اختتم المؤتمر الدولي الرابع للجيومعلوماتية وعلوم الأرض الذي أقامته جامعة الخليج العربي بالتعاون مع المنظمة العربية للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ضمن أنشطة كرسي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وتزامناً مع احتفال الجامعة بمرور 35 سنة على تأسيسها أعماله مؤخراً.
وأعلن المؤتمر فوز بحث حول “تقييم أثر التغييرات في المرئيات الفضائية على تقييم ذوبان الثلوج في كيبك – كندا باستخدام الاستشعار عن بعد، للأستاذ المساعد في مجال الاستشعار عن بعد والجيومعلوماتية بجامعة الخليج العربي علي بطاي، متقدماً على 8 بحوث عالمية تأهلت لمنافسته في المسابقة من أصل 120 بحثاً علمياً تقدموا للمشاركة في المؤتمر.
ويتناول البحث السبل العلمية لتصحيح المرئيات الفضائية الناتجة عن التغير في زاوية الرؤية للمستشعر الفضائي، نتيجة تغير الفصول وبالتالي تغير موقع الشمس ويسبب ما يعرف علمياً بالـ الانعكاسية المزدوجة مما يؤثر على نتائج المستشعر في قياس مساحة ذوبان الثلج بنسبة تصل إلى 20%.
وعالج البحث الأساليب العلمية التي يمكنها من تصحيح برمجة نتائج المستشعر بما يكفل الخروج بنتائج أكثر دقة.
وأشار بطاي إلى أن هذا البحث الذي تساهم به جامعة الخليج العربي لقياس مساحة ذوبان الثلوج في كندا يعتبر ذو أهمية عالية للمجتمع الكندي، لكون التقييم الخاطئ لمساحة ذوبان الثلوج قد تسبب بكوارث طبيعية في حالة إساءة تقديرها، والتي منها الفيضانات.
كما فازت خريجة جامعة الخليج العربي الباحثة زهراء العلي بجائزة أفضل بحث طلابي متغلبة على 3 بحوث علمية أخرى تأهلت معها للمسابقة النهائية، من أصل 12 بحثاً علمياً طلابياً شاركت في المؤتمر.
وتناولت دراسة الباحثة العلي أسباب ظاهرة الغبار المعلق في الكويت، والتي تعتبر ظاهرة موسمية تتسبب في انتشار الغبار في الجو وتتسم باحتجاب تام أو جزئي للرؤية. حيث وجدت الدراسة أن اتجاه الرياح في موسم عواصف الغبار المعلق أتت بشكل مستمر من الاتجاه الشمالي الغربي للكويت – خلال فترة الدراسة – وهو الاتجاه التي تقع فيه دول سوريا والعراق، ووجدت الدارسة عبر تتبع مستوى الغطاء النباتي في العراق وسوريا خلال شهر أبريل على مدى 12 عاماً – وهو الشهر الذي يحتوي على أعلى مستوى غطاء نباتي في الدولتين – وجدت أن السنوات التي احتوت على أقل معدل غطاء نباتي في العراق وسوريا هي التي شهدت ظاهرة الغبار المعلق في الكويت، إلا أن بعض السنوات لم تأتي بذات الدلالات لذا درست الباحثة زهراء العلي معدل تساقط الأمطار في تلك السنوات، ووجدت علاقة دالة أيضاً بين معدل تساقط الأمطار السنوي في دولة الكويت وتأثيراتها على ظاهرة الغبار المعلق، حيث تزداد عواصف الغبار المعلق في السنوات التي يقل فيها معدل تساقط الأمطار في الكويت.
وقد تكونت لجان التحكيم لجوائز الباحثين المحترفين والطلبة من البروفيسور ديريك بيديل، أستاذ الجغرافيا ومدير مركز الاستشعار الفضائي عن بعد في جامعة ليث – بريدج في كندا، والبروفيسور مزلان هاشم مدير معهد العلوم والتكنولوجيا الجيومكانية في جامعة التكنولوجيا الماليزية، ورئيس منتدى نظم المعلومات الجغرافية في ماليزيا. والأستاذ حسن غنان، أستاذ الجيومعلوماتية في جامعة الحسن الثاني بالمغرب.
هذا وقد شهد المؤتمر مشاركة 35 عالماً وباحثاً من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تقديم 36 ورقة علمية ناقشت مختلف الجوانب المتعلقة بعلوم الجيوالمعلوماتية وتطبيقاتها في مجالات التنمية المختلفة، كتغيرات المناخ، ووضع التربة والمياه، والاحتباس الحراري، والتخطيط العمراني، والتحليل الجغرافي.
إلى ذلك أقام المؤتمر ضمن فعالياته ورشة لتصحيح آثار الغلاف الجوي على مرئيات القمر الصناعي (لاند سات 8) لصور سطح الأرض بواسطة برنامج Geomatica.
وقد أكد رئيس المؤتمر البروفيسور عبدالرزاق بناري أن جامعة الخليج العربي بصدد بلورة الأفكار المنبثقة عن المؤتمر على هيئة مبادرات عملية تساهم في دفع عجلة التنمية في مجتمع الخليج العربي، عبر توقيع الشراكات البحثية، و الخدمات الاستشارية الإستراتيجية مع الجهات المختلفة في المنطقة خدمة لتوجهات التنمية في مجتمع الخليج العربي.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
اترك رد