انطلق بتاريخ 18-12-2015 المؤتمر الدولي الأول للغدد الصماء والسكر، الذي تنظمه الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للغدد الصماء، وهو المؤتمر الأول من نوعه في مصر، ويستمر حتى 20 ديسمبر،بمدينة الأقصر.
ويناقش المؤتمر كل ما يتعلق بمرض السكر، بما في ذلك الأسباب وطرق التشخيص والمضاعفات وطرق الرعاية الطبية المقدمة للمرضى، وأفضل البدائل العلاجية المتاحة على المستوى العالمي والمحلي.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 1000 طبيب ومتخصص في مجال الغدد الصماء والسكر من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 18 متحدثًا عالميًا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، و10 متحدثين من مصر.
ومن بين الموضوعات التي يناقشها المؤتمر الدولي في دورته الأولى: انخفاض مستوى السكر في الدم Hypoglycemia، طرق إدارة السمنة المفرطة، الأنسولين القاعدي في علاج السكر، طرق إدارة السكر من النوع الثاني، أمراض الأعصاب والسكر، القدم السكري، علاقة السكر بأمراض الكبد والكلى وغيرها من الموضوعات الأخرى.
ويتطرق المؤتمر بشكل أساسي لمناقشة أحدث الدراسات الخاصة بأسباب ومخاطر وطرق تفادي انخفاض مستوى السكر في الدم لدي المصابين بالسكر، حيث أوضحت الدراسات أن انخفاض مستوى السكر في الدم يحدث عندما يتناول مرضى السكر جرعات خاطئة من علاجهم، أو عند أخذ جرعة الأنسولين في التوقيت الخاطئ، أو عدم تناول الطعام في الأوقات المناسبة، أو أخذ الجرعة في مكان خاطئ أو بطريقة خاطئة.
وأكد المشاركون ضرورة استشارة الأطباء فيما يتعلق بأفضل الطرق للتعامل مع انخفاض مستوى السكر في الدم، خاصة أن 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثاني يستشيرون طبيبهم عن إصابتهم بنقص مستوى السكر في الدم.
ويقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثاني بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر في الدم، بينما يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر في الدم.
وقال الدكتور فهمى أمارة- أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية، ورئيس الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، ورئيس المؤتمر: “يُعاني من مرض السكر حوالي 382 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع ان يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035.
وأضاف :” وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص، وتؤكد أحدث الأبحاث والدراسات المتخصصة أنّ معدلات الإصابة بمرض السكر مرتفعة بصورة كبيرة في البلاد النامية بسبب اتباع أساليب الحياة غير الصحية والنظم الغذائية الخاطئة، التي تتصف بزيادة السعرات الحرارية في الاكل و قلة الحركة وعدم مزاولة الرياضة بشكل منتظم والذى يؤدى بدوره الى مرض السمنة وهو من اسباب مرض السكر بالإضافة للعوامل الوراثية، وتجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الطبيب، وهو ما يعرضهم لمشاكل ومضاعفات صحية خطيرة، ويعتبر انخفاض مستويات السكر في الدم من الأمور المقلقة لدى الطبيب و المريض معا بسبب تأثيرها الضار على المريض من الناحية الصحية”.
وأضاف الدكتور محمد البحراوي- أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب الإسكندرية ونائب رئيس المؤتمر:” أن غيبوبة انخفاض السكر تنتج عن نقص مستوى الجلوكوز في الدم، وتتمثل أهم أسبابها في تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات في موعدها”.
وأوضح أنه من أعراض انخفاض السكر في الدم فقدان الوعي، والعرق بغزارة، وشحوب في لون الوجه، وزيادة في ضربات القلب، والصداع، وزغللة في العين، ورعشة في الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان في التركيز أو فقدان الوعي.
وغالبا ما يكون مستوى السكر في الدم أقل من 70- مليجرام /ديسيلتر، ومن الأفضل في هذه الحالة أن نعطي المريض نصف كوب مشروب سكري مثل العصير، وفي حالة الغيبوبة نلجأ فورا إلى المستشفى، لأن أي تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض.
كما يؤدي تكرار نوبات انخفاض السكر في الدم لعدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر، مما قد يؤدي الى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة”.
وأضاف أن هناك علاجًا جديدًا من الجيل الثاني من عقاقير الأنسولين وهو عقار ديجلوديك التي أتاحت تقنية تصنيعه إمكانية تناوله مرة واحدة في أى وقت في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم أكثر من 24 ساعة، مما يقلل نوبات انخفاض السكر في الدم.
وأضافت الدكتورة مباهج سوكة- أستاذ السكر وسكرتير عام المؤتمر، أن من أهم البدائل العلاجية الجديدة لمرض السكر، عقار ليراجلوتيد و يمثل ليراجلوتيد عقاراً جديداً لعلاج السكر من النوع الثاني دون التأثير على وظائف الكلى، وهو يماثل في تركيبه ٩٧٪ من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل الأجسام المضادة وبالتالي الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، بحيث يتم تناول العقار الجديد مرة واحدة في اليوم ليمتد تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار 24 ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء، بما يتيح للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وتحسين الأداء الوظيفي لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين”.
الجدير بالذكر أن مصر تعاني من أعلى المعدلات لانتشار مرض السكر في العالم، حيث تبلغ نسبة المصابين بالمرض أكثر من 15.6% من إجمالي عدد البالغين في البلاد، وهو ما يمثل 7.5.
اترك رد