افتتح معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي, الملتقى الثاني لاقتصاد المعرفة, والذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة بالجامعة صباح أمس الأول حيث تضمن 3 جلسات رئيسية بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية والختامية.
وقد اختتم الملتقى برفع عدد من التوصيات التي أكدت على دور الجامعات في ترسيخ الاقتصاد المعرفي وتحديد أهدافه، مع التشديد على أهمية زيادة التواصل بين جامعة القصيم ووزارة الاقتصاد والتخطيط في مجال الاقتصاد المعرفي, بالإضافة لإعادة مراجعة “الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة” وتضمين أبعاد تأسيسية للمكون الثقافي على مستوى الرؤية والرسالة والأهداف والمبادرات.
وشدد الملتقى على أهمية إعداد أبحاث علمية معمقة حول المسألة الثقافية وتأثيرها على تأسيس المجتمع المعرفي السعودي, وخلق حوار مجتمعي واع بالمسألة الثقافية وعلاقتها بالمجتمع المعرفي، وتدعيمها بكل ما ينجح مثل هذا الحوار, مع ضرورة التركيز على بناء ثقافة الفرق في التحول نحو اقتصاد المعرفة ويمكن لكلية الاقتصاد والإدارة أن تلعب دوراً ملموساً من خلال “نادي الابتكار” في الكلية.
كما تم التأكيد على أهمية تفعيل طاقات الطلاب واكتشاف مجالات متعددة لعكس إبداعاتهم “المعرفية” وتقديم قيمة معرفية مضافة حقيقية للمجتمع, وإيجاد حلول مبتكرة غير تقليدية لمعالجة القضايا والمشكلات في مجال المنشآت الصغيرة في سياق بناء اقتصاد معرفي, إضافة إلى إعداد وتبني “برنامج عملي ملموس” من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم في مجال اقتصاد المعرفي، وتبني جامعة القصيم لتفعيل الابتكارات التي يقدمها الطلاب.
وقدم الملتقى مقترحًا بإنشاء جمعية تعاونية بين كلية الاقتصاد والإدارة وقطاع الاعمال “شركة Synergics” لدعم المبادرات والابتكارات.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد افتتحت بكلمات ترحيبية تحدث فيها أولاً الدكتور إبراهيم بن محمد الحسون رئيس قسم الاقتصاد والتمويل والمشرف العام للملتقى، مرحباً بالمشاركين في هذا الملتقى وشاكراً معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي لرعايته لهذا الملتقى، وبأن حضوره وتشريفه للملتقى يعكس متابعته لإنجاح الملتقى. كما وجه الشكر لسعادة وكلاء الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الواصل والأستاذ الدكتور إبراهيم العمر على حضورهم وطرحهم البناء.
كما تحدث عميد كلية الاقتصاد والإدارة الدكتور عبيد بن سعد المطيري، مؤكداً بأن هذا الملتقى يأتي ضمن رؤية ورسالة الكلية في تخريج كادر قادر على التفاعل مع المجتمع وقضاياه. ومن بين تلك القضايا “الاقتصاد المعرفي” والتنمية المستدامة.
فيما ألقى الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البريدي، أستاذ الإدارة بكلية الاقتصاد والإدارة محاضرة حول أهمية البعد الثقافي في استراتيجية المملكة للتحول نحو اقتصاد المعرفة، مشيراً إلى أن المملكة من أولى الدول العربية في مجال إنجاز “استراتيجية وطنية”، وهذا “إنجاز رائع” على حد وصفه. واعتبر البروفسيور البريدي بأنه البعد المفقود في الاستراتيجية. واضاف بأن العامل الثقافي يجب أن يكون مكوناً رئيساً في أي خطة تنموية، وشدد على أن غياب مثل هذا المكون سيجعل من الاستراتيجية الوطنية “حبراً على ورق التنمية”، وقد طالب وزارة الاقتصاد والتخطيط بإعادة مراجعة الاستراتيجية لإدماج المكون الثقافي باعتباره مكوناً تأسيسياً.
الجلسة الأولى
تراس الجلسة الأولى الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البريدي، أستاذ الإدارة بقسم إدارة الأعمال بالكلية. حيث تحدث في هذه الجلسة كل من د. مراد يوسف الأستاذ الزائر بقسم نظم المعلومات الإدارية بالكلية، حيث ذكر في مداخلته بأن هنالك ثلاثة مكونات رئيسية لاقتصاد المعرفة وهي: الإنسان، العمليات، والأدوات.
كما تحدث أيضاً في هذه الجلسة الأستاذ عبد الرحمن محمد العودة مدير ومؤسس سنب للاستشارات، حيث ذكر في ورقته أهمية التفريق والفهم بين كلمتي know-why & know-how. حيث أكدّ بأن الأولى تعني “المعرفة مع بصيرة”، ويرى بضرورة أن تهتم الخطة الاستراتيجية للتحول نحو مجتمع المعرفة بأخذ البصيرة وبأن هنالك ثمان خطوات ضرورية للتحول نحو اقتصاد المعرفة منها الرؤية، الطرح وإعادة الطرح، بناء النظام الاجتماعي، بناء القيادات، بناء فرق العمل، تحديد الأهداف بواقعية، وضع وترتيب الأولويات، والتعامل مع العوامل الخارجية.
وتحدث في هذه الجلسة الأستاذ فهد بن عبد العزيز النصار، أحد مثقفي منطقة القصيم وأحد منسوبي وزارة التعليم، عن العلاقة العضوية الواجبة بين الخيال والاقتصاد المعرفي، وذكر في مداخلته فكرة ” قصص الخيال العلمي باقتصاد المعرفة”، مستدلاً بنموذج ” المدن الاقتصادية بالمملكة”، كما فرق بين “الخيال” و”الوهم”.
الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية، فقد ترأسها الدكتور عبد الله الشتيوي، رئيس مجلس الأمناء لكليات بريدة الأهلية. حيث قدم الدكتور أحمد بن عبد الله الكبير (مستشار تطوير الأعمال والمشرف على تنمية المواردـ مؤسسة تكافل الخيرية) ورقة تمحورت حول دور ما أسماه بـ “الرائد الصغير” في بناء المجتمع المعرفي، واستعرض نموذجاً عملياً مقترحاً للتعليم الجامعي، داعياً كلية الاقتصاد والإدارة وبقية الكليات المشابهة إلى تبني نماذج عملية.
الجلسة الثالثة
ترأس الجلسة الثالثة الدكتور علي النودل، وكيل كلية الاقتصاد والإدارة للدراسات العليا والبحث العلمي، وقد شارك في هذه الجلسة الأستاذ عبد الرحمن بن محمد العودة وعبد الله بن محمد المهنا نائب مدير سنب للاستشارات، وتحدثوا عن ضرورة الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي عبر تبني نموذج يقوم على فكرة “التسريع” Acceleration.
اترك رد