ندوة حول كتاب: واقع الدراسات النقدية العربية في مائة عام

17 مارس 2013

ملاحظات عديدة ونقاط كثيرة، توقّف عندها وأثارها الناقد د. جمال المقابلة والناقدة د. رزان إبراهيم، في سياق قراءتهما لكتاب الناقد د. إبراهيم خليل “واقع الدراسات النقدية العربية في مائة عام” الصادر حديثاً عن الجامعة الأردنية ضمن احتفالاتها بعيدها الخمسين ويوبيلها الذهبي، بدعم من عمادة البحث العلمي في الجامعة.

الندوة التي أقامها قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأم وأدارها رئيس القسم د. محمد القضاة، وحضرها عميد كلية الآداب السابق د. عبد الله عنبر والأسبق د. رجائي خانجي، وأساتذة وطلبة ومعنيون وإعلاميون عديدون، تجلت ورقتا إبراهيم والمقابلة فيها، كمراجعة موضوعية نقدية لمحتويات الكتاب وآفاقه التي جابها عبر 208 صفحات من القطع الكبير، وختمها خليل بشهادة حول تجربته مع الكتاب تميزت بنفسٍ قصصيٍّ واضحٍ ورشيق.
فكرة نقد النقد جديرة بالاهتمام كما ترى د. رزان إبراهيم، وهي إضافة إلى كونها بحاجة لمختلف معارف الناقد جول المناهج النقدية، تعد إضاءة مهمة من الإضاءات التي حقق فيها الدارسون والنقاد العرب إنجازات لافتة، بحسب إبراهيم، إنْ على صعيد التنظير أو على صعيد الممارسة.
إبراهيم ذهبت في ورقتها ومقارباتها للكتاب إلى أن إبراهيم خليل يقترب فيه من تأمين مرجع ببلوغرافي مهم للباحثين والدارسين، يمكنهم من خلاله أخذت، ولو فكرة أولية، عن النقد العربي خلال مائة عام ممتدة.
إبراهيم الأستاذة المشاركة في كلية آداب وعلوم جامعة البترا، استعرضت الكتاب من خلال سبعة محاور أساسية منها: الاتكاء على النظرية الغربية في النقد، التقاط الكتاب وصاحبه لالتباس المنهج، وتشتت وجهات الناقدين العرب بين نظريات النقد الشكلانية والواقعية والنفسية والبنيوية والتفكيكية وغيرها. إبراهيم توقفت إلى ذلك، عند ملاحظة خليل وجود هوة بين الأدب العربي والنقد المتابع له.
وملاحظته وجود تناقض أيضاً وتنقل غير مدروس بين مدارس النقد المعروفة. إبراهيم تحدثت أيضاً عن إشارة خليل لتشوش بعض النقاد العرب، وأخذت عليه قسوته بعض الأحيان، وآراءه الكاسحة، وختمت بالقول “في الكتاب أكثر من قضية جدلية تستحق الانتباه. ويبقى للناقد القارئ حقه في محاورة أكثرها. ومن حقه أيضاً مساءلته عما كان غائباً في هذه الدراسة بنفس الطريقة التي يكون له الحق في مساءلته عما كان حاضراً. وجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو حصيلة سنوات من القراءة والمتابعة الحثيثة, وهو ما يمكن ملاحظته عبر مرجعيات علمية متعددة يركن إليها الكاتب. ولا يغيب عنا حوارية فاعلة منعقدة بين هذه المرجعيات غرضها نقل صورة شمولية تصف الحالة النقدية العربية خلال عشرة عقود متتالية”.
الناقد د. جمال المقابلة تساءل في مستهل ورقته: “ما المقصود بالعنوان مفصّلاً: “واقع الدراسات النقدية العربية في مائة عام”؟ فهل تدلّ كلمة واقع على رسم صورة كاملة لهذا الواقع، أي ما أُنجز حقًّا، بغضّ النظر عن الرأي فيه؟”.
و”هل المقصود بالدراسات النقديّة”، يواصل المقابلة تساؤلاته، “الكتب والمقالات، الأكاديميّة الجامعيّة والصحفية السيّارة، المطوّلة والمختصرة، الأدبية والثقافيّة والفكريّة والفلسفيّة، ذات الصلة؟”.
و”هل المقصود العربيّة، العربية أصلاً وفكرًا، أم العربيّة لغةً حتى ولو كانت مترجمة عن غير العربيّة، ذلك أنّ النقد بعامّة بضاعة عالميّة، والنقد العربي سيكون أمشاجاً وأخلاطاً من هنا وهناك؟”.
ثم يتوقف المقابلة عند عبارة “في مئة عام”، متسائلاً: “لعلّ مدّة القرن الكامل متطاولة زمانيًّا، والشروع في الإعداد لها يتطلّب جهدًا مؤسّسيًّا لا جهدًا فرديًّا، فهل المائة عام تدلّ على طموح المؤلّف في أن يحتوي منجزها، أم تدلّ على إحساس بفقر العرب في هذا الجانب من التأليف، حتّى نتصدّى لمائة عام منه في مائتي صفحة تعرض له ولو بإيجاز؟”.
وأخيراً يرى المقابلة أن عبارة “عرض موجز”، لا تشفع رغم تذييل عنوان الكتاب بها، أن لا يستنزف الكتاب “جهدًا وطاقة وحجمًا من الإنتاج أكبر بكثير ممّا بذل”.
ومع كلّ ما سبق، فإنّ المقابلة يجد أن الكتاب يستحقّ أن “يُثنى عليه ثناء عاطراً”، لكونه يسدّ ثغرة في تاريخ النقد الأدبيّ العربيّ، ولما يتضمنه من استقصاء، ولأسباب أخرى.
المقابلة، استعرض، في سياق متصل، عدداً من الملاحظات حول الكتاب: عدم إفادته حقّ الإفادة من كتب سبقته أشار المؤلّف الكريم إلى بعض منها، وفاته الإشارة إلى بعضها الآخر، تورّط الكاتب بإصدار أحكام قيمة على المادّة التي يعرض لها وعلى نقاد بعينهم.

الآراء

  1. الصورة الرمزية لـ سليم بحر

    عيبكم في النشر هو وضع الموضوع دون توضيح أين حدث

    1. الصورة الرمزية لـ شبكة ضياء
      شبكة ضياء

      عيبك أيها الأخ الزائر انك لا تحسن قراءة التقارير..

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: