ينظم مخبر” المتخيّل الشفوي وحضارات المشافهة والكتابة والصورة”، بالتعاون مع كلية الآداب واللغات بجامعة الحاج لخضر- باتنة- الجزائر، المؤتمر الدولي “الأدب في مواجهة حضارة الصورة”، يومي 05 – 06 ماي 2015.
الإشكالية:
لقد أدرك الإنسان منذ عهد الجداريات الكهفية أن الصورة بعد أنطولوجي مرتبط بوجوده، إنها الحضور الرمزي الذي يجسد عوالمه الروحية و النفسية والاجتماعية، فتعامل معها تعاملا خاصا، ورفعها إلى مرتبة المقدسات الدينية، واستعملها بصفتها طلاسم وطقوسا احترازية سحرية، مؤمنا بقدراتها المذهلة. فكانت الصورة مقاربة رمزية للأشياء تجتمع فيها جدلية المادي و الروحي، المجسد و المجرد، الذات والآخر،الحضور والغياب، المباشر و غير المباشر. فالإنسان لا يستطيع صياغة علاقته بالعالم إلا بتحويلها إلى أنساق رمزية، و لهذا كانت الصورة مادة التشكيل في الرسم و الشعر معا، و لهذا نفسه جاء علم البلاغة كعلم لدراسة الصورة.
لقد تحول الشعر في ثقافة الكتابة إلى فضاء صوري ،لا يعتمد في بناء دلالاته على اللغة وحدها، بل تعضدها في ذلك الصور و الألوان و الرسوم و التقانات الطباعية و الاستراتيجيات الهندسية التي تعطي الإيقاع طابعا مكانيا تستثمر فيه الطاقات السمعية البصرية الكامنة في اللغة، والطاقات الكتابية (الخط، التدبيج، الزخرفة و الأشكال الطباعية المختلفة).
وإذا كانت الطباعة قد أشاعت نوعا من الطبقية في التلقي، فإن الصورة قد ردمت الهوة بين النخبة المثقفة والجماهير العامة، فكان الانتقال بالتلقي من القراءة إلى المشاهدة إلى التفاعل والمشاركة. فالحداثة التي نعيشها هي حداثة صورة بامتياز، وهذا ما أعلن عنه آبل جونز، عام 1926، عندما قال إن العصر الذي نعيشه هو عصر الصورة، و هو نفسه ما ذهب إليه رولان بارت في تحليله السيميائي عبر مقالته “بلاغة الصورة”، عندما صرح بأننا نعيش ثقافة الصورة.
إن التطور المذهل لوسائل الإعلام و تكنولوجيا الصورة أدى إلى الانفتاح على مجالات المتخيل، ولقي تشجيعا من قبل النظريات الشعرية والسيميولوجية والفلسفة الظواهرية والسيكولوجيا الجشطالتية، مما أدى إلى ازدهار علوم الثقافة البصرية التي تسعى لمعرفة آليات اشتغال الصورة وإدراك مدلولاتها و إيحاءاتها باعتبارها لغة ذات حمولة حضارية تعمل على نقل كم هائل من المفاهيم والتصورات والقيم الأيديولوجية والثقافية في مختلف المجالات، وهو ما طرح بقوة إشكالية تعالق النص الأدبي بالصورة التكنولوجية.
لقد حررت التكنولوجيا الصورة من تبعيتها الفنية، وخلقت بالمقابل تبعية الفنون و الآداب للصورة، فكان الخروج بهذه الفنون والآداب من الرسم والتشكيل والكتابة إلى عالم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون والفيديو والرقميات عبر تطور وسائل الإعلام البصري، كما استطاعت الانتقال من المحلية إلى العالمية أو ما يسمى بالقرية الكونية، عبر الأقمار الصناعية وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنيت.
إن الصورة من أبرز رهانات العصر الراهن، لا بوصفها بعدا فنيا جماليا فحسب، بل باعتبارها أيضا إنتاجا اقتصاديا رأسماليا و تسويقا تجاريا (الصورة الإشهارية) وترفيها ثقافيا ووسيلة للإعلام و الاتصال. إنها حضارة الصورة دون منازع، وهو ما يدعونا إلى أن نطرح جملة من الإشكالات خاصة وأن الصورة لها منطقها الخاص الذي يستند إلى الجاذبية والإغراء.
فما مصير الآداب والفنون والإبداعات الرمزية في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية؟ وهل يمكن الحديث عن تلاقح فني بين الأدب وهذه التقنيات؟ هل يمكن للصورة أن تكون بديلا عن الأدب كخطاب يقدم بعدا أنطولوجيا معينا؟ أم هي تقنية تساعده في تقديم هذا البعد؟ هل استطاع الأدب تطويع الصورة التكنولوجية لتكون في خدمته؟ أم أنه فقد روحه وخضع لمقاييسها واشتراطاتها؟ هل نحن أمام استنساخ أدبي جديد يقوم على الهجنة الفائقة وعلى انصهار كلي لكل أبعاد الإنسان ولكل المكونات السمعية والخطية والبصرية والذوقية والحسية والخيالية داخل حلم الطوباوية الجديدة؟
أهداف الملتقى:
يروم هذا الملتقى في مسعاه العلمي تجاوز المقاربات القديمة في معالجتها للأدب في إطارها التقليدي، ومحاولة معرفة واقع الأدب في عصر العولمة والثورة المعلوماتية، وذلك بتحليل معطيات الواقع من خلال استقراء واستقصاء أثر حضارة الصورة على هوية الأدب ضمن مشروع هذا الملتقى الذي تدرج وفق خطة علمية مدروسة معتمدا أسئلة منهجية تسعى إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي شكلت محاور هذا الملتقى.
المحاور:
1- المتخيّل الأدبي بين الثابت والمتحوّل، في ظل التحولات الحضارية المختلفة (حضارة المشافهة- حضارة الكتابة- حضارة الصورة) .
2- التراسل بين الآداب والفنون البصرية ( الفن التشكيلي، الفوتوغرافيا، الصور المتحركة، السينما، ، التلفزيون، الإشهار، الإنترنيت، الخ.)
3- الأدب/الصورة: محاكاة، اندماج، احتواء، حوار، توافق، تأثيرات متبادلة.
4- بلاغة الصورة وتلاشي التصوّر التقليدي الأدب.
5- حضارة الصورة والنصوص الجديدة( النص المترابط، النص الرقمي، النص التفاعلي، النص الهجين، الخ.)
6- تداخل بين عوالم المكتوب والمرئي والمقروء.
7- وسائل الإعلام، الثقافة الجماهيرية، الصورولوجيا، العولمة، العالمية.
8- الرهانات، التحولات الجديدة والآفاق المستقبلية.
شروط المشاركة:
1- أن يتسم البحث بالموضوعية والمنهجية العلمية.
2- أن يكون البحث ضمن أحد محاور الملتقى.
3- تخضع جميع البحوث للتحكيم العلمي.
4- لا تقبل البحوث المشتركة.
5- ألا يكون الباحث قد شارك ببحثه في ملتقى أو ندوة، وألا يكون جزءا من كتاب أومن رسالة جامعية.
6- يتضمن الملخص ما بين 300 و 500 كلمة كحد أقصى، يرسل مصحوبا بسيرة ذاتية مختصرة عن الباحث.
7- الورقة البحثية بين 4000 و 7000 كلمة ( تشمل النص، التهميش، المراجع).
8- يكون البحث مكتوبا بخطArial وبحجم 14 في المتن/ وبحجم 12 في الهامش بالنسبة للبحوث المكتوبة باللغة العربية، وبخط Times New Romanبالنسبة للبحوث المقدمة باللغة الأجنبية ( المتن 14، الهامش 12).
9- لغة الملتقى: العربية أو الفرنسية أو الانجليزية.
10- تتكفل الجهة المنظمة بالإيواء والضيافة طيلة مدة الملتقى.
11- لا تتحمل الجهة المنظمة مصاريف النقل الخارجي.
12- المشاركة في الملتقى مجانية.
تحميل الاستمارة
مواعيد مهمة:
-تاريخ الملتقى: 5-6 ماي 2015
-آخر أجل لاستقبال الملخصات: 28 فيفري 2015
-الرد على الملخصات: 05 مارس 2015
-آخر أجل لاستقبال المداخلات : 10 أفريل 2015
-الرد ّعلى المداخلات المقبولة: 20 أفريل 2015.
الهاتف: الطيب بودربالة: 48 26 26 772 (213) + مليكة النوي: 4412 73 774 (213) +
الناسوخ: 56 30 80 33(213) +
البريد: Littrature.civilisation@yahoo.
هيئة الملتقى:
الرئيس الشرفي للملتقى: الأستاذ الدكتور/ الطاهر بن عبيد رئيس جامعة الحاج لخضر- باتنة
مدير الملتقى: الأستاذ الدكتور/ عبد السلام ضيف عميد كلية الآداب واللغات
رئيس الملتقى: الأستاذ الدكتور/ الطيب بودربالة
اللجنة العلمية:
الدكتورة /مليكة النوي رئيسا
الدكتورة /سعيدة بن بوزة
الدكتور/ميلود رقيق
الدكتور/ سعيد سعيدي
الأستاذ/ عبد العزيز أقتي
الأستاذة /سليمة مسعودي
اللجنة التنظيمية
الدكتور/ جمال سعادنة رئيسا
الدكتور/ طارق ثابت
الأستاذ/ عبد العزيز فيضالي
الأستاذ/ جمعي بن حركات
الأستاذة الشائعة باي
الأستاذة /فاطمة الزهراء شلبي
مسئولية الباحث: النقل الخارجي
مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة
اترك رد