ينظم مختبر الترجمة وتكامل المعارف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض مراكش، المؤتمر الدولي الأول “الفلسفة والترجمة” في موضوع: النُقُول الفلسفية اليونانية المُبَكِّرة عند العرب، مناهجها … وامتدادتها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش- المغرب يومي 18-19/11 /2015 تكريما لفضيلة الأستاذ محمد الطوكي.
الإشكالية:
تكتسي النصوص الفلسفية العربية الأولى التي نقلت المفاهيم والتصورات الجمالية والميتافيزيقية اليونانية من سياقها الثقافي الأصلي إلى اللغة والفكر العربيين أهمية بالغة، لأنها تؤشر على بداية تفاعل الثقافة العربية مع الفلسفة اليونانية واحتكاكها بها، وتؤرخ للحظة هامة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، بل وفي تاريخ الحضارة الإنسانية جمعاء.
وكما هو الحال في كل تفاعل بين منظومتين ثقافيتين مختلفتين فكريا ومذهبيا وعقديا، فقد استلزم هذا الاحتكاك بين الثقافتين الانتقال باللغة والفكر من مستوى تعبيري متداول، وتصور عقلي مألوف، إلى مستوى جديد يختلف اختلافا عن سابقه؛ مستوى تنفتح فيه لغة الهدف وثقافته على مصطلحات وأنساق مفهومية جديدة غير متداولة، وأسئلة أنطلولوجية وميتافيزيقية غير مسبوقة.
وقد أغنى هذا الاحتكاك الفكر العربي القديم بآليات اصطلاحية وطرائق مغايرة لرؤية العالم، كما كان محطة اختبار حقيقية لقدرة اللغة والحضارة العربيتين على التفاعل مع مختلف الأنشطة العقلية والثقافية المتباينة، ومواكبة مجمل الأنساق النظرية والمفهومية الواردة عليهما. فقد كان مطلب تلك المرحلة، بكل مكوناتها اللغوية والثقافية والفكرية، مطلبا يجمع بين التصور العقلي والتمثل الذهني للمنقول اليوناني ومقتضياته التداولية. فقد كان الأمر ملحا على الحضارة الإسلامية العربية الناشئة أن تؤكد تميزها وقدرتها على الإبداع في شتى المجالات.
وبالرغم من أن انفتاح الثقافة الإسلامية العربية على ترجمة علوم الأوائل قد بدأ رسميا مع انطلاقة الدولة العباسية، إلا أن الخطاب المعرفي والمعجمي بدأ يتفاعل قبل هذا التاريخ مع بقية الثقافات الأخرى. وقد سلك التراجمة مسالك شتى في نقل علوم الأوائل سواء في لحظة البداية الرسمية لحركة الترجمة أو لحظة بداياتها الأولى، كما اتخذوا مناهج اختلفت بحسب خصوصية النص المترجَم وموضوعه. ومن المؤكد أن هؤلاء التراجمة كانوا على وعي بخصوصية لحظتهم التاريخية والمعرفية التي لم تكن تنفصل عن لحظة ثقافية ومعرفية أخرى نضجت فيها العلوم الأصيلة، وتشكلت بوضع جهازها المفاهيمي لمعارفها المدونة والناشئة.
ولئن كان ذلك يسمح بالحديث عن أوجه التفاعل بين العلوم الدخيلة والعلوم الأصيلة، فإن التركيز على النقول الفلسفية اليونانية المبكرة عند العرب، والبحث في مناهجها واتجاهاتها وآليات اشتغالها من شأنه أن يفيد في إعادة رسم ملامح لحظة دقيقة من تاريخ نشأة الفكر الفلسفي عند العرب وتطوره، خاصة وأن البحث في النصوص الفلسفية العربية الأولى والحفر في بنياتها وطرائق تعبيرها كفيل بإزالة اللثام عن التجليات الأولى لاستنبات الفكر الفلسفي عند العرب، والمساقات التي اتخذتها هجرة المفاهيم اليونانية إلى الثقافة العربية، كما من شأنه أيضا أن يكشف عن المرجعية النظرية الأولى التي استند إليها الفلاسفة المسلمون المتأخرون في قراءة التراث اليوناني شرحا وتلخيصا، و أن يبرز أن كثيرا من التصورات والمصطلحات التي قدمها أولئك الفلاسفة لم تكن كلها وليدة اجتهاداتهم الخاصة، بل كانوا ينطلقون فيها مما نحته أسلافهم من المترجمين والشراح الأوائل للفلسفة اليونانية، وقد ظلوا تابعين لهم في كثير منها، بالرغم من كونهم أكثر فهما واستيعابا لتلك النصوص من غيرهم.
تدعو هذه الورقة المتواضعة جميع المهتمين والباحثين في هذا المجال إلى الوقوف عند هذه النصوص مكاشفة واستنطاقا وتحليلا، مستنيرة بالمقاربة النظرية والتتبع التاريخي لموضوع الإشكال، وأن تسلك مسلكا تطبيقيا في مقاربته انطلاقا من المؤلفات والعلوم الآتية:
1- كتب الطب.
2- علوم التعاليم: الحساب، الهندسة، الفلك (الهيئة)، علم الحيل (الميكانيكا)، الموسيقى، المناظر، الأوزان والأثقال.
3- المنطق: الإيساغوجي، المقولات، العبارة، التحليلات الأولى (القياس)، التحليلات الثانية (البرهان)، الجدل، السفسطة، الخطابة، الشعر.
4- علوم الطبيعة: الطبيعة، الكون والفساد، الآثار العلوية، السماء والعالم، النبات، الحيوان، النفس، الطبيعيات الصغرى.
منسق أعمال المؤتمر:
د. مولاي يوسف الإدريسي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش)
أعضاء اللجنة العلمية :
د. عباس أرحيلة، جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب
د. عبد الجليل هنوش،كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
د.عبد القادر حمدي، ،كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
د. عبد الحميد زاهيد،،كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
د. حسن درير، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
د. مولاي يوسف الإدريسي،كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
د. نبيل الخطيب، الجامعة اللبنانية، بيروت، لبنان
د. زياد صالح الزعبي، جامعة اليرموك، الأردن
د. عبد الله البهلول، جامعة القيروان، تونس
د. عبد الرزاق بلعقروز، جامعة سطيف 2 ، الجزائر
شروط عامة للبحوث:
• أن يتسم البحث بالمنهجية العلمية ومواصفات البحث العلمي الرصين.
• أن تتراوح صفحات البحث ما بين 15 و 20 صفحة، مقاس (A4) ، وأن يكون خط المتن والعناوين (Times New Roman) بمقاس (14)، و (Times New Roman) بمقاس (12) في الهوامش.
• ترقم هوامش البحث كاملة، من أول إحالة إلى آخرها، وذلك في أسفل الصفحة مع الاكتفاء بكتابة اسم الكتاب والصفحة فقط.
• ترتيب قائمة المصـادر والمراجع في آخر البحث باعتماد عناوين المؤلفات.
• لغات تحرير الأوراق البحثية : العربية، الفرنسية، الإنجليزية.
مواعيد مهمة:
• آخر أجل للتوصل بملخص البحث، واستمارة المشاركة، وموجز السيرة الذاتية: 28/02/2015.
• تاريخ الإعلان عن القبول الأولي لملخصات البحوث: 15- 03 – 2015.
• آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا: 30- 06- 2015.
• تاريخ الإعلان عن قبول البحوث بعد التحكيم، أو طلب إجراء تعديلات عليها، أو الاعتذار عن عدم قبولها:01- 09 – 2015.
• تاريخ انعقاد المؤتمر: 18- 19/ نونبر (تشرين الثاني) 2015.
• مكان انعقاد المؤتمر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش
تبعث الملخصات والاستمارات والبحوث المقترحة للمشاركة إلى البريد الالكتروني:
[email protected]
ملحوظة هامة:
لا تقدم شهادات الحضور والمشاركة إلا بعد الجلسة الختامية للمؤتمر، وتسلم حصريا لمن وجه لهم المختبر دعوة رسمية للمشاركة.
اترك رد