بحثت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي العمانية يوم 3 أبريل 2016 بالوزارة مع نظيرها معالي ميخائيل زوريفكوف وزير التعليم العالي لجمهورية بيلاروسيا عددا من قضايا التعليم، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين على المستويين التعليمي والبحثي، كما ناقش الوزيران تفعيل اتفاقية التفاهم الموقعة بين البلدين.
وأكدت البوسعيدية أهمية الزيارة في توسيع أوجه التعاون في قطاع التعليم العالي بين السلطنة وبيلاروسيا في إطار الاهتمام الذي توليه السلطنة للبحث عن جهات ابتعاث جديدة ذات تخصصات أكاديمية تتواكب مع توجهات التنمية المستدامة.
وقدم الوزير البيلاروسي نبذة عن التعليم العالي في جمهورية بيلاروسيا، وأهم البرامج والتخصصات التي تقدمها الجامعات البيلاروسية. مشيرا إلى أن التعليم العالي والبحث العلمي هو مفتاح للتطور والتنمية المستمرة في المجتمعات، ومن هذا المنطلق أولت بيلاروسيا في السنوات الأخيرة اهتماما بالغا بتطوير مؤسساتها التعليمية واستقطاب الطلبة الدوليين ومد جسور التعاون مع دول العالم الأخرى بما فيها منطقة الشرق الأوسط، وهناك دعم وتركيز من النظام التعليمي في بيلاروسيا على تخصصات هندسة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب التركيز على علم الجينات فهناك اهتمام كبير بتخصصات الكيمياء الجينية والهندسة الجينية، إضافة لما تتمتع به بيلاروسيا من سمعة عالمية عريقة في مجال تخصصات الرياضيات والميكانيكا.
وأشار معاليه إلى أن ارتفاع عدد الطلبة الدوليين الذي يفضلون اختيار بيلاروسيا كوجهة دراسة لهم، وذلك لما تتمتع به من نظام تعليمي عالي الجودة يمتاز بتنوع برامجه وتخصصاته الأكاديمية، وما تشتهر به البلد من أمن واستقرار، وما يعرف به الشعب البيلاروسي من اهتمام وترحيب بالقادمين إليه من كل دول العالم.
وأضاف معالي الوزير البيلاروسي إن بيلاروسيا أصبحت عضوا كاملا في (معاهدة بولونيا) مما أعطى سلاسة في حركة الطلبة البيلاروسيين للدراسة في الجامعات الأوروبية وكذلك دراسة الطلبة الأوروبيين من الدول الأخرى في الجامعات البيلاروسية، كما أسهم ذلك في تطوير جودة أنظمة التعليم العالي وبرامجه بالجامعات البيلاروسية.
التبادل الطلابي والأكاديمي
وأكد معاليه اهتمام الجانب البيلاروسي لتطوير أوجه التعاون مع وزارة التعليم العالي في كافة المجالات التعليمية والبحثية وبرامج التبادل الطلابي والأكاديمي بين الجانبين. وإمكانية أن تشهد المرحلة القادمة التحاق عدد من الطلبة العمانيين بمؤسسات التعليم العالي البيلاروسية التي تقدم برامجها لمرحلتي الماجستير والدكتوراه باللغة الإنجليزية.
وأضاف إن الطلبة البيلاروسيين مهتمون بالتعرف على الشرق الأوسط، ويقبلون بشكل كبير على دراسة اللغة العربية والثقافة العربية، وهناك عدد من الجامعات البيلاروسية التي تدرس اللغة والثقافة العربية، مما يفتح مجالا آخر للتعاون بين البلدين، إلى جانب إمكانية إيجاد برامج تبادل المعلمين والأكاديميين ضمن دورات خاصة ومؤتمرات علمية وبحثية مشتركة.
من جانبها أشارت معالي الدكتورة راوية البوسعيدية إلى تطلع الوزارة لتفعيل اتفاقية التفاهم بين الجانبين، وتطوير مستوى التواصل بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بما يخدم المصالح المشتركة.
بعدها قدم الدكتور خالد بن حميد الجابري مساعد مدير عام المديرية العامة للتطوير والتخطيط عرضا مرئيًا عن التعليم العالي في السلطنة، تحدث في بدايته عن الجهات التي تشرف على قطاع التعليم العالي في السلطنة حيث أشار إلى أن مجلس التعليم هو المظلة الأكبر لكافة مؤسسات التعليم العالي والوحدات والجهات الحكومية المعنية بالتعليم العالي حيث يختص برسم السياسات العامة للتعليم بالسلطنة، وتندرج وزارة التعليم العالي تحت مظلته حيث تختص الوزارة بتطبيق السياسات التي يرسمها مجلس التعليم في مجال التعليم العالي، كما تُعنى بإدارة البعثات الداخلية والخارجية وكليات العلوم التطبيقية والجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة والإشراف عليها.
وأشار الجابري إلى زيادة نسبة الاستيعاب في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة وكذلك عدد البعثات التي تقدمها الوزارة لمخرجات دبلوم التعليم العام حيث وصلت نسبة استيعاب الناجحين من خريجي دبلوم التعليم العام 90%.
وبلغ عدد البعثات الخارجية في السنوات السابقة 1643 بعثة خارجية سنوية في مختلف دول العالم، بينما بلغ عدد البعثات الداخلية 9758 بعثة، بالإضافة إلى 86 منحة دراسية مقدمة للطلبة العمانيين من عدة دول و200 بعثة دراسية سنوية تمولها الوزارة لطلبة الدراسات العليا.
كما تحدث الدكتور الجابري عن مؤسسات التعليم العالي الخاصة والدعم الذي تحظى به من قبل الحكومة والذي يتمثل في توفير البعثات الدراسية والأراضي الممنوحة لها حتى تتمكن من إنشاء حرمها الجامعي، إضافة إلى الدعم المالي، كما نوه إلى وجود عدد من الاشتراطات التي تضعها الوزارة من أجل ترخيص هذه المؤسسات والتي من بينها ضرورة ارتباط هذه المؤسسات بمؤسسات تعليم عالٍ دولية عريقة لضمان جودة التعليم فيها.
بعدها قدم نبذة عن مركز القبول الموحد باعتباره المركز الأساسي والوحيد المسؤول عن قبول الطلاب في مختلف مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج السلطنة، وفق الاشتراطات التي تضعها المؤسسات لكل برامجها المطروحة عبر نظام إلكتروني موحد بحيث تتحقق المساواة والشفافية في قبول الطلاب حسب معدلاتهم التنافسية.
كما أشار الدكتور خالد إلى تجربة السلطنة في الاعتماد والتدقيق وإدارة جودة التعليم العالي عبر الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي والشبكة العمانية لضمان الجودة والإطار الوطني للمؤهلات. وقد أبدى الوفد البيلاروسي أعجابه بنظام القبول الموحد والشبكة العمانية لضمان الجودة ورغبته في التعرف أكثر على التجربتين وبحث إمكانية الاستفادة منها في النظام التعليمي البيلاروسي.
وحضر اللقاء عدد من ممثلي الجامعات البيلاروسية، ومن الجانب العماني سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي، وعدد من المسؤولين بالوزارة.
اترك رد