سليم بن عراب – دراسات إفريقية جامعة الجزائر
دوافع الاستعمار البريطاني في نيجيريا
أ. دوافع اقتصادية:
ترجع علاقة انجلترا بسواحل إفريقيا الغربية إلى أوائل القرن السادس عشر حيث كان البرتغاليون في ذلك الوقت يحتكرون تجارة الرقيق التي كانت تعتبر دعامة قوية لنجاح عمليات الاستغلال الزراعي في أمريكا، هذا بالإضافة إلى تجارة الذهب الذي اشتهرت به ممالك غرب أفريقيا والعاج والصمغ وزيت النخيل وغيرها من المنتجات الأفريقية، فبدأ بعض البحارة البريطانيين يصلون إلى شواطئ غرب أفريقيا إلى غينيا وساحل الذهب وخليج بنين ومن الذين ذاع صيتهم من الإنجليز في هذا المجال جون هوكنز الذي قام بعدة رحلات لغرب أفريقيا في الستينات من القرن السادس عشر لجلب الرقيق للعمل في جز الهند الغربية ([1]).
وقبل ختام القرن 16م، كانت هناك شركات تجارية بريطانية تزاول نشاطها في غرب أفريقيا تمتلك مجموعة من المراكز التجارية بين غينيا وسيراليون وحتى الثمانينات من القرن الثامن عشر كانت بريطانيا تكتفي بالنقط والحصون الساحلية فلم يكن هناك في ذلك الوقت دافع يجعلها تخاطر بالتوغل إلى داخل القارة،فالاستغلال الاقتصادي لثروة القارة البشرية والمعدنية كان يتحقق دون هذا التوغل قد كان التجارة الأفريقيون يحضرون هذه السلع إلى الساحل حيث النقط والحصون فتتم عمليات المتاجرة والتبادل ([2]).
عندما تشعبت وتشابكت المصالح التجارية والاستعمارية والاستكشافية بالإضافة إلى رغبة بريطانيا في القضاء على تجارة الرقيق، أدى ذلك إلى بدأ توغلها داخل القارة و هذا التوغل كان صدى للثورة الصناعية في بريطانيا ومتطلباتها أيضاً لفقدانها أسواق أمريكا الشمالية بسبب حرب الاستقلال الأمريكية، كل هذه العوامل تجمعت معا وأدت إلى انطلاق بريطانيا في القرن التاسع عشر إلى التوسع والاستعمار([3])، حتى كونت أوسع إمبراطورية بحرية شهدها التاريخ وخرجت بنصيب وافر من المستعمرات في غرب أفريقيا شملت غانا ونيجيريا وسيراليون وجامبيا([4]).
لقد كانت دوافع الإستعمار البريطاني نابعة من صميم الواقع البريطاني،ولم تنفذ إلا بعد دراسة عميقة لمقتضيات المصالح البريطانية ، فاتقدم الصناعي الذي حازته إنجلترا خلال الجزء الأول من القرن التاسع عشر هو الذي وجه أنظار البريطانين نحو الخارج ومن ثم أصبح التوسع ضرورة تحتمها الظروف ([5]).
ب. دوافع سياسية:
كان رجال السياسة في بريطانيا الذين تولو الحكم خلال هذا القرن أصبحوا يعتقدون بحكم التفوق الصناعي، واستقرار السلام وتمتع بريطانيا بالحكم الديموقراطي بسمو الشعب البريطاني، فقد ايقنو أنهم على سلم الحضارة تقف كل الامم وعلى رأس السلم يقف البريطانيون، ويليهم الأمريكيون، فبقية الشعوب السكسونية،فاللاتينية،وفيما دون ذلك بكثير يقف اللآسيويون و الإفريقيون الذين قضى عليهم التخلف الإقتصادي والحكم الإستبدادي، من ثم اصبح واجب البريطانين أن يعملوا على رفع هذه الشعوب إلى حيث يقفون هم ووسيلة هذا الواجب التوسع التجاري دون إستعمال القوة ولكن ليس معنى ذلك إنتفاء استعمال القوة بتاتا بل تكون مقصورة على حماية التجارة ([6]).
حتى سنة 1880م لم تكن افريقيا بحجمها الهائل في نظر البريطانين سوى طريق على الهند ، والتجار الذين يعملون على شواطئها يهتمون أكثر ما يكون بالطريق حول القارة ،واهتمام حكام إنجلترا موجه إلى تأمينهم من منافسيهم ،أما غير ذلك من أجزاء إفريقيا فلم تكن موضع إهتمام السياسين البريطانين إلا من ناحية سحق تجارة الرقيق فيها ولذا كانت حكومت لندن تعارض أى توسع يجلب عليها مزيدا من المسئوليات، وكثيرا ماحذرت موظفيها من محاولة ذلك ([7]).
اترك رد