ينظم مخبر أنظمة المعلومات و الأرشيف في الجزائر: تحولات تكنولولجية، ممارسات مهنية و معايير دولية (قسم علم المكتبات و العلوم الوثائقية – جامعة و هران الجزائر) الملتقى الوطني: الأرشيف في الجزائر: أماكن للتكوين، أماكن للبحث و أماكن للممارسة أجيال من الأرشيفيين، نفس المواضع، أزمنة و رهانات أخرى، وذلك يومي 09 – 10 جوان 2015.
الإشكالية:
يسعى مخبر البحث حول أنظمة المعلومات و الأرشيف في الجزائر إلى تبني مسعى استكشافي للأطر النظرية و المنهجية و كذا المشاكل التقنية بالإضافة إلى الأفكار السائدة حول الاستعمالات الحالية و المستقبلية للأرشيف.
يكرس هذا الملتقى مواصلة التظاهرات العلمية المُنظمة بالتعاون مع الشركاء المهتمين بإشكالية الأرشيف على غرار مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية (Crasc)، مركز تحسين المؤسسة (CPE) التابع لمجمع سوناطراك، أرشيف ولاية وهران و الأرشيف الوطني الجزائري.
• الأرشيف و أنظمة المعلومات بالمؤسسات، [وهران، قسم علم المكتبات-سوناطراك، نوفمبر 2007]،
• علم الأرشيف، الأرشيف و مجتمع المعلومات [وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية (Crasc)-قسم علم المكتبات، ماي 2009]،
• علم الأرشيف في الجزائر: التعليم، البحث، الممارسة [وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية (Crasc)، ماي 2012]،
• أرشيف الإدارات العمومية في الجزائر: مفاهيم و ممارسات [وهران، مخبر أنظمة المعلومات و الأرشيف بمشاركة المديرية العامة للأرشيف الوطني، جوان 2013]،
• الأرشيف و التحول الشامل: الوثائق، التراث و الذاكرة [وهران، مخبر أنظمة المعلومات و الأرشيف في الجزائر، جوان 2014].
1- الأرشيف و الأرشيفيين في الجزائر:
على عكس بعض البلدان التي تناولت إشكاليات محددة و نقاشات حول الأرشيف و السبل الكفيلة بإعادة بعث البحث المرتبط بتحسين شروط التكوين و بالأخص البرامج التي تعتمد على مبدأ الممارسة الأرشيفية، فإن الصعوبة كانت غير ذلك في الجزائر؛ حيث انصب الاهتمام الوحيد حول السبل التي تسمح بالتكفل بالأرصدة المهملة و المُبعثرة هنا و هناك لمختلف الهيئات الإدارية و المؤسسات الاقتصادية العمومية.
ساهم العديد من الطلبة المنتمين لدفعات عديدة سابقة في تطهير هذه الوضعيات من خلال معالجة هذه الأرصدة، ترتيبها و إنجاز أدوات البحث الضرورية (أعمال الجرد و الفهارس، الخ.) مما أتاح لهم فرصة التعامل مع الحقيقة التي يعيشها الأرشيف في بلادنا.
كانت أولى الأولويات و المستمرة إلى وقتنا الراهن تتمثل في جمع و تطهير هاته الأرصدة، تحسيس السلطات و أصحاب القرار حول أهمية التكفل بالأرشيف ليس فقط كوثائق للتسيير و للتدليل أو كمعلومات ضرورية لمواصلة النشاط بل و على وجه الخصوص كتاريخ، كذاكرة و تراث للهيئات التي يقومون عليها. أدت هذه الحالة ببعض الأرشيفيين إلى وصف الوضع بـ “التخلف المزمن لقطاع الأرشيف في الجزائر”.
كثيرا ما اصطدمت الإدارات و الإداريين و ذلك منذ الاستقلال الوطني بصعوبات كثيرة أبرزها الوصول و النفاذ إلى الوثائق و نقص الوسائل المتاحة لمصالح الأرشيف إن وُجدت نتيجة غياب الشعور و الجهل بأهمية الأرشيف في التسيير الإداري الجاري و السابق مما يعيق هؤلاء الإداريين على التموقع في أفق تقييم نشاطاتهم (بالنظر إلى مهامهم و بالنظر إلى المواطنين و بالنسبة كذلك لمسؤوليهم).
2- تطور الأرشيف و النزاع حول الأرشيف
في 1994 تم عرض مخطط تطوير الأرشيف الوطني 1996-2000 كوسيلة للنهوض بقطاع الأرشيف في الجزائر و الذي كان يرمي من ضمن ما يرمي إليه تنظيم استقصاء و تحري حول وضعية الأرشيف من حيث الحالة و الحجم الحقيقي لهذا الأرشيف.
أبرز تشخيص حالة الأرشيف الوطني رغم تسجيل بعض المكتسبات منذ الاستقلال (وجود مؤسسة الأرشيف الوطني و ربطها برئاسة الجمهورية) خلل وظيفي أعاق المؤسسة و تطورها و تنفيذ المهام التي أسندت لها. ليخلص التشخيص إلى ضرورة “إعادة تنظيم المنظومة الأرشيفية الوطنية”
في هذا الإطار و من خلال “النزاع حول الأرشيف” يجد كل من التاريخ و السياسة مكانا لهما. تبقى مسألة الأرشيف الجزائري المتواجد بفرنسا تطرح نفسها و هل ما زالت من مواضيع الساعة التي لن تجد مبررا لها إلا بالاعتراف بوجود هذا النزاع حول الأرشيف بين الجزائر و فرنسا.
هذا النزاع لا يتناول فقط “الأرشيف الذي أُنتج في الجزائر من قِبل الإدارة الاستعمارية و الذي تم تحويله إلى فرنسا منذ 1961 لكن يتناول أيضا الأرشيف الذي استحوذت عليه السلطات الاستعمارية على أرض المعركة من 1830 إلى 1962 و اعتبرته غنيمة حرب”
ذا كان لرواج بعض المصطلحات في الآونة الأخيرة كـ “تسهيل الإطلاع” (لا سيما قبول النسخ) على الأرشيف وليس عودتها و إرجاعها يميز تطور القضية حسب تصريحات و إعلانات صادرة عن مؤسسات الطرفين المكلفين بمتابعة النزاع؛ هل يعني ذلك أن هناك تخلي من طرف الجزائر عن مطالبها المُعبر عنه منذ الاستقلال أم طريقة لتذليل الصعاب و ترك المسألة للوقت و للدبلوماسية لتلعب دورها في ظروف ملائمة.
هل يكفي القول بأن “النزاع حول الأرشيف” هو مسألة دبلوماسية و لابد من تشجيع الشراكة الفنية و التقنية بين البلدين من خلال مؤسستي الأرشيف الوطني للجزائر و فرنسا؟ و أن كل اتفاق بين الطرفين لا قيمة له ما لم تجزه و تقبله الدبلوماسية؟
3- أجيال من الأرشيفيين، الأطر و الممارسات
تشهد التحولات التي مر بها الأرشيف بمدى انخراط أسلاك الموظفين الذين وقع على عاتقهم تسيير الأرصدة الأرشيفية منذ الاستقلال. يرجع الفضل للزملاء الأرشيفيين الأوائل القيام بجرد مرحلة ما بعد الاستعمار، التكفل بالوظائف و تقييم عمل قل ما يجد من يُقيِّمه لا سيما عدم الفهم من طرف إدارات تمتاز بالجحود و عديمة الإحساس بأهمية الأرشيف لها هي بالذات و لتاريخها خاصة و لمجتمعها و بلدها.
إن حماس الشباب سرعان ما اصطدم بخيبة أمل في حياة مهنية عويصة صاحبه شعور بأداء للعمل بدون إنجاز باهر يُذكر. و عند نهاية سنوات من الجد و الكد (نهاية سيرة مهنية بمحض الاختيار أو مجبرين على ذلك)، من التحديات و من التصميم يستوجب على هؤلاء الأرشيفيين الذين وضع بعض منهم خبراتهم في خدمة دول أخرى، من إعطاء نظرة أخرى لمهنة الأرشيفي و مزاولتها ضمن إطار خاص بالجزائر.
لكن و من المفارقات أن هذا الحال لا يبدو للأجيال اللاحقة إلا من خلال نماذج لمحترفين رسموا طريقا يجب اتباعه و من خلال كذلك الجهد الذي بذلوه لإبراز مجال، نشاط و مهنة من الأهمية بمكان في تسيير المعلومة و في تثمين التراث و كذلك في حفظ الذاكرة. لقد ساهموا في تكوين أجيال كاملة على المستوى الوطني و الدولي (العربي منه خاصة).
ما هو رأي المعنيين و الشركاء لهذه الفترة التاريخية في مرحلتها الأولى التي صاحبت إقامة هياكل للأرشيف و التكفل بها؟ ما هي نظرتهم حاليا لتلك الفترات التي لم تعشها أجيال الأرشيفيين المحدثين؟
ألا يُفكر هؤلاء في واجب نقل هذا الكم المتراكم من التجارب، المعارف و المعلومات في ظل شُح المصادر البيبليوغرافية و البيوغرافيات؟
4- البراديغمات الأرشيفية و تجدد الإشكاليات (البحث و التكوين)
كثيرا ما أرسينا أعمال البحث عندنا أو ما يشبه البحث على إشكاليات طُرحت ضمن إطار فرنسي و في ظروف ممارسة ممزوجة بالممارسة الأرشيفية الفرنسية بسبب الروابط التاريخية و ذلك بغض النظر عن التطور المذهل (ابتداءا من سنة 2000 خاصة مع بروز و تطبيق معايير و مقاييس خاصة بالأرشيف) للدراسات الأنجلو-ساكسونية و ظهور مفاهيم “جديدة”؛ مقاربة أخرى أكثر واقعية (براغماتية) تأخذ في الحسبان التطور التكنولوجي لا سيما الرقمي و أعمال الرقمنة. على غرار التجربة الأسترالية لـ “السجلات المتصلة” (ٌRecords continuum) التي تعني معالجة متماسكة و منتظمة لكل وثيقة رقمية كانت أو غير ذلك منذ نشأتها إلى حفظها و استعمالها كأرشيف نهائي.
إن إعادة النظر في مفهوم الوثيقة “الأصلية” في حد ذاته كما يشير (أو يحب أن يشير) إلى ذلك مرارا العديد من الباحثين و المختصين يقضي بروز تحديات جديدة في تسيير و حفظ الوثائق الإلكترونية و كذا الاحتياجات الموازية للمستعملين.
إن ما يهمنا هو إيجاد أماكن جديدة للبحث، إشكاليات مستوحاة من نظرتنا و ممارستنا الحالية و على ضوء هذه التحولات و لكن أيضا للصعوبات الموضوعية التي تفوق في كثير من الأحيان (الرغبات) إرادة العمال/الشركاء الموجهين لأعمال التسيير.
إن كان من الصعب كما أشرنا و سطرنا ذلك خلال الملتقيات العلمية في السنوات الأخيرة التطرق إلى الباراديغمات (paradigme) الأرشيفية و أكثر من ذلك إشكالات تأسيس للفكر الأرشيفي ضمن إطار جزائري حالي؛ إطار للتحول الشامل، فإنه يبدو لنا ممكنا الحديث عن “الخصوصية الجزائرية”، و الانفراد التام لسعي الجزائر المستقلة في بحثها عن “تاريخ الأرشيف” عندها، إنه تاريخ أرشيف الفترة الاستعمارية و كذا فترة الجزائر المستقلة ضمن مقاربات متعددة تخص حالة الأرشيف و المصير الذي يراد له خلال هذه الفترة.
ألا يمثل تاريخ الأرشيف، علم الأرشيف و مهنة الأرشيف مجالا للبحث قابل للمساهمة في تقدم نظرية تتعلق بفهم طبيعة العمل و المهنة الأرشيفية في الجزائر؟
التحولات التي عرفها علم الأرشيف تشهد على درجة التداخل و التبعية لهذه العلم بالنسبة لمجالات علمية أخرى، لأسلاك و وظائف مسؤولة عن تسيير الأرصدة الأرشيفية.
أمام هذا المسعى لاستقلال الفكر الأرشيفي عن العلوم الأخرى، بماذا يفكر المؤرخون على وجه الخصوص؟ و الباحثين في العلوم الاجتماعية و الانسانية؟
ما هي نظرات المدرسين أو المنتدبين بأقسام علم المكتبات حول الأرشيف و تدريس الأرشيف في فضاء-محيط بعيد عن الانشغالات العلمية للبعض منهم؟ ما هي الأحاسيس التي يتقاسمونها مع من يعتبرون أنفسهم متخصصين في الأرشيف؟
الأهداف:
يتعلق الأمر بالتفكير في سبل و وسائل إعادة التفكير في علم الأرشيف و في التكوين المرتبط به مع التركيز على أنماط جديدة لتنظيم العملية الأرشيفية من خلال المسار و التجربة المنفردة (تجربة الجزائر في العهد الاستعماري و الجزائر المستقلة) في إطار باراديغم (Paradigme) جديد.
المحاور:
يمكن لمقترحات التدخل أن تتمحور حول النقاط التالية:
1- الأرشيف و الأرشيفيين في مواجهة باراديغم الأرشيف
2- أجيال الأرشيفيين، الإطار (أو الأطر) و الممارسة (أو الممارسات)
3- التاريخ، المؤرخون و الأرشيف. ما هي حصة العلوم الإنسانية و الاجتماعية؟
4- التكوين، الممارسة (الممارسات) البيداغوجية (أو البيداغوجات) و الإصلاح في إطار ل.م.د.
5- البحث في علم الأرشيف (تجدد الإشكاليات/ الأماكن الجديدة للبحث)
6- نماذج جديدة لتنظيم العملية الأرشيفية، هل يجب إعادة التفكير في علم الأرشيف؟
7- الحقبة الرقمية و علم الأرشيف (تسيير و حفظ الوثائق الإلكترونية)
شروط المشاركة:
يُوجِه المشاركون اقتراحاتهم إلى العنوان الإلكتروني التالي:
[email protected] أو [email protected]
تُقيَّمُ الاقتراحات في السرية و بحجب الأسماء. يتضمن الاقتراح ملخصا بـ 2500 كلمة أو رمز بالعربية أو الفرنسية أو عرض للإشكالية، هدف الدراسة و المنهجية، مرفقة بعنوان، 5 كلمات مفتاحية و 3 أو 5 مراجع بيبليوغرافية كما يجب تحديد المحور الموضوعي المراد التدخل فيه.
تَرِدُ في أول الصفحة أسماء الباحث (أو الباحثين)، الوظيفة و مؤسسات الارتباط و كذلك معطيات الاتصال (البريد الإلكتروني، الهاتف، الفاكس، و العنوان البريدي)
مواعيد مهمة:
01 مارس 2015: آخر أجل لاستلام مقترحات التدخلات
10 مارس 2015: رد اللجنة العلمية
20 ماي 2015: استلام النصوص النهائية
25 ماي 2015: رد اللجنة العلمية على المقترحات المقبولة لأجل وقائع و برنامج الملتقى.
لا تنشر إلا مداخلات المشاركين
الاتصال:
البريد: [email protected]
مسئولية الباحث: النقل الخارجي
مسئولية الجهة المنظمة: الإقامة والإعاشة
اترك رد