعات الراى الفرنسية تشير أيضا إلي إن الشعب الفرنسي عبر سخطه لسركوزى وظهوره كممثل مسرحي خصوصا عند ظهوره في احتفالية زواجه من عارضة الأزياء كارلا برونى في مشاهد حميمية وفظة للراى العام الفرنسي، حيث كانت تعوزه البراعة في اختيار شريكة حياته والسيدة الأولي لفرنسا.
“نحن لابد إن نتخلص من سركوزى ، تقول السيدة بواتيل مارك، الموسيقية الفرنسية ، وتردد الشعب يريد فرص عمل ” في مظاهرات يوم الانتخابات الفرنسية. وهذه السيدة تقول أنها تريد أن تصوت لليساري جان لوك والذي يريد ويطالب بثورة ضد الرأسمالية ولهولاند في الجولة الثانية والذي يريد إرجاع العافية إلى الاقتصاد الثاني في أوروبا.
سركوزى لا يزال يملك القدرة علي تصدر قائمة الكلية الانتخابية الحالية بالرغم من مظاهر الاهانات التي تعرض لها في جنوب غرب فرنسا الشهر الماضي ، تلك المظاهر التي استفاد منها هولاند في سباق الرئاسة بعشر نقاط، تقول استطلاعات الراى الفرنسي.
هولاند يتفوق في الجولة الأولي بمتوسط مئوى 28% وفي مقابل 27 % سركوزى ، ومارين لوبأن يتحصل علي 16% وبرنامجه يتمحور حول التصدي للهجرة وخروج فرنسا من منطقة اليورو.. وياتى ميلسون والذي يحصد الأصوات مقابل دعواته لإنهاء قوة الأسواق الرأسمالية علي الاقتصاد الفرنسي ، والتي جعلت منه نجم للانتخابات الفرنسية كمرشح كاريزمى ، في حين الوسطى فرانسوا بيرو تحول إلي الترتيب الخامس في العشرة بالمائة.
والأسواق الفرنسية أعلنت تخوفها من المد اليساري في الانتخابات الفرنسية لسنة ، حيث تاريخ الانتخابات الفرنسية لسنة 2002 عندما جان ماريو لوبأن هزم اليساري الاشتراكي جوسبان في الجولة الأولي بواقع 29% من الأصوات . ففي الاستبيان الأخير لشهر ابريل يتوقع إن ما نسبته 40% ن الفرنسيين سوف يبقون في بيوتهم بعيدا عن صناديق الاقتراع، بالرغم من استبعاد المحللين لذلك المؤشر المتوقع حدوثه.
والانتخابات الفرنسية الجارية ألان عمودها الاساسى الصوت لمن يُصلح الاقتصاد الفرنسي من الهاوية، حيث اقتصادها يقاوم رياح الكساد الاقتصادي والبطالة التى وصلت إلى 15% والعجز في الموازنة وتدنى فرص العمل. سركوزى قاد اقتصاد بلاده إلى مخاطر أكثر خلال الأزمة المالية العالمية، هولاند يعمل علي وضع الملامة علي خصمه سركوزى ، ودوره في تردى حالة فرنسا ونظمها المالية ، إلا أن برنامج هولاند قد يقدم معالجات من خلال تركيزه علي زيادة الضرائب وتخفيض الإنفاق وتوازن الميزانية ، وتركز سياسته علي القطاع المالي الفرنسي.
هذه هى طبيعة الديمقراطية الرئاسية في فرنسا ، كر وفر ، وتعددية برامجها ، ولكن عمادها الفقرى الصوت لمن يقدم برامج الاقتصاد واصلاح سياساته، وترك كل ما يخص الدولة والمواطن الى رياح التغيير.
اترك رد