التأمت أمس في الجامعة الأردنية بمشاركة 200 باحث من مختلف دول العالم أعمال المؤتمر الدولي الثاني لمكتبة الجامعة الأردنية بعنوان النشر الالكتروني عبر تكنولوجيا الحوسبة السحابية والمتنقلة ويستمر ليومين.
ويسلط المؤتمر الضوء على استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية وتكنولوجيا الهواتف الذكية في النشر الالكتروني وتأثير هذه التقنيات على النشر الرقمي نظرا لانتشارها وشيوع استخدامها ودورها المهم في النشر الرقمي .
وهدف المؤتمر إلى زيادة الوعي بأهمية التعلم النقال وتسليط الضوء على تكنولوجيا الحوسبة السحابية والهواتف النقالة إلى جانب وضع استراتيجيات مشتركة من قبل الجامعات لرفع وزيادة كفاءة النشر الالكتروني وتحفيز المؤسسات التي تعنى بالتكنولوجيا الرقمية للمساندة والمساهمة في النشر الالكتروني.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح إن العالم يشهد لحظات فارقة بين عصرين من عصور النشر هما النشر الورقي والالكتروني، ومما لا شك فيه أن الأخير أحدث تغيرات ضخمة على مختلف الإجراءات الفنية والإدارية في المكتبات بشكل عام سواء على مستوى بناء المجموعات أو الخدمات المقدمة للمستفيدين .
ودعا محافظة مؤسسات البحث العلمي على مختلف أشكالها بأخذ المؤشرات والقراءات من أمناء المكتبات والباحثين والعاملين في القطاع لقياس اتجاهات البحث والمطالعة باعتبار النشر الالكتروني وتطبيقات الحوسبة السحابية أحد أبرز المواضيع العلمية على الساحة الأكاديمية لتأثيرها المباشر في البحث العلمي وتطوره.
وأشار محافظة إلى أن المؤتمر يعد نقطة تحول وإسهام جديدة في مسيرة مكتبة الأردنية ومن شأنه أن يؤسس لبناء قاعدة بيانات من الأفكار التي يمكن أن يستمد منها محاور مؤتمرات جديدة.
وطالب رئيس جامعة دبي الدكتور عيسى البستكي الذي حل ضيفا على المؤتمر كمتحدث رئيسي بضرورة تفعيل وتطبيق الشبكة العربية للبحث العلمي وتعزيز التعاون ما بين الجامعات العربية للنهوض بالتعليم الالكتروني.
وشدد البستكي على ضرورة البدء التدريجي في التحول نحو المناهج الرقمية وإعداد المعلم والبنى التحتية اللازمة لبيئة التعلم الالكتروني والتأكد من جاهزية الطالب لتلقي العلم عن طريق الأدوات والوسائل الالكترونية وتطويعها إلى أشكال محببة له.
وتناول البستكي في ورقته سبل تحقيق المدينة الذكية المبنية على المعرفة المستدامة مشيرا إلى أن القيادة والمنظومة الحيوية والتوجهات المستقبلية نحو الرقمية تعد أركان بناء المدن الذكية.
مدير المكتبة الدكتور مهند مبيضين قال إن المؤتمر يأتي انطلاقا من تجربة المكتبة في مجال التحويل الرقمي لمصادر المعلومات الورقية، والاهتمام الدائم والمستمر الذي تبديه المكتبة في تبني كل ما هو حديث ومتطور في مجال تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الويب التفاعلي الأمر الذي دعاها إلى عقد المؤتمر على مستوى الوطن العربي من خلال استضافة نخبة من الباحثين والمهتمين.
وأضاف مبيضين أن المكتبة التزمت بفضل دعم رئاسة الجامعة بالتحديث في كافة نواحي العمل وكان لها أن تصدر تقريرها الثاني حول الاستدامة في الإدارة المكتبية الذي يتضمن سياسات واضحة في الوفر والبيئة وفي التحديث في التعليمات والنظم والتدريب والتدوير الوظيفي ومكافأة النجاح بالإضافة إلى التقارير التي تعنى بالجودة والاستراتيجية والفهارس.
وأكد مبيضين خلال كلمة ألقاها في حفل الافتتاح سعي المكتبة جديا إلى تعزيز المحتوى العربي والاهتمام بمختلف شبكات التواصل الاجتماعي لتطوير تواصلها مع مجتمع البحث والعلم، بالإضافة إلى بناء قدرات الزملاء العاملين بالتدريس.
وألقى الدكتور نجيب الشربجي كلمة عن المشاركين أكد فيها التزامهم الكامل بالإسهام في تحقيق أهداف المؤتمر مدركين التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة وتحديدا الانترنت والهواتف الذكية والكم الهائل من المعلومات التي باتت متاحة، ودعمهم لرؤية المؤتمر التي أتت لتثري البحث العلمي وتثري تبادل المعرفة والخبرات.
من جانبه قدم مدير شركة نسيج هشام درويش احد أهم الشركاء الداعمين للمؤتمر إيجازا حول مسيرة التعاون ما بين الشركة والجامعة الأردنية مشيرا إلى تنفيذ نظام إدارة وتشغيل المكتبات من خلال مركز التميز للجامعات الأردنية والذي يعد احد اكبر وانجح المشاريع التشاركية في المنطقة العربية اضافة الى مشروع الاعارة الذاتية الاول من نوعه في بلاد الشام، مؤكدا سعي الشركة المتواصل الى توطيد العلاقات مع الجامعات والمجتمع الاردني ككل .
مدير شركة دار المنظومة وهو احد اهم الشركاء الداعمين للمؤتمر اكد في مداخلته ضرورة تضافر جهود القطاعين العام والخاص والدخول في شراكة مثمرة في مجال حوسبة الانتاج العلمي العربي واتاحته بشكل الكتروني للرقي بالنشر العلمي العربي للمكانة اللائقة باللغة العربية الامر الذي اعتبره تحديا راهنا ، مؤكدا استعداد الشركة الى تقديم كل طاقاتها من اجل النشر وتوسيع نطاقاتها وتطويره.
واشتمل اليوم الاول على جلستين تحدثت اولاهما عن تطبيقات الحوسبة السحابية والمتنقلة في المكتبات ومراكز المعلومات قدم فيها الدكتور محمد زرقاني من مصر ورقة حول استخدامات الحوسبة السحابية في المكتبات الوطنية العربية (الاردن والعراق انموذجا) طالب فيها توفير الدعم المالي والبنى التحتية لتنسجم مع تطبيق الحوسبة السحابية.
فيما تناول مدير مكتبة جامعة مؤتة الدكتور هشام مبيضين اثر النشر الالكتروني عبر استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية في تطوير اداء العاملين في المكتبات ودور النشر لافتا الى ان ظهور هذه الخدمة في عالم التقنية ساعد على حفظ البيانات والملفات وادارتها، الامر الذي ساعد على حفاظ سير عملها عبر الانترنت اضافة الى انها تمثل الحل الافضل للكثير من المشكلات التقنية التي تتعلق بتلف المستندات او ضياعها.
وقدم كل من الدكتورة الاء الترك والدكتور نجيب الشربجي اوراق عمل تحدثت عن خدمات الحوسبة السحابية وادارة المعلومات فيما قدمت شركة دار المنظومة عرضا تقديميا حول الشركة وما توفره من خدمات .
وركزت الجلسة الثانية في اوراقها على تطبيقات الحوسبة السحابية والتكنولوجيا المتنقلة في التعليم الالكتروني تحدث فيها الدكتور يحياوي زهير من الجزائر عن الهواتف النقالة في البيئة التعليمية الجزائرية موصيا الطلبة بضرورة الاهتمام بالوسائط المتعددة لاغراض البحث العلمي وليس بالاغراض التثقيفية فقط، فيما تحدث الدكتور ياسر سليمان في مداخلة عبر السكايب عن استخدام الحوسبة السحابية في التعلم والتعليم ودور التكنولوجيا الحديثة مؤملا ان يمتلك اصحاب القرار في التعليم العالي الفهم العميق للحوسبة السحابية وكيفية تطورها وان يتم الموازنة ما بين التكاليف والفوائد في كل نهج.
ويناقش المؤتمر على مدار يومين في 22 ورقة علمية سبعة محاور هي النشر الالكتروني تكنولوجيا الحوسبة السحابية والهواتف النقالة والجوانب القانونية والأخلاقية له إلى جانب نظم المعلومات المكتبية والأنظمة الذكية في النشر بالإضافة إلى امن المعلومات .
ويقام على هامش المؤتمر مائدة مستديرة تناقش النشر الصحفي عبر تكنولوجيا الحوسبة السحابية والمتنقلة الى جانب ورشة عمل حول مستقبل المكتبات الالكترونية.
اترك رد