دعت أستاذة الإدارة و التخطيط التربوي المساعدة بالجامعة الدكتورة هالة فوزي محمد عمران إلى ترسيخ ثقافة النشر الإلكتروني ، وخلصت في دراستها المعنونة بـ ” تصور مقترح لتفعيل دور النشر الإلكتروني للمساهمة في تحقيق حراك البحث العلمي في المملكة العربية السعودية في ضوء التجارب و الاتجاهات العالمية المعاصرة ” إلى ضرورة وضع آليات لحماية الإنتاج الإلكتروني ، وصون الحقوق الملكية الفكرية ، وتفعيل دور الجامعات في تدعيم النشر الإلكتروني في مجال البحث العلمي .
و كانت دراسة عمران قد هدفت إلى إلقاء الضوء على ماهية النشر الإلكتروني ، وعلاقته بالثورة المعلوماتية ، والتعرف على التجارب والاتجاهات العالمية المعاصرة في النشر الإلكتروني في المملكة العربية السعودية في مجال البحث العلمي .
وسعت أيضًا إلى الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه النشر الإلكتروني في مجال البحث العلمي ، وتسليط الضوء على دوره ، أي النشر الإلكتروني في تفعيل حراك البحث والنشر العلمي ، ووضع تصور مقترح للاستفادة من التجارب والخبرات العالمية المعاصرة لتفعيل هذا الدور لتحقيق حراك البحث العلمي في المملكة العربية السعودية .
أهمية الدراسة :
وأوضحت الدكتورة هالة عمران أن ” أهمية هذه الدراسة ترجع إلى أنها تقوم بتقييم وضع النشر الإلكتروني في مجال البحث العلمي في المملكة العربية السعودية ، واستخلاص نواحي القصور فيه ، كما أنها تلقى الضوء على التحديات التي تواجهه ، وتبرز دوره في الإسهام في تحقيق حراك البحث العلمي ، تمهيدًا لوضع تصور مقترح لتفعيل هذا الدور بالاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة للدول الأخرى في هذا المجال .
مصطلحات الدراسة :
عرفت الباحثة النشر الإلكتروني بأنه ” استخدام أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها وبرمجيتها والأجهزة الإلكترونية الأخرى في عمليات إنتاج عمل تقليدي مكتوب بالوسائل الإلكترونية ،
وتحويل المحتوى المنشور بطريقة إلكترونية رقمية ، وكذلك إنتاج البيانات والمعلومات وإدارتها وتوزيعها وتيسيرها للمستفيدين من خلال وسائط إلكترونية ؛ حيث يتم نشرها على أقراص ليزر أو عن بعد من خلال شبكة الإنترنت ” . وأما حراك البحث ؛ فإنه يشير – حسب الباحثة – إلى انتقال البحث العلمي إلى مستوى ونقلة كمية ونوعية أرقى .
منهج الدراسة :
تنتمي هذه الدراسة الى البحوث الوصفية ، واستخدمت بعض الأدوات التي تمثلت فيما يأتي :
مقابلة مع بعض ذوي الخبرة في مجال النشر الإلكتروني .
دراسة استطلاعية مع بعض أعضاء هيئة التدريس .
تطبيق استبانة تتضمن عددًا من الأسئلة صنفت في ثلاثة مجالات : واقع النشر الإلكتروني في المملكة ، والتحديات التي تواجه النشر الإلكتروني في مجال البحث العلمي ، ودور النشر الإلكتروني في تفعيل الحراك البحثي .
الجزء النظري :
وتناولت الباحثة في الجزء النظري من الدراسة محاور أبرزهـا : العوامل التي أدت إلى ظهـور النشـر الإلكتروني ، وأشكالـه ، ومراحــل
، وتطوره ، والنشر الإلكتروني والبحث العلمي ، كما تطرقت الى متطلبات النشر الإلكتروني ، مؤكدة أن هناك مجموعةً من المتطلبات التي يجب توافرها لقيام نشر إلكتروني بأية دولة ، وتتمثل فيما يأتي :
البنية التحتية اللازمة المتمثلة في اتصالات حواسيب معلومات وبرمجيات ونظم توزيع وخدمات آمنة Secure Services .
الموارد البشرية من حيث التكوين والتدريب .
التشريعات الضرورية لتنظيم عملية النشر الإلكتروني .
تأهيل المناخ العام ( الفكري ، الاجتماعي ، الثقافي ، السياسي ) في المجتمع .
البحث والتطوير والدراسات اللازمة لتوطين هذا الاقتصاد .
دعم حكومي وفق مباردة وطنية مبنية على رؤية إسترتيجية .
مشكلات معرقلة
وعن المشكلات التي تعرقل النشر الإلكتروني ، قالت : ” رغم المميزات والنجاحات العديدة للنشر الإلكتروني ؛ فإن هناك مجموعةً من الصعوبات التي تحد من اكتمال الوصول للصورة المثالية للفائدة القصوى من هذا النوع من النشر ، ومنها صعوبة حماية حقوق الملكية الفكرية ، حيث إن أغلب التشريعات المطبقة في مختلف الأقطار ؛ لم تستطع بعد ضمان حماية حقوق المؤلفين أمام القرصنة والنسخ غير القانوني للمؤلفات دون علم أصحابها ، ومن هذه الصعوبات أيضًا ، والكلام للباحثة :
ضعف البنية التحتية ؛ وخاصة في الدول النامية مثل : الأجهزة والمعدات والبرمجيات الفعالة ، وشبكات الاتصال وتقنياته ، وكذلك بالنسبة للأفراد ، مما يؤدي إلى حرمان كل من لا يمتلك قنوات التواصل الإلكتروني من الاستفادة والوصول إلى المواد المنشورة إلكترونيًا .
ضعف البيئة التكنولوجية والمستلزمات البشرية التي تتعامل مع الشكل الإلكتروني للدوريات ، وإتقان الوسائل الحديثة في التعامل مع المعلومات الإلكترونية ، وقد تكون تقنيات النشر الإلكتروني صعبةً ومعقدةً لدى الكثيرين وتتطلب خبرةً خاصةً .
الافتقار إلى المعايير والمقاييس الموحدة للتعامل مع الدوريات الإلكترونية .
عدم استقرار ظهور الدوريات الإلكترونية وانتظامها .
ارتفاع تكلفة الاستفادة من الدوريات الإلكترونية .
معاناة المقالات والدراسات المنشورة إلكترونيًا – بشكل كامل – من عدم قبول بعض اللجان الأكاديمية لها كمواد بحثية شرعية في الجامعات ، والمرافق البحثية ، والمدارس العلمية الخاصة بالترقيات .
وسلطت الدكتورة هالة عمران الضوء على موقف الدول العربية من النشر الإلكتروني ، كما استعرضت عددًا من التجارب العالمية في هذا المجال .
نتائج الدراسة :
توصلت الباحثة إلى نتائج منها : أن هناك تطورًا ملحوظًا على المستوى العالمي في تجارب الرقمنة بصورة عامة ، ومجال البحث العلمي بصورة خاصة ، وإن كان لا يوازي المجالات الأخرى .
وعلى مستوى المملكة العربية السعودية ، فقد أظهرت الدراسة تفوقها في هذا المجال ، وخوضها تجارب ناجحة عديدة متنوعة إلا أن أغلبها كان من خلال جهود الجامعات ؛ خاصة في مجال البحث العلمي رغم وجود كثير من المعوقات التي تعيق تقدم مسيرته حسب قول الباحثة .
ومن ناحية المعوقات ، فقد اتفقت عينة الدراسة على عناصر منها ، عدم إتاحة قواعد المعلومات الخاصة بالجامعات في مجال النشر العلمي للجميع ، وإنما لمنسوبيها وطلابها فقط ” و ” عدم توافر معايير ومقاييس موحدة للتعامل مع الدوريات الإلكترونية ” ، ” وعدم توافر المواقع المتخصصة في النشر الإلكتروني المباشر Online في مجال البحث العلمي .
كما أظهرت النتائج أن من أبرز معوقات النشر الإلكتروني في المملكة ، ضعف ضمان حماية الحقوق الفكرية .
تطور مقترح :
وفي ختام دراستها ؛ قدمت الباحثة تصورًا مقترحًا لتفعيل دور النشر الإلكتروني للإسهام في تحقيق حراك البحث العلمي في ضوء التجارب والاتجاهات العالمية المعاصرة .
ودعا التصور المقترح إلى ترسيخ ثقافة النشر الإلكتروني ، ووضع إستراتيجيات تسويق تضمن الاستمرارية لمشروعات الرقمنة ، وإنشاء وحدة تنظيمية مستقلة لأعمال البحث والتطوير التقني في مجال النشر الإلكتروني .
كما أوصى المقترح بوضع آليات لحماية الإنتاج الإلكتروني ، وحماية الحقوق الملكية الفكرية ، وتفعيل دور الجامعات في تدعيم النشر الإلكتروني في مجال البحث العلمي .
اترك رد