ينظم قسم العلوم الإنسانية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية، جـامعة أدرار الملتقى الدولي الثورة الجزائرية من خلال الكتابات المغاربية، يومي 14-15 أفريل 2015.

الإشكالية:

أعادت ثورة الفاتح من نوفمبر للجزائر، ثقلها الاستراتيجي في العالم عموما، وفي شمال إفريقيا على وجه الخصوص، حيث تمارس الجزائر مركزيتها التاريخية، تبعا لخصائص تكوينها الجغرافي، الحضاري والبشري، فقد استمد جيل الثورة طبيعة تنظيم ثورته ونمط تسييرها من طبيعة الأرض ونمط الحياة اليومية للشعب، لقد كان جيلا مبدعا حاول أن يوفق بين تجديد الأسلوب في العمل الثوري وبين طبيعة الأرض والجغرافيا، وبين التطلعات الشعبوية للاستقلال، فكان الربط بين الثورة وبين الشعب على أن تكون الثورة هي الشعب والأرض، وعلى أن يكون الشعب والأرض هما الثورة في مرجعياتها، أحداثها، قيمها ومآثرها كذلك.
إن التغيير القسري لا يؤول في سياق متجانس دائما إلى فاجعة مطلقة، مادامت القيمة هي الحرية، فلماذا إذن لا يتم الربط بين كل واحد من العناصر المشكلة للثورة، ولماذا لا تدرس منفصلة للحصول في النهاية على نظرة إجمالية لا يمكننا أن نطلق عليه إلا نصيب التحرر الفكري.
لا مراء أن الكتابة التاريخية كفعل، وكحركة استقصاء، حول الوثائق والأرشيف والدراسات الأكاديمية، تحتاج إلى حصر وجمع جل الوثائق والمؤلفات التاريخية والإبداعات الأدبية والفنية، التي تعبر بصورة من الصور، عن حياة الأمة الجزائرية، وعلاقاتها بالدولة والسلطة الفرنسية، خلال الحقبة الاستعمارية، وبشكل أخص خلال الفترة الثورية الممتدة بين 1954-1962م، التي تعتبر من أزخر وأعقد المراحل التاريخية، التي مر بها الجزائريون.
إن استعادة التاريخ الاستعماري وتمثله، يحتاج إلى المادة الأولية (الوثائق)، التي تمثل الوعاء، الذي حوا نشاط الإدارة الفرنسية، والسكان الجزائريين (الأهالي). وإلى حصر المؤلفات الأكاديمية التي حللت وأرخت للثورة، واليوم تبرز فعليا الحاجة، إلى حركة منهجية نمطية، لضبط ترسانة الوثائق والمصادر والمراجع والتاريخية والصحفية والأدبية والفنية، التي صدرت عن فاعلي الحركة الوطنية ومسيريها، أو الإدارة الاستعمارية، في الجزائر، أو في فرنسا، أو ما سجله، الذين عايشوا الثورة، أو صنعوا أحداثها، وما كتبه أصدقاء وأعداء الثورة، مواكبة لأحداثها، في صفحات وثائقهم وتقاريرهم وكتبهم وجرائدهم، وبخاصة مؤلفات الدول المجاورة (تونس– ليبيا– المغرب-موريطانيا).
ولعل أهم مصدر أرخ للثورة، وساهم فيها بقسط كبير، في آن واحد، هو الدراسات الجزائرية والمغاربية، والعالمية، وإذا كانت الأولى ذات طابع نضالي موجه، فإن الأخيرتان كانتا تمتازان، في جملتها، بطابعها التسجيلي، ولو أن رسالتها تنوعت وتأرجحت، بين مجرد التوثيق والإخبار، وبين قيادة المعركة الإعلامية، والثقافية والاجتماعية، وذلك بحسـب توجهاتها ومواقفها، ومواقف دولها من الثورة.
سيحاول هذا الملتقى أن يجيب على إشكالية قيمة الدراسات التي تناولت الثورة الجزائرية من خلال الأقلام المغاربية،؟ وعن مدى مساهمتها في كتابة تاريخنا بعيون الآخر،؟ وعن المنهج العام في الكتابة،؟ وعن قيمة هذه الكتابات،؟ وما إذا نالت أحداث الثورة الجزائرية الأهمية والريادة في الكتابة النضالية للحركات التحررية العالمية؟ وما قيمة الإضافات العلمية لهذه الكتابات؟

الأهداف:

لقد عرفت الثورة الجزائرية دراسات كثيرة ومتنوعة في جوانب مختلفة أكاديمية وصحفية وأدبية وفنية، بأيدي وطنية وأجنبية، ورغم هذه الجهود المتواصلة في محاولة تشريح المضامين العميقة لهذه الثورة وخلفياتها، وتنظيماتها، وهيكلتها، ومؤسساتها، وأبعادها الإستراتيجية، فإن الدراسات مازلت لم تجيبنا عن أهمية الكفاح الوطني الجزائري وصداه لدى مراكز البحث والدراسات والتوثيق الأرشيفي، ودور هذه الثورة في التأسيس لمشروع تحرري ضد الإمبريالية الاستعمارية من خلال المواثيق التاريخية التي وضعت الأساس الإيديولوجي لمشروع النضال والمقاومة، وعليه فالإشكال يبقي مطروحا حول ما كتب عن الثورة وحول الثورة ومن أجل الثورة وخاصة وطنيا وإقليميا، وهو إشكال لازال محل جدل بين الدارسين والباحثين في تاريخنا المعاصر.
إن من شأن نظرة من هذا القبيل أن تكون أوثق باعتبار الحالة الراهنة للقيم المتصلة بالثورة ما زالت تعيش في وجدان أمتنا، وهكذا، ونظرا لما لهذه الدراسات من قيمة أكاديمية وتاريخية كبرى، فـي دراسة تاريخ ثورتنا المجيدة، من كل جوانبها، فإن الهدف رصد ما أبدعه وكتبه الباحثون والصحفيون والأدباء والفنانون في شمال إفريقيا عن أهم القضايا الجزائرية، وكيفية متابعتهم للثورة الجزائرية، وتحليل أوضاعها وأحداثها التي مرت بها. وعليه يجب أن نعود للتساءل الذي يفرض نفسه علينا والذي دفعنا إلى موضوع هذا الملتقى والذي محوره: ما هي قيمة الدراسات التاريخية والكتابات الصحفية والأدبية والأعمال الفنية التي كتبت عن الثورة الجزائرية مغاربيا ؟

المحاور:

ولمعالجة الموضوع نقترح على السادة الباحثين المحاور التالية:
_ الثورة الجزائرية في الصحافة المغاربية.
_ الثورة الجزائرية في الكتابات والمؤلفات الأكاديمية المغاربية.
_ الثورة الجزائرية في الأدب والرواية والشعر والمسرح المغاربي.

شروط المشاركة:

يجب أن يكون البحث ضمن أحد محاور الملتقى، ولم يسبق نشره، وأن يتصف بالجدية والأصالة العلمية، وأن يحترم منهجية تهميش في كل صفحة، مع توثيق متكامل للمراجع في آخره.
_ألا تزيد صفحات البحث عن 25 صفحة.
_تحرر المداخلات ببرنامج Word وبخط Traditional Arabic حجم 14 للبحوث المكتوبة باللغة العربية.
_يتعين أن يكون الخط arial مقياس 16للبحوث المحررة باللغات الأجنبية.
_لا تقبل سوى المداخلات الفردية

تحميل استمارة المؤتمر

مواعيد مهمة:

تتجرى فعاليات أشغال الملتقى من: 14/04/2015 إلى: 15/04/2015، وعليه ترسل ملخصات البحوث مع سيرة ذاتية مختصرة للباحث قبل 02/20/ 2015، ويكون الرد قبل 25/02/2015، على أن ترسل المداخلات المقبولة كاملة قبل 05/03/ 2015، ثم تخضع للتحكيم العلمي النهائي ويتم إخبار الباحثين بالقرار النهائي قبل 19مارس 2015.

الاتصال:
كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية والعلوم الإسلامية
قسم العلوم الإنسانية، جـامعة أدرار
الجزائر01000
– ترسل المداخلات على البريدين الاليكترونيين:

• ويمكن التواصل على الهاتف مباشرة مع:
  رئيس اللجنة العلمية الدكتور رموم محفوظ 213792628283 00
  أو رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور محمد مرغيت 00213550180004

مسئولية الباحث: النقل الخارجي

مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة