تنظّم جامعة محمّد الأوّل- كليّة الآداب (فريق البحث في الفلسفة الإسلاميّة وتكوين الدكتوراه في التراث الثقافيّ والتنميّة) ندوة علميّة دوليّة في موضوع: ملامح الفكر العمليّ عند محمد بن عبد الكريم الخطّابي بمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على وفاته (أعمال مهداة إلى الأستاذ علي الإدريسي) يومي 27-28 نوفمبر 2013 بقاعة نداء السلام بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة، وجدة/المغرب. (تم تأجيل الندوة إلى وقت لاحق)
تقديم:
نسعى في هذه الندوة إلى لمّ بعض أطراف الفكر العمليّ عند محمد بن عبد الكريم وإعادة بناء المعالم الرئيسة لمشروعه الفكريّ العامّ. وذلك بغية المساهمة في تسليط الضوء على جوانب من فكره الأخلاقيّ والسياسيّ والاقتصاديّ والقانونيّ والدبلوماسيّ وغيره، وبالتالي المساهمة في إغناء البحث في فكر الرجل الذي هو معين للفكر الإنسانيّ لا ينضب ونقطة ضوء مشرقة في تاريخ المغرب الحديث ورمز خالد للذاكرة والهويّة الوطنيّتين. وقد حصل إجماع قلّ نظيره على المستوى العالميّ على أهمّية شخصيّة محمد بن عبد الكريم الخطابي وعمق مساهمته وصدق عمله ونبل سياسته ووضوح فكره. لقد كان بسيطا وعميقا في حياته ورؤيته، فاضلا وحكيما في سلوكه ونظره، متّزنا ومترويّا في قراراته وتدبيره، واضحا ومتميّزا في فكره وعمله.
ولا تخفى أهمّية أفكاره في المجال العمليّ ووجاهتها وقوّة حجّيتها لكونها انبنت على مبادئ ومفاهيم وتصوّرات علميّة عميقة سبقت ربّما زمانها، وهي أفكار لم تنل ما تستحقّها من البحث ولم تدرس بما فيه الكفاية، في حدود علمنا، رغم كلّ ما ألّف حول حركة الأمير الخطّابي منذ عشرينات القرن الماضي إلى يومنا هذا. صحيح أنّه رجل عمل لكنّه أيضا رجل فكر؛ وإن كان قد كرّس حياته أكثر للعمل، فإنّ ذلك لم يكن أبدا على حساب النظر، لكن قد لا نخالف الصواب إن قلنا إنّ نوع النظر الذي هيمن على فكر الرجل هو النظر الملازم للعمل، إنّه الفكر العمليّ الذي يشمل مختلف جوانب الحياة الاجتماعيّة العامّة من أخلاق وسياسة واقتصاد ومؤسّسات وتدبير ودبلوماسيّة وحرب وسلم وغير ذلك.
وأكثر من ذلك، إنّ هذا الفكر لم يكن قطّ تقليديّا، بل يبدو أنّه يتضمّن كثيرا من مبادئ الحداثة على جميع المستويات. ولعلّ مولاي محند، كما يناديه أهل الريف، سبق عصره وكان سبّاقا إلى الصدح بأفكار تنويريّة غير مألوفة في بيئته، بل وحاول ترجمتها إلى الواقع العمليّ؛ فما هي أهمّ هذه المبادئ وما سمات هذا الفكر العمليّ؟ ويبدو أيضا أنّه نجح في الجمع بين الإسلام والحداثة، بين الأمازيغيّة والعروبة، بين المحلّية والكونيّة، فما مظاهر هذا الجمع وما كيفيّته وما انعكاسه على فلسفته العمليّة؟ من المؤكّد أنّه غرف من الثقافة الغربيّة دون أن ينغمس فيها كلّية أو يرفضها كلّية، وكان يقول عن الحضارة الأوربيّة “إنّها باعنا وقد ردّت إلينا”؛ فما دور تكوينه المزدوج التقليديّ والحديث في فكره العمليّ؟ لقد مارس الصحافة والتدريس والترجمة والقضاء والسياسة، وكتب مقالات ورسائل عديدة بداء بإقامته بمليليّة في جريدة تيليغراما دليل ريف، وانتهاء بمنفاه في القاهرة؛ فما طبيعة كتاباته وما مصادر فكره؟ ما درجة تأثير كلّ من الثقافة المحليّة والمتوسطيّة والإنسانيّة في تكوينه ومواقفه؟ ما تأثير فلسفة الأنوار على فكره ومشروعه؟ كيف تحضر قيم الحرّية والعدالة والكرامة في منظومته الفكريّة العمليّة؟
من المعروف أنّ الخطابي لم يكن يعترف إلا بالحقّ، لكن ما تصوّره للحقّ؟ ثمّ إنّه كان يحمل تصوّرا متكاملا للدولة والمجتمع المدنيّ والمؤسّسات وكان لا يخفي غايته وهي تأسيس دولة مغربيّة عصريّة تضمن العدل والكرامة والحرّية للإنسان؛ فما تصوّره للنظام السياسيّ وسلطه المختلفة، ما مفهومه للوطن والدولة العصريّة، وما نظرته إلى التعليم وغيره؟ وعلاوة على منهجه وحكمته السياسيّة، كان له تصوّر اقتصاديّ مبدع ومتجدّد مبنيّ على فهم عميق للواقع المغربيّ والإقليميّ والدوليّ. وما تأكيده على التعاون مع إسبانيا في عزّ الصدام خاصّة في الجانب الاقتصاديّ إلا دليل على ذلك، فما هي عناصر فكره الاقتصاديّ في الفلاحة والصناعة والمبادلات وغيرها؟ تلك بعض الأسئلة من بين أخرى كثيرة ستكون مدار مدارسة الباحثين الذين سيوجّهون كلّ عنايتهم في هذه الندوة إلى استجماع عناصر فلسفة الخطّابي العمليّة من خلال الانكباب على آثاره المكتوبة والمخطوطة والشواهد الشفويّة وحواراته ومختلف الوثائق المتاحة كما من خلال تجربته التاريخيّة وشهادات المعاصرين له من أصدقائه وخصومه على السواء، مغاربة وأجانب، ومن الدارسين في مختلف التخصّصات وخاصّة المؤرّخين منهم.
المحاور:
هكذا، يمكن إجمال محاور هذه الندوة، لا على سبيل الحصر، فيما يلي:
– تكوين الخطّابي ومصادر فكره العمليّ؛
– فكره الفلسفيّ (مفاهيم الحقّ، السياسة، الحرّية، الحرب، السلم، المقاومة، الشعب، الهويّة، التقدّم…)؛
– فكره الأخلاقيّ (الإنسان، القيم، الفضائل، السعادة، وغيرها)؛
– فكره السياسيّ (طبيعة النظام السياسيّ، الجمعيّة الوطنيّة، السلط التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة، من القبيلة إلى الوطن، مشروع الدولة العصريّة…)؛
– فكره الاقتصاديّ (الثروة، الفقر، الغنى، الإنتاج، التجارة، النقد…)؛
– فكره الاجتماعي (الجماعة، الأسرة، التعليم، الصحّة…)؛
– فكره القانونيّ (الدستور، المؤسّسات، العلاقات الدوليّة، الأعراف، القوانين وغير ذلك)؛
– فكره الدبلوماسيّ (العلاقات الداخليّة بين القبائل، العلاقات الخارجيّة، قنوات التواصل والمعاهدات وغير ذلك)؛
– تأثيره ومستقبل فكره العمليّ (تتبّع عناصر من فكره العمليّ في كتابات ومواقف وإحالات اللاحقين محليّا ودوليّا).
مواعيد:
آخر أجل لاستقبال الملخّصات واستمارة المشاركة يوم 30 ماي 2013
الإخبار بقبول المشاركات قبل 15 يونيو 2013
آخر أجل لاستقبال المداخلات يوم 15 أكتوبر 2013
الإخبار بقبول المشاركات بصفة نهائيّة قبل 30 أكتوبر 2013
لغات الندوة:
العربيّة والفرنسيّة والإسبانيّة والإنجليزيّة
اللجنة التنظيميّة:
الأستاذ محمد بنيعيش
الأستاذ محمد الطلحاوي
الأستاذ توفيق فائزي
الأستاذ محمد لشقر
الأستاذ فريد لمريني
الأستاذ جمال الدين السراج
الأستاذة نبيلة مسعودي
الأستاذ سعيد البوسكلاوي
استمارة المشاركة: تتضمن ما يلي:
الاسم الكامل/التخصّص/الإطار/المؤسّسة/البريد الإلكتروني/عنوان المداخلة/ملخّص المداخلة/
ملاحظة:
تتكلّف الجهة المنظّمة بتغطيّة نفقات الإقامة وطبع أعمال الندوة.
الاتّصال:
الأستاذ سعيد البوسكلاوي
اترك رد