مؤتمر الابتكار بجامعة هارفارد

أكد البروفيسور عودة راشد الجيوسي رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية ومنسق برنامج الدكتوراه في إدارة الابتكار في جامعة الخليج العربي على أن الجمهور أصبح مساهماً رئيسياً في عملية الابتكار في مختلف القطاعات حيث تشير الدراسات إلى أن ما نسبته 20% من الابتكار في مختلف القطاعات في العديد من القطاعات ناتج من إسهامات الجمهور فيما يعرف ب الابتكار المفتوح. جاء ذلك لدى مشاركة البروفيسور الجيوسي في مؤتمر الابتكار المفتوح (Open and User Innovation) الذي عقد مؤخراً في جامعة هارفارد – كلية هارفارد للأعمال (Harvard Business School).
وقدم البروفيسور الجيوسي بحثاً حول التقنيات الصديقة للبيئة (Green Technology) للإعمال الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية ومدى جدوى استخدام الابتكار المفتوح لتعزيز انتشار وتبني التقنيات الخضراء لدى قطاع الصناعة في المنطقة العربية، كتقنيات استخدامات الطاقة الشمسية في الزراعة، والري، وتوليد الكهرباء في المنازل، وكذلك إعادة استخدام المواد الصلبة وتدوريها عبر الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد البروفيسور الجيوسي خلال مشاركته في المؤتمر، على ضرورة تشجيع منهجية الابتكار المفتوح أو ما يعرف بالابتكار من خلال مستخدمي التقنية (Open and User Innovation). حيث تفيد الدراسات بأن الشركات لم تعد وحدها مصدر توليد الابتكارات التقنية، وإنما أصبح الجمهور مصدراً فاعلاً في تطوير الابتكارات فيما أصطلح علمياً بـ (Crowd Sourcing) وهذا يعني الاستفادة من الأفكار المبدعة والمبتكرة من عامة الناس لتطوير المنتج وإضافة قيمة تنافسية من خلال تقديم نموذج عمل (Business Model) مغاير للنمط التقليدي الذي يعتمد على البحث والتطوير المؤسسي من خلال الجامعات والشركات.
ومن أمثلة الابتكار المفتوح، تصميم برامج الحاسوب والمحاكاة، والنشر الإلكتروني كموسوعة الويكيبيديا حيث يساهم كافة المهتمين في إضافة محتوى الموسوعة العلمية، وتتم عملية استدامة النشر عبر حوافز معنوية تعطي للمؤلفين الرئيسيين. وفي القطاع الطبي، يتمثل نموذج الابتكار المفتوح في تطوير كثير من التقنيات لعلاج الامراض عبر إسهامات الأطباء والمرضى، فالمريض الذي يتلقى العلاج يطور العلاج بناء على حاجته.
وتطرق البروفيسور الجيوسي إلى آليات تحفيز الجمهور على المساهمة في عملية الابتكار، حيث قال إن استخدام المسابقات والجوائز العلمية تعدان وسائل ناجحة لتحفيز الابتكار المفتوح ومن أمثلة ذلك مسابقات التصميم الهندسي، وتصميم برامج الحاسوب، إذ يتم استدراج الأفكار المبدعة من خلال مشاركات الجمهور التي تعطي قيمة تنافسية وتمنح المؤسسات أفكار جديدة تعزز من التنافسية والاستدامة. لافتاً ان حوالي 20% من الابتكارات مصدرها مستخدمي التقنية في قطاعات مختلفة مثل الطب والتقنية والهندسة والتعليم.
إلى ذلك، أكد البروفيسور الجيوسي على أهمية العناية في تعزيز وتجذير ثقافة الابتكار في الصناعات الصغيرة والمتوسطة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لما لها من اسهام في تعزيز النمو الاقتصادي والازدهار وتوفير فرص عمل للشباب في الدول العربية.


نشر منذ

في

,

من طرف

الآراء

اترك رد