تنظم كلية الشريعة بأيت ملول جامعة القرويين (أكادير – المغرب) ندوة علمية وطنية في موضوع: فقه الأولويات يومي 26 و 27 مارس 2014.
ورقة الندوة:
لطالما رفع الكثيرون من أبناء الصحوة الإسلامية، شعار تطبيق الشريعة، والشريعة هي الحل، وغيرهما من الشعارات، منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن أنظمة الحكم في أغلب الدول العربية كانت لهذا المطلب بالمرصاد، زجت بكثير ممن اعتبرتهم خطرا على “الديمقراطية” في السجون ، ونفت آخرين، وضيقت على من بقي من حيث الرقابة الصارمة على كل نشاط يقومون به، وإخضاعهم للتحقيقات في أبسط الأمور.وذلك بتحريض من الجهات المعادية للإسلام، في الداخل، كالتيارات الشيوعية والعلمانية و”الحداثية” ، وفي الخارج كالصليبيين الحاقدين على الإسلام، والطامعين في نهب ثرواته، ونشر القيم الإباحية وتقافة الاستهلاك في المجتمعات الإسلامية.
وتلاحق الأحداث العالمية في العقدين الأخيرين، وفشل سياسة الانتقام والعقاب التي نهجها الغرب، للقضاء على ما أسماه بالإرهاب، وكذا فشل سياسة أنظمة الحكم في بعض الدول العربية ضد الحركات الإسلامية عموما، والمتطرفة منها خصوصا، إثر ذلك كله تقوى شعور المسلمين جميعا بالظلم فأبدوا تعاطفا مع هذه الحركات وصل درجة التصويت لها في كثير من الانتخابات التي خاضتها، بعد أن بدا للغرب نفسه، المؤيد على الدوام للأنظمة الديكتاتورية، أن يفسح المجال لبعض هذه الحركات لتمارس الحكم، بعد أن رأى مصالحه مهددة في العالم كله لسياسته العمياء في الرهان على القوة، بل اقتنع أن قمع هذه الحركات والأحزاب وحرمانها من ممارسة حقوقها السياسية، كان هو السبب فيما حدث ويحدث.
ونظرا لسرعة وتيرة هذه الأحداث، فيما سمي بالربيع العربي، واتخاذ كثير من هذه الحركات القرار بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أسفرت عن نجاحها، فوجئت بإرث ثقيل من المشاكل، وفي مقدمتها الفساد، وبملفات عويصة على مستوى التعليم والصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات الحيوية ذات الصلة بحياة المواطن اليومية، أي إخفاق في حلها، أو بطء في علاجها، فضلا عن النكوص إلى الوراء فيما اكتسب فيها، ينذر بانقلاب ضد هذه الحركات.
ولم يجد هؤلاء الإسلاميون أمام هذا الواقع المر، وهم يحملون شعار تطبيق الشريعة الذي من أجله ناضلوا ، وصوت عليهم الموالون لهم، إلا أن يختاروا إما القبول بهذا الواقع ومجاراته، أو الانسحاب من تدبير الشأن العام، وهو ما تدفع باتجاهه التيارات المعارضة لهم وتترقبه وتتربص به دائرة السوء .
إلا أن العقلاء من المنظرين لهذه الحركات لم يكونوا بلها مغفلين ، فمع أن كثيرا منهم محسوب على تيار الصقور في هذه الحركات ، لم يروا تطبيق أحكام الشريعة مختزلا في إقامة الحدود وحجاب المرأة ومنع التعامل بالربا ، وإغلاق الخمارات وأندية اللهو والفجور….وإن كانت جزءا منها.
فقد راهن أغلب فقهاء الصحوة الإسلامية في هذا العصر على فقه مقاصد الشريعة المتضمن كل أنواع الفقه الجديد الذي تحتاجه في ترشيد التدين وتحقيق التنمية الشاملة، والمتمثل في شعب ست هي: فقه السنن، فقه المقاصد، فقه المآلات، فقه الموازنات، فقه الأولويات، فقه الاختلاف.
وستسلط هذه الندوة الضوء على واحد من هذه الأنواع، هو فقه الأولويات لارتباطه مباشرة بمنهج المعالجة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، من خلال محاور كبرى هي:
محاور الندوة:
1- فقه الأولويات: المفهوم، والتأصيل، والضوابط
2- فقه الأولويات : الإعمال والتطبيق : نماذج متنوعة من تاريخ الأمة:
ـ في عصر الرسول r والخلفاء الراشدين ـ في تاريخ الدولة الإسلامية ـ في تاريخ المغرب : قديما وحديثا.
3- الحاجة إلى هذا الفقه في المرحلة الراهنة:
التوصيف ـ الاقتراحات والحلول ـ المخاوف و العقبات
4- أولويات المرحلة الراهنة :
أ ـ في التربية والتعليم:
بـ في التنمية الاجتماعية
ج ـ في التنمية الاقتصادية
د ـ في التدبير السياسي
أهداف الندوة:
تسعى الندوة إلى تحقيق أهداف من أهمها:
ـ إحياء جانب من الفهم لنصوص الشريعة يكاد يكون غائبا.
ـ إزالة ما يبدو من تناقض أو تعارض بين كثير من النصوص.
ـ الاستفادة من منهج السلف في تدبير القضايا الكبرى للأمة.
ـ معالجة الأوضاع الراهنة بالحكمة، من خلال سياسة التدرج والتخطيط.
ـ تحقيق الاستجابة التلقائية لأحكام الشريعة، والإقناع بصلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان.
ـ الاستفادة من جميع طاقات الأمة في الإبداع والاقتراح عند الموازنة، وتقديم الأهم، والعمل بطاعة أولي الأمر بالمفهوم الواسع.
مواعيد مهمة:
تاريخ التوصل بالملخصات: 30 نونبر 2013
تاريخ التوصل بالبحوث كاملة 15 فبراير 2014
تاريخ انعقاد الندوة 26 و 27 مارس 2014
للاتصال:
الهاتف: 0528241868 – 0667061533 أو 0661376313
العنوان الالكتروني: [email protected]
اترك رد