ينظم قسم الفلسفة بكلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية جامعة د/ مولاي الطاهر سعيدة – الجزائر الملتقى الدولي الأول حول فلسفة السلم في موضوع: التربية الصوفية وأثرها في السلوك السلمي، في الفترة 19- 20 نوفمبر 2012.
الإشكالية:
لقد كانت التربية الصوفية موضوع جدل-ولازالت- بين مؤيد متحمس، لكن خارج التجربة وخارج مجالها العملي والعلمي, وبين معارض منكر، هو الآخر من خارج المجال نفسه, مما صبغ تلك “المعارف” المتآتاة من ذلك الجدل بصبغة “أيديولوجية” قدحيه نزاعية أكثر مما هي علمية موضوعية ، ويكفي أن نرصد ما تنشره تلكما النزعتان من مواضيع في مواقع الانترنيت وما تصدره في دور النشر، لنقف على حقيقة تلك “المعارف”.
غير أن هناك نزعتين أخريين –كانتا ولازالتا- تنتجان المعارف العلمية حول الموضوع ، إما عن تجربة عملية, وإما عن تأمل نظري .
فمن أصحاب التأمل النظري، نذكر على سبيل المثال : العلامة ابن خلدون في: المقدمة وفي: شفاء السائل , والشاطي في: الاعتصام وأبو نصر السراج في: اللمع , وأبو بكر الكلاباذي في: التعرف لمذهب أهل التصوف وابن تيمية في: فقه التصوف , وابن القيم في: مدارج السالكين والإمام السيوطي في: تاييدالحقيقة العلية . ومن المحدثين نذكر: الدكتور زكي مبارك في: التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق , وإسماعيل النبهاني في: شواهد الحق و رمضان البوطي في: التعرف على الذات وفي: أوربا من التقنية إلى الروحانية وفي: شرح الحكم العطائية والدكتور عبد الرحمن بدوي في : تاريخ التصوف الإسلامي , وفي: الإنسانية والوجودية في الفكر العربي , والدكتور علي سامي النشار في: نشأة الفكرالفلسفي في الاسلام (الجزء الثالث), وأبو العلا عفيفي في: التصوف الثورة الروحية في الإسلام ;ومحمد عابد الجابري في : العقل الأخلاقي العربي و محمد مفتاح في : الخطاب الصوفي وغيرهم كثيرون.
وأما أصحاب التجربة الذين خاضوها فذاقوها – شيوخا ومريدين- فتكلموا عنها من داخلها ومن جوانيتهم. فنذكر من بينهم: الإمام الجنيد , وذا النون المصري – في ما أثر عنهما عن طريق الرواية – والمحاسبي في: الرعاية لحقوق الله وفي: الوصايا , وأبا طالب المكي في: قوت القلوب , والقشيري قي: الرسالة والسهروردي الحلبي في :عوارف المعارف, والهجويري في: كشف المحجوب والأنصاري في: منازل السائرين والإمام أبو حامد الغزالي خاصة في: الإحياء والمنقذ من الظلال وفي: منهج العابدين وعبد القادر الجيلاني في :الفتح الرباني و الفيض الرحماني ومحي الدين بن عربي في الفتوحات المكية – تحديدا- وعبد الوهاب الشعراني خاصة في : الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية وفي: القول المبين في بيان آداب الطالبين وابن عطاء الله السكندري خاصة في : الحكم العطائية, وفي: تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس …وغيرهم كثيرون وخاصة ما أثر عن شيوخ التربية من أمثال : عبد السلام بن مشيش وتلميذه أبو الحسن الشاذلي وتلميذه أبو العباس المرسي و أحمد الرفاعي وأحمد البدوي وأحمد زروق و أبو مدين الغوث وأحمد التيجاني وأحمد بن يوسف الراشدي وأحمد بن موسى دفين كرزاز صاحب الرموز في التربية السلوكية والدكتور عبد الحليم محمود شيخ ألأزهر الأسبق في كتابه : قضية التصوف والدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني –الذي أصبح شيخ طريقة ومربيا- في كتابه : مدخل إلى التصوف الإسلامي وكثير غيرهم من المهتمين المعاصرين بالسلوك الصوفي علما وعملا.
إن هذا، إنما يدل على أن التربية الصوفية صارت الآن في بؤرة اهتمام الدرس الفلسفي والدرس النفسي والاجتماعي والديني، خاصة بعد الإفلاس الفكري والانفلات السلوكي الذي أصاب الحركات الإسلامية، وبعد انحسار القيم الأخلاقية و الإنسانية بفعل اقتصاد الوفرة والرفاه المادي.
وعليه، فان إشكالية الملتقى تتأسس – أولا- على أن فلسفة السلم في التصوف الإسلامي ليست فلسفة نظرية –فحسب – بل هي كذلك فلسفة عملية تتجلى بوضوح في مدونة السلوك الصوفي – القولي والفعلي – وهو سلوك سلمي تصالحي، مع الذات ومع الآخر ومع المجتمع ومع العصر . وتتأسس – ثانيا – على أن هذا السلوك السلمي ألتصالحي إنما هو نتيجة جهد تربوي منهجي ذي مبادئ ومفاهيم وقيم وأهداف .
وانطلاقا من هذا التأسيس، فإننا سنعتبر هذه العلاقة اللزومية بين التربية الصوفية وبين السلوك السلمي والتي يشي بها عنوان الملتقى– من المبادئ المؤطرة معرفيا لفلسفة السلم في التصوف الإسلامي ومع ذلك، فإننا لن نغفل ذلك التفاعل الديالكتيكي بين هذه العلاقة وبين العلاقات اللزومية الأخرى التي تناقضها أو تناظرها، من مثل ما هو شائع ومتداول حول سلبية السلوك الصوفي، ومن مثل ما أصبح في حكم المسلم به – خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر – حول عنف ولا سلمية الإسلام، والواقع، إن هذه العلاقات اللزومية : بين التربية الصوفية والسلوك السلمي ، وبين التربية الصوفية والسلوك السلبي ، وبين تربية الحركة الإسلامية والسلوك اللاسلمي، إنما تعكس مواقف وقناعات حاصلة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا تجاه الحركة الصوفية – من جهة – وتجاه الحركة الإسلامية –من جهة أخرى – ، وهي مواقف وقناعات تجد ما يسندها وما يسوغها في سلوكيات هاتين الحركتين اللتين تجهد كل واحدة منهما نفسها ، من اجل التأصيل إسلاميا لمنظومتها التربوية . وهنا المفارقة :
إذ كيف أمكن – معرفيا وبيداغوجيا ومنهجيا – لهاتين المنظومتين التربويتين اللتين تمتحان أصولهما ومبادئهما من مصدر واحد أن تنتجا سلوكين متناقضين؟
إن غايتنا من هذا الملتقى ليس البحث – فقط – في هذه الإشكالية ، بل تتجاوز ذلك إلى البحث –أولا – عن ما يمكن الاستفادة منها ، والى البحث –ثانيا – عن كيف يمكننا توظيف ذلك كله في منظومتنا التربوية واستثماره من اجل ترسيخ قيم السلم وإعادة تجذير تقاليد السلوك السلمي في مجتمعنا .
أهداف الملتقى :
الأهداف العلمية:
المساهمة في تحديد معالم فلسفة السلم في التصوف الإسلامي وإثرائها.
تثمين وتحبين معاني وقيم التربية الروحية الصوفية..
الأهداف البيداغوجية:
استثمار معاني وقيم التربية السلمية الصوفية وترسيخها في المنظومة التربوية.
الأهداف الاجتماعية :
استثمار معاني وقيم السلم الإسلامي الصوفي وإعادة استرجاعها والتمكين لها اجتماعيا من اجل إعادة تجذير تقاليد السلوك السلمي المتصالح مع الذات ومع الآخر ومع المجتمع ومع العصر .
محاور الملتقى :
المحور الأول: فلسفة السلم في التصوف الإسلامي
المبحث الأول : مفهوم السلم في المجال التداولي السياسي والديني والاجتماعي
المبحث الثاني : السلم في التصوف الإسلامي، المفهوم/ والقيم .
المحور الثاني: التربية الصوفية والسلوك
المبحث الأول : التربية في التصوف الإسلامي: المرجعية / المفاهيم / القيم / الأهداف / .
المبحث الثاني : التربية الصوفية وأثرها في سلوك الحركات الصوفية الإسلامية عبر التاريخ .
المبحث الثالث : التربية الصوفية وأثرها في سلوك المجتمع الجزائري وفي المجتمعات العربية والإسلامية عبر التاريخ.
المحور الثالث: الروافد التربوية والأيديولوجية للسلوك اللاسلمي في المجتمع الجزائري وفي المجتمعات العربية والإسلامية.
المبحث الأول : التربية السلوكية في المنظومة التربوية ( قراءة في المضمون )
المبحث الثاني : التربية السلوكية في المنظومة الأيديولوجية للحركات الإسلامية المعاصرة
( قراءة في المضمون )
المحور الرابع: من اجل تربية سلوكية سلمية في المجتمع
المبحث الأول : ماذا نأخذ من التربية الصوفية ؟
المبحث الثاني : كيف نوظف مبادئ وقيم التصوف الإسلامي في منظومتنا التربوية ؟
رئيس الملتقى : حفيان محمد
اللجنة العلمية : اللجنة التنظيمية :
– محمد حفيان / رئيسـاً – د. مجاهد ميمون/ رئيسـاً
– د. بكري عبد الحميد / عضواً – أ.د موسى عبد الله/ عضواً
– أ. عفيان محمد / عضواً – د. قدوري عبد الكريم/ عضواً
– أ. بن مصطفى دريس/ عضواً – أ. شباب عبد الكريم/ عضوا
– أ. آيت أحمد نور الدين/ عضواً – أ. دلباز محمد / عضوا
– أ. شريفي علي/ عضواً – عبيدي عبد السلام/ عضواً
– .بن دوبه شريف الدين/ عضوا
شروط المشاركة :
-
ضرورة الالتزام بإشكالية الملتقى ، والبحث في محور واحد من محاوره .
-
أن يكون العمل جديدا ولم ينشر من قبل أو قدّم في ملتقى آخر .
-
ترسل المداخلات إلى اللجنة العلمية للملتقى .
-
ترفق المداخلات بمعلومات كافية عن المشارك .
-
يتلقى أصحاب المداخلات المقبولة دعوة رسمية للمشاركة في الملتقى .
-
تتكفل جامعة سعيدة بالإيواء والإطعام ابتداء من مساء يوم الاحد 18 نوفمبر 2012
-
تتكفل جامعة سعيدة بتذاكر السفر بالنسبة للمشاركين من خارج الجزائر.
إرسال الملخصات والبحوث :
-
آخر أجل لاستقبال الملخصات 30 / جوان / 2012 .
-
آخر أجل لاستقبال المداخلات 30 / سبتمبر/ 2012 .
-
الإعلان عن قبول المداخلات قبل 15 / اكتوبر/2012
-
الملخصات المقدمة قبل تأجيل الملتقى تؤخذ في الاعتبار
-
تطبع المداخلات قبل بداية أشغال الملتقى في حال الإمكان.
ترسل المراسلات باسم رئيس اللجنة العلمية للملتقى:
عبر البريد الالكتروني [email protected]
الهاتف /فاكـــــس : 88 76 47 048
المحمول : 06.62.52.40.55
اترك رد