توصيات ندوة الإرهاب بين الجذور الاجتماعية والمعالجة الدولية

نظمت جامعة محمد الأول بوجدة، يومي 14 و15 أبريل 2016، ندوة دولية في موضوع: “الإرهاب بين الجذور الاجتماعية والمعالجة الدولية”، شارك في أشغالها ثلة من الأساتذة الباحثين ورجال الإعلام والمهتمين، ينتمون إلى دول شقيقة وصديقة (المملكة العربية السعودية، المملكة الأردنية الهاشمية، ليبيا تونس، الجزائر،فرنسا، إسبانيا،بلجيكا، ساحل العاج، الكاميرون….)، معظمها خبرت وعرفت أحداثا إرهابية، ناقشوا جميعا معضلة الإرهاب من زوايا ومقاربات متنوعة (فكرية ثقافية، قانونية، سوسيولوجية، سياسية…)، وتداولوا في أسباب نشوئه وتمظهراته ونتائجه الاقتصادية والاجتماعية والجيوإسترتيجية. وقد صاغ المشاركون في هذه الندوة جملة توصيات، نوردها على هذا النحو:

دولــــيا:

§ ضرورة العمل المشترك من أجل صياغة منهجية سوسيوسياسية شاملة هدفها التصدي للإرهاب، تستحضر الخصوصيات، وتنشد العمل الوقائي والاستباقي؛ وتستدمج كافة مستويات التفكير والتدخل (الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الثقافية…)؛

§ معالجة الإشكالات التنموية بدول الجنوب، لأن من تجلياتِ الإرهاب وأسبابِه وجودُ اختلالات كبرى في المنظومة الاقتصادية العالمية؛

§ دعوة الدول الجاذبة للهجرة إلى القطع مع ما ساد من أشكال الاستبعاد والوصْمِ الاجتماعي للمهاجرين من الجيلين الأول والثاني؛

إقليميا ووطنيا:

§ حث حكومات المحيط الإقليمي على تقديم الإجابات الواقعية والعملية لمعضلة الإرهاب من منظور المصالح الحيوية لكل بلد على حدة، وعدم الارتهان دائما بالأجندات الأجنبية، لأنها بعضها محكوم بأبعاد جيوإستراتيجية إقليمية ودولية خاصة؛

§ لعمل على تجفيف منابع الإرهاب من خلال:

ü إصلاح اختلالات المنظومة التربوية على النحو الذي يُمَكّن التلاميذَ والطلبةَ من الكفايات القيمية الاستراتيجية، وعلى رأسها قبول الاختلاف وامتلاك الحس النقدي وتجنب كل أشكال الدوغمائيات؛

ü تحصين النماذج الوسطية في التدين، وعلى رأسها النموذج المغربي القائم على الثوابت الدينية والروحية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف المستمد من سلوك الإمام الجنيد؛

ü دعوة المسؤولين بالجامعات والمعاهد والشعب ذات المُخرجات العلمية الشرعية بالعالم الإسلامي إلى تطوير أدائها البحثي، والوقوف في وجه كل مظاهر الغلو والتطرف في تأويل النصوص الدينية؛

ü تحفيز الجسم الصحفي على أداء رسالته التوعوية، لما له من قدرة على إحداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق تعميم المعرفة والتوعية والتنوير وتكوين الرأي ونشر المعلومات؛

ü توجيه الحكومات إلى إيجاد الحلول العاجلة لمعضلة العزوف السياسي والحزبي؛ لأن انخراط الشباب في العمل السياسي المؤسسي سيمكنهم من الوقوف على تهافت التصورات الحالمة، وضحالة الإجابات البديلة التي يقدمها كثير من المتطرفين لمشاكل المجتمع المركبة؛

ü الحرص على تحقيق العدالة المجالية بين جهات البلد الواحد؛ من خلال الحرص على ضمان الحقوق الأساسية (التعليم، الصحة، السكن…) لساكنة العالم القروي وأحزمة المدن الكبرى؛

§ تحفيز العمل البحثي والإعلامي وكذا الأنشطة التوعوية والإشعاعية التي تكشف زيف الادعاءات التي تربط بين الإرهاب والإسلام أو غيره من الأديان على نحو مخصوص؛

§ تأسيس مجموعات وفرق بحث متعددة الجنسيات (شمال-جنوب) تقف على الأبعاد الفاعلة في إنتاج الحدث الإرهابي، من زوايا نظر مزدوجة وتكاملية، بالشكل الذي يتم فيه تجاوز التفسيرات الاختزالية التي تلقي اللوم على طرف دون غيره، والذي يتم فيه النظر، بالمقابل، إلى كثير من البنيات الموضوعية (في السياق المحلي كما العالمي) باعتبارها منتجة وضحية للفعل الإرهابي في نفس الآن.

هذا وقد أوصى المشاركون أيضا بضرورة استحداث آليات جديدة للتعاون الأفقي بين الجامعات الوطنية والإقليمية والدولية، وغيرها من أشكال التعاون بين الجامعات والمؤسسات المنشغلة بقضايا الإرهاب. كما ثمنوا احتضان المغرب لهذه الندوة الهامة، ودعوا إلى متابعة النقاش في ملابسات هذه المعضلة الاجتماعية وتكثيف الملتقيات والندوات والمؤتمرات لأن من شأن النقاش العلمي-الجامعي محاصرة مختلف الدوغمائيات وتكريس فضيلة قبول الاختلاف.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد